بعثت وزارة الخارجية المصرية، الأسبوع الماضي، رسالة طمأنة إلى السودان، وذلك في اتصال هاتفي بين سامح شكري ونظيره السوداني، تبادلا خلالها الأوضاع بين البلدين التي التهبت مؤخرًا بسبب الضغوط الإعلامية في كلا الدولتين. كانت وسائل إعلام السودان شنت هجمة شرسة على مصر اتهمتها بالاستيلاء على مثلث "حلايب وشلاتين"، بالتزامن مع قيام الخرطوم بتشكيل لجنة مشكلة من وزارات عديدة لدراسة وضع المثلث وترسميه وذلك في خطوة، وصفت بالتمهيدية قبل تدويل القضية. وعلى الرغم من أن خبراء استبعدوا لجوء السودان لتلك الخطوة، لأنها تتطلب موافقة مصر، فإن جميع الخطوات التي تتخذها الخرطوم في هذا الشأن تشير بوضوح إلى أنها تتجه لذلك بدعم وتحريض من دول أخرى. وقال الدكتور أيمن شبانة، المتخصص في الملف الأفريقي، إن "طمع السودان في "حلايب وشلاتين" ليس نابعًا عن قناعة، وإنما هناك تحريض يتم من دول معينة أبرزها دول الخليج"، لافتًا إلى أن مثلث حلايب وشلاتين يعتبر "مصريًا". وأوضح ل "المصريون"، أن "تعمد الرئيس السوداني من حين لآخر بالتصريح بأن المثلث يتبع بلاده "غير موفق"، لأن هناك خرائط دولية تؤكد أن "حلايب وشلاتين" مصرية"، مؤكدًا أن مصر لن تتفاوض مع السودان على أرضها.
وربط شبانة بين موقف السودان الأخير والتصريحات الإعلامية وموقف عمر البشير بالموقف الإثيوبي المتعنت في المفاوضات، لافتًا إلى أن هناك رغبة سودانية إثيوبية في قلب الطاولة على مصر. من جانبه، قال السفير جمال عبد المتعان، مساعد وزير الخارجية السابق، إن "السياسة المصرية حاليًا تعمل على الموائمة بين الأطراف، لأن الصدام حاليًا لن يفيد"، معتبرًا أن البيان الصادر من وزارة الخارجية مؤخرًا والتي دعت فيه بطريقة دبلوماسية إلى التهدئة "ذكي وجاء في الوقت المناسب". وأوضح عبد المتعان ل "المصريون"، أن "الهدف من الاتصال الذي أجراه شكري هو احتواء السودان، التي وقعت فريسة سهلة لإثيوبيا، ويتم التحكم فيها من جانب أمريكا"، لافتًا إلى أن أذرع أمريكا وإسرائيل في المنطقة كثيرة وعديدة، وبالتأكيد هناك من لا يريد استقرار مصر. وأشار إلى أن إثيوبيا نجحت في الضغط على السودان بطرق عديدة ومنها "التجارة" حيث الحدود بين البلدين كانت تساعد الخرطوم كثيرًا في حركة التجارة، وإثيوبيا تعلم ذلك جيدًا، فضلاً عن الكهرباء المتولدة عن السد، معتبرًا أن إثارة ملف حلايب وشلاتين من وقت لآخر له أهداف سياسية بعيدة.