أعلم أنك حزين لما حدث، ولديك كل الحق.. أعلم أنك قلق لما سيحدث ومعك كل الحق.. فأنت إنسان نادر الوجود، وزعيم غيور على أمته.. تتضاءل أمام مواقفك النبيلة كل الألقاب التى خلعوها عليك، فأنت "ملك الإنسانية"، و"ملك القلوب"، و"حبيب الشعب" ، أنت طراز فريد من البشر.. حلمك يسبق غضبك.. وقلبك متسع اتساع الأرض والسماء.. ولم لا؟ فأنت عبد الله بن عبد العزيز ولا عجب. لقد ساءنا يا خادم الحرمين انحراف هذه القلة المندسة، بتصرفاتهم الغوغائية، فلم نقم بالثورة لكى نحصل على حرية "القباحة" و"الوقاحة" و"التطاول" و"الشتم" و"السب" و"رفع الأحذية" و"البلطجة" و"التعريض بالحرمات" و"الانتهاك". ولا أظن أن أحدًا ممن خرج فى 25 يناير 2011 حتى 11 فبراير يوم تنحى مبارك، حمل هذه الأخلاق التى نراها اليوم تجتاح كل رد فعل على قضية أو أزمة.. فالذى حصل من أحداث أمام السفارة السعودية فى القاهرة يدينه المصرى الشريف الغيور على وطن "الحرمين الشريفين" قبل المواطن السعودى نفسه، فالمندس بين شعبى مصر الشقيق والمملكة العربية السعودية هو الذى يقف وراء هذه الأحداث غير المسئولة بكل وضوح، فيجب الحذر ممن يحاول أن يحقق أهدافه الخبيثة فى تفريق أعمدة البيت العربى، ورب ضارة نافعة للوقوف فى وجه من يحاول أن يزرع الفتنة بين شعبين، يطول الكلام عما تحتويه من أخوة بينهما أساسها بنيان متين. إن المتابع للشأن السعودى المصرى يعلم تمام العلم أن البلدين فى رحمة ليوم الدين ألم يستوصى نبى الرحمة بأهلها خيرًا، ورغم سحابات الصيف التى عبرت فى تاريخ البلدين المعاصر إلا أن الحب ووشائج القربى لم يمسسها سوء، بل زادت، وكلنا نعلم مكانة أرض الحرمين فى قلب كل مصرى، ومكانة المحروسة فى قلب كل سعودى، فما سبح الله من لم يحمل مسبحة قادمة من جوار الحرمين حتى لو كانت مصنوعة فى الصين، ولم يصل لله من لم ينحنِ فوق سجادة قادمة من مكةالمكرمة حتى لو كانت مصنوعة فى الصين، أما أنت يا خادم الحرمين فلك مكانة القلب والعين فى نفس كل مصرى، ويكفى أكف الضراعة التى رفعناها جميعًا داعين الله لك بالشفاء فى رحلتك العلاجية، التى كللها الله بالنجاح لتعرف قدرك بيننا. لا تحزن يا سيدى، من قلة جاهلة، فضحها فعلها السيىء، ولا يحيق المكر السيىء إلا بأهله، وفضح من يقف ورائهم، فلطالما كانت البلدان جناحى الأمتين العربية والإسلامية، إذا اشتكى واحدًا تداعى الآخر له بالسهر والحمى. لقد كانت "مملكة الخير"، دومًا نعم السند والمعين لمصر، فى أحلك الظروف، منذ عهد المؤسس المغفور له الملك عبد العزيز مرورًا بأبنائه الغر الميامين، وحتى العهد الزاهر، مثلما كانت مصر خير سند ومعين.. علاقات قوية، وشائج قربى، حب واحترام متبادل، ولوكره الحاقدون. هذه رسالة حب يا سيدى، أكتبها إليك بمداد من ينابيع قلوب المصريين، الذين يكنون لك كل تقدير واحترام، فقد كنت دومًا غمامة صيف، تمنح الأمل لكل يائس، ويد حانية تنثر الخير فى ربوع الكون. [email protected]