قبل ساعات من احتفال الأقباط بمحافظة المنيا بأحد السعف, والذي يوافق الأسبوع الثاني من شهر أبريل من كل عام، ينتشر باعة سعف النخيل، وكل أشكال وتنويعات المشغولات اليدوية من سعف النخيل، والتي تتمركز بالميادين وأمام الكنائس والجمعيات القبطية وأرصفة الشوارع. غير أن هذا العام تشهد شوارع وأرصفة المحافظة وميادينها، حالة من الإقبال المحدود من قبل الأقباط على شراء سعف النخيل لارتفاع أسعارها وأجرة نقلها من المزارع، والقرى البعيدة المتخصصة في بيع قلوب النخيل. على أحد الأرصفة بميدان بالاس بمدينة المنيا يجلس "هاني زكى" والبالغ من العمر 50 عامًا ومعه 3 من شركائه تحت مظلة تقيه من الحر الشديد، ويقوم بعمل تشكيلات متنوعة من سعف النخيل. "المصريون" التقت به لمعرفة الأسعار والأنواع الجديدة من السعف هذا العام وقال "هانى زكى" في مرارة شديدة: "للأسف الأسعار نار هذا العام حيث إننا نشترى السعف الأبيض من الفلاحين بالقرى والمزارع، بأسعار أعلى من العام الماضي، وهذا أدى إلى ارتفاع أسعار التشكيلات من السعف. وقال شريكه "حنا" الذي يقوم بعمل تيجان وقربانات من السعف: "هذا العام التاج ب 15 جنيهًا، والقربان ب 20 جنيهًا، أما القلوب تختلف فى أسعارها، فالقلب المدفور يباع ب 10 جنيهات، والقلب السادة يباع ب5 جنيهات، فى حين أن العام الماضى كنا نبيع التشكيلات بأسعار تعادل نصف ما نبيعه هذا العام". فيما أكد نصيف شاب في العشرينيات من عمره، يقوم برص القلوب على الحوائط: "نقوم بشراء السعف من دير أبو فانا بمركز ملوي حيث أطوال النخيل قصيرة، تمكننا من صعود النخيل وقطع السعف، أما في القرى القريبة أطوال النخيل عالية ومرتفعة, نضطر إلى استئجار طالع النخيل بأجر عالٍ لكي يقطف لنا السعف الأبيض". فى جانب آخر قالت "مارسيل زكى" إحدى المواطنات وهى تشترى أحد الأنواع من تجار السعف: "العام الماضي كنا نشترى التاج ب 5 جنيهات، والسنة دى بنشترى التاج غالى وعلشان أولادى بيجبرونى على الشراء، ألبى طلباتهم دون تردد رغم غلو الأسعار". وفى مكان آخر يباع سعف النخيل بأسعار خيالية حيث يباع القلب المدفور ب20 جنيهًا، لقلة المنتج من سعف النخيل، كما يقول "حنه يعقوب" من إحدى قرى مركز المنيا، حيث إنه يشترى الكميات المنتجة بأسعار عالية إلى جانب أسعار النقل بالسيارات، وكله على حساب الزبون والمواطن. وغدًا الأحد يحتفل الأقباط بربوع مصر ب"أحد السعف" نسبة إلى دخول السيد المسيح عليه السلام مدينة "القدس", حسب الروايات القبطية عند الأقباط، وهو في سن الأربعينيات من عمره، وتم استقباله بسعف النخيل والورود والزهور، عند مدخل مدينة أورشليم القدس حاليًا، بعد أن طرد منها سنوات طويلة.