اتفقت القوى اليسارية والليبرالية على ضرورة تأجيل التوافق على مرشح رئاسى بعينه إلى جولة الإعادة، وترك الحرية للشعب لكى يختار فى الجولة الأولى، موضحين أن التوافق فى الإعادة هو السبيل لمواجهة زحف الإسلاميين صوب مقعد الرئاسة. واستبعد نبيل زكى، المتحدث الرسمى باسم حزب التجمع، أن يتم التوافق على مرشح واحد ممثل للقوى الليبرالية واليسارية كما تفعل الآن القوى الإسلامية لأن الأنانية هى التى تحكم العلاقة بين مرشحى التيار الليبرالى واليسارى. وقال إن العوامل الذاتية المتحكمة فى مرشحى الرئاسة مسيطرة عليهم، وكل منهم لا يريد التنازل للآخر وهذا قد يتسبب فى تفتيت أصوات الناخبين لصالح المرشح الإسلامى، مطالبًا جميع مرشحى القوى اليسارية والليبرالية بضرورة التوحد والتوافق على مرشح واحد. وأوضح أنه يجب البحث عن مرشح ليس له انتماءات يسارية أو ليبرالية، لكنه من الأفضل انتخاب من يهدف إلى خدمة ومصلحة الوطن على مصالحه الشخصية أو الحزبية أو الفكرية, ولكن جولة الإعادة ستشهد تحالفات بين القوى السياسية بكل أطيافها حول مرشح توافقى لمواجهة التحالفات الإسلامية التى بدأت من الجولة الأولى فى محاولة للهيمنة على كل مقاليد الحكم والسلطات فى البلد. ومن جانبه قال عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، إن مسألة الاتفاق على مرشح توافقى يسارى أو ليبرالى متأخرة بسبب الخلافات التى كانت تشهدها الفترة الماضية بين جميع القوى السياسية بسبب الترشيحات لسباق الرئاسة، كما أن مسألة الأنانية ما زالت موجودة بين الأحزاب اليسارية والليبرالية، موضحًا أنه كان يأمل أن يكون هناك توافق بين كل القوى السياسية الليبرالية واليسارية على مرشح توافقى، لكن ليس قبل جولة الإعادة لأن الاتفاق الآن صعب بعد البدء فى عملية سباق الرئاسة. وأضاف شكر أن التحالف سيكون فى جولة الإعادة حتى لمواجهة زحف الإسلاميين إلى كرسى الرئاسة، لأنه لو سيطر الإسلاميون على الرئاسة سنعيد الحزب الوطنى المنحل مرة ثانية فى صورة الإسلاميين والمتشددين، لأن البلد يحتاج إلى توافق الجميع حتى ننتشله من الدوامة التى يسير فيه بسبب الانفلات الأمنى الذى تشهده فالاعتداءات على المعتصمين مستمرة على طول الخط. وفى نفس السياق نفى محمد أبو العلا، رئيس الحزب الناصرى، أن تكون الأنانية فى سباق الرئاسة موجودة بين القوى الليبرالية واليسارية، وعلى العكس تجدها ظاهرة فجة فى التيار الإسلامى، فعدد المرشحين الذين ينتمون للتيار الإسلامى أكثر من المستقلين والليبراليين واليساريين. وأشار إلى أن التوافق فى الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة ليست فى الصالح العام، وعلينا ترك المجال أمام الشعب ليختار لأول مرة دون تقيد أو فرض أحد عليه، أما فى جولة الإعادة فالتوافق على مرشح رئاسى هو الحل سواء من جانب الليبراليين واليساريين أو من جانب الإسلاميين.