قالت صحيفة "دير شبيجيل" الألمانية، إن منفذ هجوم الحادث الإرهابي في لندن، الذي قتل 4 أشخاص، في منطقة البرلمان هناك، هو رب أسرة، يبلغ من العمر 52 عامًا، كما أنه عاش في برمنغهام، واعتنق الإسلام، ولكنه برغم كل ذلك فهو لا يزال يمثل لغزًا أمام الرأي العام الدولي . وأضافت الصحيفة، أن فندق بارك بريستون، كان المحطة الأخيرة المعروفة للانتحاري "خالد مسعود"،الذي قام بدهس عددًا من المارة على جسر "وستمنستر"، في منطقة البرلمان، في لندن مما أسفر عنه 4 قتلى و20 مصابًا حيث تشير وسائل الإعلام البريطانية أن "مسعود" قضى ليلته الأخيرة في هذا الفندق ثم دفع حسابه عن طريق البطاقة الائتمانية ثم فقد تتبعه بعد ذلك . وأشارت الصحيفة، أن الشرطة البريطانية أكدت أن المدعو "خالد مسعود" هو منفذ الهجوم الإرهابي، موضحة إنها عملت بتأن للوصل إليه، حيث أثبتت ذلك من صور الحادث مع الملاحظات المقدمة من الشهود، بالإضافة إلى المستندات التي أدلى بها المحققون، ولكن أذا تدقق النظر في التفاصيل سنرى أن الأمور غير عادية للوهلة الأولى فمنفذ الهجوم يبلغ عمره 52 عاماً في نفس الوقت الذي نرى فيه أن أعمار الجهاديين الذين نفذوا الهجمات الأخيرة في أوروبا باسم تنظيم القاعدة و"داعش" كانت تتراوح أعمارهم بين 20 و 30 عامًا . وأوضحت الصحيفة، أن أكثر من المسلحين المتطرفين اليمينيين التي كانت معروفة، بارتكاب أعمال عنف, نفذتها في سن متقدم، مشيرة إلى أن توماس ماير، الرجل الذي قتل النائبة البريطانية، كوكس جو, في يونيو الماضي، كان 52 في وقت الجريمة أيضًا، كما هي حالة "مسعود" وبالتالي يبين أن مرتكب الجريمة لا علاقة له بمجال الإرهاب الإسلامي. ومن جهة أخرى تصر وسائل الإعلام البريطانية، أن "مسعود" على علاقة بتنظيمات إرهابية متشددة،مدللين على ذلك بأنه عاش فترة في المملكة العربية السعودية وتم احتجازه هناك، حيث إنه من المحتمل اختلاطه بالمتطرفين داخل السجن على حد زعمهم، في حين أن السلطات البريطانية أكدت أن لا شىء من كل هذا صحيح إلى الآن . ولهذا فإن الشرطة البريطانية مازالت "تبحث في تاريخه"، بل وناشدت أي شخص يعرف معلومات عنه أن يدلي بها إلى الشرطة، مضيفًا أن "تحقيقاتنا تركز على فهم دوافعه وتحضيراته وأي شركاء له". وعقبت الصحيفة أن سرعة إعلان تنظيم "داعش" عن مسئوليته عن الاعتداء الإرهابي في لندن،هو لصرف نظر مؤيديه في العالم عن خسائره التي تكبدها التنظيم الإرهابي، بعد أن تم دحره في عدة مناطق بسوريا والعراق من قبل التحالف الدولي . وذكرت الصحيفة أن أدريان راسل، الذي أصبح مسلمًا وغير اسمه إلى "خالد مسعود" هو متزوج ولديه ثلاثة أطفال وأنه كان ينتقل مرارًا وتكرارًا بين مدن إنجلترا، حيث إنه عاش في مناطق مختلفة في إنجلترا ومن بينها لوتون وشرق لندن ولكنه عاد مرة أخرى إلى مدينة برمنغهام والتي تعتبر هذه المدينة نقطة ساخنة للإسلاميين. ويذكر أن مدينة برمنغهام، واحدة من أهم بؤر الإسلاميين في بريطانيا، حيث يعيش في مدينة برمنغهام أكثر من 213 ألف مسلم وهو ما يمثل خمس السكان وفقًا لإحصاء أجري عام 2011، وتتزايد المخاوف من حدوث انقسامات في المدينة المتنوعة.