• المهندس حسب الله الكفراوي وزير الإسكان لستة عشر عاماً، هو أبو المدن الجديدة كالعاشر من رمضان والسادس من اكتوبر ودمياط الجديدة وبنك الإسكان وغيرها.. الرجل الذي اشتهر بطهارة اليد.. بعد الثورة، أجرى شريف عامر حديثاً مع الكفراوي، تحدث فيه بتلقائية عن الفساد في عصر الرئيس الأسبق مبارك وأن مبارك أحيط بمجموعة سماهم "السبعين قرصانا" من المنتفعين والمفسدين، حتى قامت الثورة.. ومحل البحث عندي هو التقرير الأمني الذي رُفع للرئيس مبارك، وذكره الكفراوي في حديثه.. وكان التقرير يقول نصاً: "المهندس الكفراوي من الجماعات الاسلامية ويرعى الإرهاب.. " كانت أسهل طريقة للقراصنة للتخلص من هذا الشريف . (يمكنك مشاهدة الفيديو هنا: https://www.youtube.com/watch?v=UZg1Bq_vk5w) الكفراوي؛ ذلك الرجل العصامي الذي بنى المدن الجديدة ولم يخصص لنفسه فيلا في شرم أو شاليه في الساحل.. صار إرهابياً!! تذكرت هذه الحادثة وأنا اسمع كل يوم عن الكثير من شرفاء هذا الوطن تم تحجيمهم أو التخلص منهم بالحل السحري وهوالتقارير الأمنية التي في مجملها لا تخرج عن أنه متدين أو يطالع الكتب الدينية، أو أن خال زوجة عمه مطلوب أمنياً وربما زاد الطين بله بأن زوجته منتقبة! نعم كان الكفراوي أحد المتطرفين.. كان متطرفاً في حب هذا البلد.. لذلك عوضه الله بملايين الشباب في آلاف المصانع في المدن الجديدة يدعون له بالستر وراحة البال.. والستر وراحة البال هما ما لن يناله لصوص هذا البلد، بمن فيهم الذين لم يستطع القضاء تعقبهم لأنهم محترفون ولم تطاردهم التقارير الأمنية بالرغم من أنهم شديدو التطرف. نعم هم متطرفون في بُغض هذا الوطن وسرقة أمواله، و لن ينالوا راحة البال التي نالها الكفراوي؛ ففي كل بيت مريض يدعو الله عليهم وفي كل فج هناك فقير يسأل الله ألا يرحمهم.. حاول الكفراوي جاهداً بعد الثورة أن يقدم جمعية سماها بكل تواضع "خدامين مصر".. مصر التي قزمها الأقزام وأكل شبابها اللصوص، يعرف الكفراوي أن خدمتها شرف لم ينله آكلي السحت والرشاوي.. نعم كان الكفراوي إسلامياً برغم أنه لم يكن يوماً ما عضواً في جماعة أو حتى أزهرياً؛ لكنه كان يعرف الإسلام الذي هو دين الدولة وجزء من تكوينها الحضاري والتاريخي، الإسلام الذي لا هو برنامج حزب ولا هو منحة من رئيس. هذا الدين العظيم، الذي باسمه جاهد المصريون الصليبيين والتتار والصهاينة.. وبه نتوارث ونستحل الأرحام.. منه تعلمنا الطهارة وكل مناحي الحياة من أول التكبير في أذن الطفل حتى الأربع تكبيرات لنعود لتراب هذا الوطن.. فإن كان حب الوطن واجباً، فالدين هو الذي أوجب هذا الواجب.. متع الله الكفراوي بالصحة والستر وراحة البال ورزقنا ملايين المسئولين من الشرفاء الوطنيين وأبعد عنهم التقارير الأمنية المزيفة، ورزق الله لصوص المال العام المرض والفضيحة وهم الليل والنهار والتقارير الأمنية والرقابية... آمين . [email protected]