تداول بعض الصحف الألمانية، خبر حظر النمسا لارتداء النساء البرقع، فقال موقع صحيفة "شترن" الصادر بالألمانية إن الحكومة النمساوية تصادق على منع النساء من ارتداء البرقع في الأماكن العامة، ويعد ذلك جزءًا من برنامج دمج الأجانب الجديد، إلا أن ذلك ينذر بموجة اعتراض حادة في الأفق . فيما أوضح الموقع، أن برنامج دمج الأجانب الجديد يقضي أيضًا بمنع توزيع القرآن في الشارع، ويلزم طالبي اللجوء واللاجئين الشرعيين بمتابعة وحضور دورات لتعلم اللغة الألمانية ومعرفة قيم المجتمع النمساوي، ما يضمن لهم وضعًا قانونيًا أفضل فيما يخص الإقامة في النمسا، بالإضافة إلى تطوعهم في عمل خيري دون أدنى مقابل، ومن يخالف ذلك سيتم تقليص حجم المعونة الاجتماعية التي يحصل عليها. وعلق وزير الخارجية وشؤون الاندماج، زباستيان كورتس، في هذا الصدد "بذلك البرنامج يستطيع الأجانب أن ينالوا احترام أغلبية المجتمع"، ووفقًا لذلك البرنامج يستطيع المهاجرون بعد ثلاثة أشهر من طلب اللجوء العمل بطريقة شرعية . فيما أشار الموقع إلى أنه لم يتبين بعد عدد النساء اللائي يرتدن البرقع في النمسا، إلا أنه أكد أن من يخالف حظر ارتداء البرقع، سيتكفل بغرامة قدرها 150 يورو، لافتًا إلى أنه لا يحظر فقط ارتداء البرقع ولكن يحظر أيضا ارتداء أي قطعة ملابس تغطى الوجه في الأماكن العامة . بينما قدر موقع "دي برسه" الصادر بالألمانية، عدد النساء المرتديات البرقع في النمسا بين 100 و 150 سيدة، إلا أن المسألة تشغل بال أوروبا بأسرها سياسيًا وقانونيًا، لافتًا إلى تباين نتائج تعاطي القضية في كل دولة على حدة؛ حيث قالت الفقيهة الدستورية في جامعة النمسا، بيرند كريستيان فونك "إن تجربة حظر تغطية الجسد بالكامل في بلجيكا، ليس من الممكن تطبيقها هنا في النمسا، حيث إن هذا يتعارض مع الحقوق الأساسية للفرد، ألا وهي حريته الشخصية، والتي تكفل لكل شخص حرية اختيار ما يرتديه في الأماكن العامة، ولكن من ناحية أخرى تعد تغطية الجسد بالكامل مسألة شائكة جدًا، فعلى سبيل المثال قد تشكل خطرًا على الأمن، موضحة أن لا يجب تغطية الوجه في أماكن مثل البنوك ومكاتب البريد، حيث سيطلب مرارًا وتكرارًا كشف مرتديات البرقع عن وجوههن". وتابعت أن هذا لا يعد تبريرًا كافيًا لحظر عام يمنع ارتداء البرقع، وحتى وإن لم يرغب نصف المجتمع في النمسا في ارتداء النساء للنقاب، ولكن يظل النصف الثاني غير مقتنع، معتبرين ذلك "حرية قسرية"، وبغض النظر عن الحجة، والتي دائمًا ما تستخدم في نقاش حظر البرقع، ألا وهي أن هذا يعد تضييقًا على الدين الإسلامي من قبل المجتمع الغربي، موضحة: لا يكفي قولنا إن المجتمع يرفض ارتداء النساء للبرقع.