أعلنت عدد من القوى السياسية والحزبية في مصر، الحرب علي المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بعد المجزرة التي شهدها ميدان العباسية واسفرت عن ارتقاء 11 وإصابة أكثر من 50 شخصا. أعلن عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، في مؤتمر صحفي للقوى السياسية المشاركة في مقر حزب الحرية والعدالة في مليونية الجمعة القادمة، لتسليم السلطة للشعب والوفاء بدماء الشهداء، وحتى تكون الرد العملي علي المجلس العسكري في إراقة الدماء وفي تعطيل تسليم السلطة للمدنيين. وكشف عن سعى نواب مجلس الشعب لعقد جلسة طارئة للبرلمان لمناقشة آخر التطورات في الشارع المصري، وقال أن مسئولية حماية الثورة ليست في يد المجلس العسكري، ولكن في يد الشعب المصري القادر علي حماية ما بدأه. وأوضح أن الشعب أيضا قادرا علي حماية الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلي أن ممثلي الأحزاب لا يمكن أن يجلسوا مع المجلس العسكري علي بعد خطوات وأمتار من إراقة الدماء. ودعا د. العريان، المجلس العسكري إلي إقالة فورية للحكومة، واتهمه أنه لا يحمي دماء المصريين. أما وحيد عبد المجيد عضو مجلس الشعب فتسائل: "ألا يوجد رجل رشيد يقدر المسئولية؟، وما الذي ينتظره القائمون علي إدارة شئون البلاد؟"، مشيرا إلي أن استمرار تحصين اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة سيغرق البلاد في بحر من الدماء. وقال أن الانتخابات القادمة ستشهد بركان من الدم في حال استمرار الوضع علي ما هو فيه الآن، مشيرا إلي أن استمرار المادة 28 بتحصين قرارات العليا للانتخابات سيؤدي بالبلاد لكوارث جديدة. كما حمل عمرو درويش ممثل شباب الثورة، المجلس العسكري مسئولية إراقة دماء المصريين، مشددا علي سلمية اعتصام المتظاهرين والمعتصمين أمام وزارة الدفاع. وقال حاتم عزام عضو مجلس الشعب عن حزب الحضارة، أن أحداث العباسية تشبه أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو، مشيرا إلي أن المجلس العسكري كان يسعى في اجتماع أمس الذي رفضناه لتأجيل الانتخابات الرئاسية. وأوضح أنهم رفضوا هذه الفكرة وسيرفضون أي رأي يحاول الالتفاف علي مطالب الثورة، وقال أن المصريين لن يقبلوا إلا بتسليم السلطة في 30 يونيو، كما أننا لن نقبل بتمزيق البرلمان أو التهديد بحله. وقال أنه كلما قرب موعد تسليم السلطة للمدنيين، يسعى المجلس العسكري إلي إرباك البلاد، وهو ما يضع علامة استفهام حول الرغبة الحقيقية للمجلس في تسليم السلطة. وأوضح د. أيمن نور رئيس حزب غد الثورة، أن من حضر اجتماع أمس مع المجلس العسكري، يسأل عما حدث مع المشير وأعضاء المجلس، وهم كقوى سياسية غير مسئولين عن أي شيء يتفق فيه من حضر مع العسكر. وأوضح د. أسامة ياسين الأمين العام المساعد لحزب الحرية والعدالة، أنهم لن يتخلوا عن مطالبهم التي يسعون إليها بتسليم السلطة في 30 يونيو، معربا عن تخوفه من حرق البلاد في حال عدم تسليم السلطة في موعدها. وأوضح أن الديموقراطية هي إرادة الشعب وقدرته علي أن يحمي إرادته وصناديقه. وقال الدكتور صفوت عبد الغني المتحدث باسم حزب "البناء والتنمية" أن الخيارات أمامنا كلها مفتوحة، وأن سلمية الثورة لا تمنع أن تزلزل من يتربصون لها، فالقوة التي خلعت الطاغية مبارك، قادر علي أن ينزع السلطة ضد من يتغول أو يسعى لإراقة دم الشعب.