قالت صحيفة "التايمز" البريطانية، إن طهران أرسلت 500 عنصر من قوات الحرس الثوري الإيراني، للقتال إلى جانب القوات العراقية والأمريكية غربي الموصل، آخر معاقل تنظيم "داعش" الإرهابي. وتشير الصحيفة إلى التقارير التي نشرتها الصحافة العراقية في نهاية الأسبوع، لافتة إلى أن الخطوة الإيرانية جاءت بعد أيام من إعلان الولاياتالمتحدة عن إرسال 400 من قوات المارينز إلى الجبهة السورية، حيث يعمل هناك حوالي 500 من المستشارين الأمريكيين. وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن المحلل في شؤون العراق في المؤسسة الاستشارية "مارس أوميغا" لجمع المعلومات، أنتوني فرانك، قوله: "هناك أعداد من الحرس الثوري (في العراق)، وعادة ما تقوم بغداد بالتعتيم على وجودهم"، وأضاف: "هذا رد على الإعلان الأمريكي لتعزيز القوات هناك، ماذا سيفعلون وتحت أي قيادة سيعملون؟ سيظل هذا سؤالا جديا". وتقول الصحيفة إن إيران تقوم بتوسيع تأثيرها في معظم الشرق الأوسط منذ عام 2013، وإرسال قواتها الوكيلة إلى نزاعات المنطقة الطائفية، مشيرة إلى أنه في سوريا، فإن مليشيات حزب الله أدت دورا مهما في استعادة الجزء الشرقي من مدينة حلب العام الماضي من قوات المعارضة، التي تقاتل للإطاحة بنظام بشار الأسد. ويبين التقرير أنه في العراق، فإن إيران دعمت مليشيات شيعية يبلغ عددها حوالي 100 ألف عنصر، وعدتها حكومة بغداد في نوفمبر جزءا من القوات العراقية، لافتا إلى أن عناصر الحرس الثوري تعمل في العراق منذ اجتياح تنظيم الدولة أجزاء واسعة من العراق في عام 2014. وتلفت الصحيفة إلى أن قائد فيلق القدس، المسؤول عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري، الجنرال قاسم سليماني، زار غرفة عمليات الموصل التابعة للمليشيات الشيعية في أكتوبر مع بداية الحملة لاستعادة المدينة. وينوه التقرير إلى أنه قتل 37 إيرانيا على الأقل منذ بداية العمليات العسكرية في العراق، في أبريل 2014، بحسب تقرير المجلس الأطلسي. وتستدرك الصحيفة بأنه رغم وجود عدو مشترك بين إيرانوالولاياتالمتحدة، إلا أن وجود الحرس الثوري يثير قلق الولاياتالمتحدة وحلفائها في المنطقة. ويفيد التقرير بأن إيران تعمل على الاستفادة من الفوضى في منطقة الشرق، والعمل على محاور تأثير تمتد عبر العراقوسوريا إلى منطقة البحر المتوسط، وهو منظور يخيف إسرائيل العدو التقليدي للجمهورية الإسلامية في المنطقة، بالإضافة إلى دول الخليج العربية. وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن تقارير أمريكية كشفت في الشهر الماضي عن أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تفكر بتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية أجنبية، وضمه إلى قائمة وزارة الخارجية للجماعات الإرهابية.