قالت صحيفة "دير شبيجيل" الألمانية، أن النزاع "العنيف" بين تركياوهولندا سيصب في نهاية الأمر لصالح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان, والرئيس الهولندي مارك روته, خاصةً وأن كل طرف يمكنه الاستفادة من الخطاب التصعيدي وحصد الشعب لصالحه في المعركة الانتخابية القادمة. وأضافت الصحيفة في تقرير لها, أن كلاً من الرئيسين التركي والهولندي هما المستفيدان من هذه الأزمة, موضحة أن كلاً منهما سيعمل على حصد الدعم الشعبي له, مشيرة إلى أن هولندا ستشهد الأسبوع الحالي انتخابات برلمانية, مشحونة الأجواء, على حد وصفها, بينما تستعد تركيا لإقامة استفتاء حول التعديلات الدستورية, الغرض منه جعل نظام الحكم في البلاد رئاسيًا. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس التركي, رجب طيب أردوغان, هو المستفيد الأكبر من الأزمة بينه وبين أوروبا بأكملها, لافتة النظر إلى أزمته الأخيرة مع ألمانيا, التي في الأساس ما هى إلا حرب تصريحات كلامية بين الدولتين, فضلاً عن ظهور الدنمارك مؤخرًا في الصورة, والتي تمثل نفسها "هيئة دفاع" عن أقرانها من دول أوروبا, موضحة أن "أردوغان" أظهر نفسه بصورة الحاكم القوي, المدافع عن كرامة مواطنيه في الخارج.
ورأت الصحيفة الألمانية أن مواقف "أردوغان" الأخيرة وتصريحاته "القوية" تجاه كل من ألمانياوهولندا, تساهم في جعله "بطلاً قوميًا" في عين الشعب التركي, ما يجعل كفة الاستفتاء الدستوري في صالحه بنسبة كبيرة, مضيفة أن الرئيس الهولندي أيضًا أظهر نفسه بصورة "الحامي" عن بلاده من التدخلات الأجنبية, من وجه نظره.
وتتوقع الصحيفة أن الخلاف القائم بين البلدين قد يتصاعد خلال الفترة المقبلة، وذلك نتيجة لتصريحات السفير الهولندي بأنقرة، الذي أكد "أن رجب طيب أردوغان هو شخص غير مرحب به في هولندا"، وهو من الممكن أن يترتب عليه مضايقات واستفزازات لمئات الآلاف من ذوي الأصول التركية المقيمين في هولندا تجاه السلطة الحاكمة. ويذكر أن الشرطة الهولندية قد منعت وزيرة الأسرة التركية, فاطمة بتول سايان كايا, من حضور اجتماع نظمته الجالية التركية في مدينة روتردام حول الاستفتاء الدستوري المحتمل تنظيمه، كما منعت طائرة وزير الخارجية, مولود أوغلو, من الهبوط، وهو ما أنتج عنه احتجاجات من المواطنين الذين استنكروا هذا المنع وهتفوا رافعين شعارات وطنية، في حين وصف الرئيس رجب طيب أردوغان السياسيين الهولنديين بأنهم "متعصبين".