أدان إسلاميون استخدام القوة المفرطة من جانب الجيش فى فض الاعتصام في محيط وزارة الدفاع أمس الأول، واصفين المشهد بأنه كان أشبه بالمعركة الحربية من جانب قوات الجيش ضد المتظاهرين المدنيين، مبدين استغرابهم من تعامل الجيش مع المعتصمين على هذا النحو وتركهم يتعرضون للذبح على أيدي البلطجية. وأدان الدكتور خالد سعيد المتحدث باسم الجبهة السلفية استخدام الجيش القوة ضد المعتصمين السلميين، الأمر الذى يؤكد أن الجيش كان يمتلك القدرة على فض الاعتصام من البداية، متسائلا عن السر وراء ترك المعتصمين يتم ذبحهم وسحلهم وتعذيبهم على يد البلطجية لمدة أسبوع كامل دون تدخل منه. وأشار إلى أن هذا الأمر لا يمكن تفسيره إلا أنه كان أمرًا متعمدًا من الجيش بغرض تأديب المعتصمين على يد الجيش غير النظامى وهم البلطجية، ومن بعدها دخل الجيش النظامى وفض الاعتصام بالقوة دون وقوع أى إصابات خطيرة. فيما اعتبر أحمد الكردى المتحدث الإعلامى لحزب التوحيد العربى أنه لا يمكن وصف ما قام به الجيش ضد المعتصمين السلميين إلا ب"المعركة الحربية"، وأنّ ما تم أمس أبشع من الخيال، كما أنه كشف عن أسلوب سيئ وقمعى فى تعامل الجيش مع الشعب المصرى. وأشار إلى أن ما قام به الجيش أمس الأول يؤكد أن المجلس العسكرى لديه حالة من القلق إزاء تحركات الشارع المصرى، ولذلك قام بإعداد سيناريوهات مختلفة كان هدفها الوحيد فض الاعتصام بأى شكل. وانتقد الكردى أيضًا إلقاء القبض على معتصمى العباسية، موضحاً أن الحق فى الاعتصام السلمى مكفول للجميع والمعاقبة عليه تتنافى مع حقوق الإنسان. بدوره أدان حزب النور استخدام الجيش للقوة المفرطة فى فض الاعتصام. وأكد المهندس محمد جلال، عضو المكتب الإعلامى للحزب، أنه كان ينبغى أن يتحلى الجيش بأقصى درجات ضبط النفس فى أثناء فض الاعتصام. وانتقد المهندس طارق الملط المتحدث باسم حزب الوسط وعضو الهيئة العليا ماحدث أمس الأول من الانجرار إلى مقر وزارة الدفاع ومحاولة المتظاهرين اقتحام السياج الأمنى واصفًا المشهد برمته بالملتبس" و"الغامض" مناشدا جميع الأطراف العمل على التهدئة والنظر إلى المصلحة الوطنية العليا للبلاد لاسيما أن البلاد تنتظر إجراء الانتخابات رئاسية ووضع دستور البلاد فى تلك المرحلة. وحذر الملط جميع الأطراف من محاولة الوقوف فى الفخ الذى سقط فيه الجميع لإحداث توتر بين المجلس العسكرى، والقوى السياسية، محملا المجلس العسكرى المسئولية الكبرى بصفته السياسية كحاكم للبلاد.. ولفتت إلى أن القوات المسلحة أثبتت عند تدخلها فى فض اعتصام العباسية أمس الأول أنها قادرة على فضه، منتقدا وقوفها لمشاهدة الدماء تنزف دون التدخل قبل 48 ساعة من فض الاعتصام. وانتقد الملط موقف الحكومة وعدم استقالتها حتى الآن، مضيفًا "لو هناك قطرة دم فى وزرائها لاستقالوا فورا" لأنها لم تستطع أن تصلح وليس لديها إرادة سياسية للإصلاح، مطالبا بضرورة قيام حكومة ائتلافية تضم جميع القوى السياسية بناء على الكفاءة ومن مختلف التيارات. من جهته، ندد الدكتور محمد الإمام رئيس مجلس أمناء السلفية أحداث العباسية، مؤكدا أنها طريق الفوضى، واستنكر صمت المجلس العسكرى على الدماء التى أسيلت فى الميدان دون أن يحرك ساكنا وفجأة أخذته الحمية لفض الاعتصام. وأشار إلى أن المطالبة فى هذا التوقيت بتعديل المادة 28 أو إلغائها وحل اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة نوع من التهريج, مناشدا جميع القوى بالتحلى بأعلى درجات الحكمة والتكاتف والتعاون والالتفاف للخروج من المأزق الحالى وتحقيق مطالب الثورة وعودة المجلس العسكرى وقواته لثكناته. فيما دعا على عبد الفتاح، القيادى بجماعة الإخوان، وعضو مجلس الشعب إلى أهمية التفرقة بين المجلس العسكرى والجيش المصرى رغم الاختلافات الشديدة السياسية بين القوى السياسية والمجلس العسكرى، وذلك خلال انتقاده لطريقة إدارة المرحلة الانتقالية، مشيرا إلى أن بقاء العسكرى فى السلطة يعد بمزيد من القلق بين الشعب المصرى. وأكد أن من حق كل طرف أن يعبر عن رأيه بمنتهى السلمية وفق القوانين وعدم استخدام العنف، مدينا بشدة استخدام العنف ضد المتظاهرين أمس الأول. وقال إن الفكرة القديمة فى استخدام البلطجية عن طريق وزارة الداخلية عهد مبارك لا تزال مستمرة فى ترويع الآمنين والهجوم على المتظاهرين، وأشار إلى أن موقف القوى فى التحرير عدم اللجوء إلى وزارة الدفاع كان ملائما لعدم حدوث مثل ذلك.