على مدار27عاماً و230 أغنية حفر "حليم" اسمه فى قلوب المصريين والعالم العربي، ظل وما يزال يتربع على قلوب العشاق حتى وقتنا هذا، فأغنيته التى "تسرح" معها العقول والقلوب، واختيار كلمات لها مدلول على كل شىء له علاقة بالحب والعواطف، وليس بعلاقة المحبوبين فقط ولكن كان لحب الوطن جزء أصيل فى علاقته به، فما من أى حدث إلا وقد جعل صوته يعبر عنه، وكان حليم وثيق الصلة بالسلطة فى مصر وعلى رأسها الرئيس الرحل "جمال عبد الناصر". نشأته: هو ابن محافظه الشرقية وهو الأصغر من إخوته الأربعة، والذين قاموا بتربيه لوفاة والدته بعد ولادته بأيام، وبعدها بعام لحقها والده، لينتقل للعيش فى بيت خاله، وكان أخوه الأكبر هو "إسماعيل شبانة" الذى كان مطرباً ومدرساً للموسيقى، بدخول العندليب الأسمر للمدرسة تجلى حبه العظيم للموسيقى حتى أصبح رئيسا لفرقة الأناشيد فى مدرسته، ومن حينها وهو يحاول الدخول لمجال الغناء لحبه له. بدايته للغناء: التحق حليم بمعهد الموسيقى العربى عام 1943، وحين كان فى قسم التلحين تعرف على الموسيقار "كمال الطويل" وكان وقتها فى قسم الغناء والأصوات، وتقابلا مع صديق ورفيق العمر "مجدى العمروسي" فى 1951فى بيت مدير الإذاعة فى ذلك الوقت الإذاعى "فهمى عمر"، وتم اكتشاف حليم على يد الإذاعى الكبير "حافظ عبد الوهاب" الذى سمح له باستخدام اسمه "حافظ" بدلا من شبانه، والذى قدمه باغنية "صافينى مره" التى فشلت فى البداية وتعرض حليم لمواقف محرجه على المسرح نتيجه عدم تقبل الناس لتلك الاغاني، ولكن عاد وقدمها مره أخرى فنجحت نجاحاً كبيره عام 1953 يوم حفل إعلان الجمهورية وإلغاء الملكية. احترافه الغناء: وقد بدا حليم فى الشهرة من خلال تقديم الأعمال الناجحة مع عمالقة الفن من شعراء وملحنين كبار، فتعاون مع الملحنين أمثال "محمد الموجى وكمال الطويل وبليغ حمدي"، كما أن له أغانى شهيرة من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب مثل: (أهواك، نبتدى منين الحكاية)، ثم أكمل الثنائى (حليم - بليغ) بالاشتراك مع الشاعر المصرى المعروف محمد حمزة أفضل الأغانى العربية منها (سواح _وزى الهواء_اى دمعه حزن لا) وأيضاً غنى للشاعر الكبير "نزار قباني" أغنيته الأشهر "قارئه الفنجال وأيضا رسالة من تحت الماء". علاقته بالسياسة: ببداية مسيرة حليم الغنائية ارتبط اسمه ب"ثورة 23 يوليو 1952"، لأن بدايته كانت فى حفل إعلان الجمهورية، لذلك لقب باسم "مطرب الثورة" وخلال المسيرة الفنية قدم أغانى مخصصة لرأس الدولة منها "جمال يا حبيب الملايين" وأيضاً غنى للسادات "عاش اللى قال" بعد نصر أكتوبر 1973، وكان حليم "صوت" قرارات الدولة للشعب لأن صداء أغانيه سيكون أسرع وأفضل، وكان لحليم أيضا أغانى اشتهر بها للغناء لبعض ملوك العرب مثل ملك المغرب الراحل "الحسن التاني" والذى كان صديقاً له، كما غنى لدول مثل الكويت والأردن إضافة إلى أغانيه الوطنية لفلسطين . بداية مرضه: كان حليم دائم اللعب فى ترعة القرية مع أولاد عمه، ومنها تم نقل مرض البلهارسيا الذى لازمه طيلة عمره حتى وفاته، وقد أجرى حليم واحد وستين عملية جراحية، وكانت أول مرة يواجه حليم المرض، عندما أصيب بأول نزيف فى المعدة وكان وقتها مدعوا على الإفطار فى شهر رمضان مع أحد أصدقائه، وقد أدى ذلك المرض إلى تليف فى الكبد وكان هذا التليف سببًا فى وفاته فى عام 1977. وفاته: توفى عبد الحليم فى 25 مارس عام 1977 فى لندن وهو يبلغ من العمر 47 عاماً، بسبب وجود تليف فى الكبد ناتج عن إصابته بداء البلهارسيا منذ الصغر كما قد أوضح فحصه بمستشفى بلندن، خيم الحزن على المصريين حتى أن إحدى الفتيات ألقت بنفسها من شرفة المنزل، وتم تشييعه فى جنازة مهيبة وسط حضور أكثر من 2.5 مليون شخص.