على الرغم من التحسن الواضح في العلاقات بين إيران ومصر مؤخرًا سواء في الكواليس الدبلوماسية، أو بتصريحات المسئولين من الطرفين علنيًا، إلا أن عددًا من المحللين الإيرانيين للشئون السياسية توقعوا أن العلاقات الدافئة بين البلدين لن تستمر على هذا المنوال، وأنه لابد للمياه الراكدة بينهما أن "تتعكر" بالنظر إلى تاريخهما السابق. وذكر موقع الجزيرة نت في نسخته الإنجليزية، أنه ليس من المحتمل أن تبني كلا البلدين علاقات دبلوماسية قوية عما قريب على عكس التوقعات الأخيرة، مستشهدًا برئيس تحرير جريدة الوفاق الإيرانية مصيب النعيمي، قوله: " أن مصر تخشى أن تكون صعوبات استعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران أكثر جدية"، متابعًا أنه على قناعة شديدة أن محادثات الكواليس بين البلدين لاستعادة العلاقات بين البلدين ليست نادرة، إلا أن جهودهما المشتركة تُحبَط بشكل مستمر بسب خلافات إقليمية. وتابع "النعيمي": "أن كثير من الدول الإقليمية لن تدع القاهرة تحظى بتصالح من أي نوع مع طهران، إلا أن مصر وإيران كانوا استثناءًا على الدوام"، مشيرًا إلى وجود بعد البلاد التي تمكنت من الحفاظ على علاقات تجارية وسياسية قوية ب"طهران" على الرغم من خلافها مع سياساتها الإقليمية، وبالتالي لا يوجد ما يمنع القاهرة من أن تفعل المثل. واستطرد: "أن الخلاف بين البلدين سيظل دومًا مبنيًا على تنافسهما الإقليمي"، معتبرًا أن الخلاصة هي أن احتمالية استعادة علاقات بين البلدين تظل قائمة وإن كانت بعيدة المدى، وأن العائق تجاه استمرارها تدخل أطراف خارجية. وأشار التقرير، إلى أن بداية التحسن العلني في العلاقات بين البلدين، ظهرت بعد لقاء كلًا من رئيس قسم المصالح المصرية في طهران ياسر عثمان، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي، ليصرح الأول أن مصر متحمسة لتحسين العلاقات المشتركة بين البلدين باعتبار إيران دولة مؤثرة في المنطقة، بدوره قال "بروجردي"، إن إيران مصممة على دعم علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع مصر، وخاصةً في مجال السياحة فكلا البلدين يتشاركان وجهة نظر حيال كثير من القضايا الإقليمية. واستطرد، أن سلسلة التجاذب العلني استمرت بتأكيد وزير الخارجية سامح شكري الأسبوع الماضي أن كلًا من طهرانوالقاهرة لديهما صلات دبلوماسية، إلا أنه رفض التحدث عن طبيعة تلك الصلة، ليشير التقرير إلى أن "شكري" في حديثه مع قناة الميادين اللبنانية عاد ليلمح إلى وجود خلافات بقوله :" أن المشكلة مع إيران هي جهودها المستمرة لتوسيع دائرة نفوذها في الدول العربية". في المقابل، اعتبر المدير السابق لقناة العالم الإيرانية حسين رويوران، أن فرصة التقرب الإيراني لمصر في الأوقات الحالية أفضل من ذي قبل، مدللًا بأن سياسات مصر الخارجية أصبحت أكثر استقلالية وأن الحكومة الجديدة قادرة على خلق مقاربة مختلفة تجاه إيران، متابعًا أنه حتى الحليف التقليدي لمصر وهو المملكة العربية السعودية لن تقف عائقًا، خاصةً مع قدرة مصر على حفظ التوازن ما بين احترام حلفائها القدامى، والاحتفاظ بوجهة نظر محايدة تجاه القضايا الشائكة كي لا تخسر إمكانية كسب حليف جديد.