تناولت الصحف الألمانية مستجدات الوضع في سوريا وردود الأفعال العالمية، فبينما رحب العديد من الدول بالهجوم، معتبرين إياه ردًا قويًا على استخدام النظام السوري الغاز السام ضد المدنيين في سوريا، جاءت تصريحات المسئولين الروسيين معارضة لأغلب الترحيب والتأييد الدولي للهجوم الأمريكي؛ حيث تعد روسيا الهجوم بمثابة عدوان على السيادة السورية . وأكد تقرير موقع "دي تسيت" الألماني، أن هجمات الولاياتالأمريكية تستهدف الآن قوات الجيش النظامي لأول مرة؛ بعد اندلاع الحرب السورية منذ 6 سنوات، بعد أن كانت تهاجم ميليشيات "داعش" فقط. وكان عضو في البنتاجون قد أكد "أنه أُطُلق 59 صاروخًا جوالًا من طراز توماهوك صوب قاعدة جوية قرب مدينة حمص السورية"، موضحًا أن الهجمات أطلقت من مدمرتين أمريكتين متمركزتين في البحر المتوسط . واستشهد الموقع بقول الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في هذا الصدد في حديث له على التلفيزيون، مصرحًا بأن الهجوم كان ضروريًا للأمن القومي، مشيرًا إلى أن الهجوم وقع على قاعدة الشعيرات الجوية، التي انطلقت منها الطائرات السورية منفذة هجوم الغاز السام على المدنيين . وعرض موقع "زودويتشلاند" في تقرير له، إدانة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لهجوم الصواريخ من الولاياتالمتحدة على سوريا، حيث صرح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، بأن "بوتين" يعد الهجوم الأمريكي عدوانًا علي سيادة دولة وخرقًا للمواثيق الدولية، مضيفًا أن الجيش السوري لم يعد يملك أسلحة كيماوية، حيث وثقت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تخلص النظام السوري منها، في حين يتم غض الطرف عن استخدام المتطرفين الأسلحة الكيماوية . وفي هذا الصدد قال رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الروسي، فيكتور أوزيروف ، إن الهجوم الأمريكي يعد عدوانًا على عضو من أعضاء مجلس الأمن، وعليه فإن روسيا تطالب بعقد جلسة طارئة للمجلس التابع للأمم المتحدة، مضيفًا أن الهجوم سيضعف الحرب علي الإرهاب. من جانبها أدانت إيران الهجوم أيضًا، حيث صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بأن تلك الهجمات ستعزز من حجم الإرهاب في سوريا، وستجعل الوضع في المنطقة وفي سوريا التي تعاني من الحرب الأهلية أسوأ، في حين لاقى الهجوم تأييدًا عالميًا من عدة دول من بينها "بريطانيا والسعودية وتركيا و إسرائيل". وقال وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، إن الولاياتالمتحدةالأمريكية تخطط لتكوين تحالف دولي لعزل الأسد. وأضاف الموقع، أن "ترامب" دعا كل دول المجتمع المدني إلى الاشتراك في عملية عسكرية ضد في سوريا، موضحًا أن الولاياتالمتحدة تدرس كل الإمكانات العسكرية، حيث إن هناك تنسيقًا واسعًا بين وزارة الدفاع الأمريكية ومؤسسة الرئاسة، منوهًا بأن الصواريخ مكّنت الولاياتالمتحدة من تنفيذ هجمات عسكرية ضد سوريا دون اللجوء إلي الطائرات . وصرح متحدث باسم البنتاجون، بأنه تم إبلاغ الحكومة الروسية بالهجوم قبل بدئه، موضحًا أنه تم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتقليل عواقب الهجوم على الجنود السوريين والروسيين المتمركزين في القاعدة، وعلى النقيض قال "تيلرسون" إنه لم يتم التعاون أو التنسيق مع روسيا قبل العملية . وفي سياق متصل أكد البنتاجون، أن الهجوم جاء ردًا على هجمات الغاز على منطقة خان شيخون، المتهمة بها الحكومة السورية، والتي استخدمت فيها غازات الكلور والأعصاب، يرجح أن يكون عاز الأعصاب "سارين"، والذي لقي على أثرها حوالي 80 شخصًا مصرعهم، لافتًا إلى أن الهدف من تلك الهجمات هو ردع سلطان بشار الأسد، ومنعه من القيام بهجوم كيماوي آخر؛ معلّلًا أن تدمير الطائرات والبنية التحتية سيحد من احتمالية حدوث ذلك .