خبراء: إسرائيل متواجدة مع إثيوبيا منذ البداية.. ومصر تركت لها الفرصة لتأخذ دور الزعامة استغلت إثيوبيا المحاولة الفاشلة لاستهداف سد النهضة واستعانت بأسلحة ثقيلة لحمايته، خوفًا من تعرض السد مجددًا لأي اعتداء، كما عقدت صفقة لشراء أجهزة تجسس اصطناعية جديدة من فرنسا لرصد أي تحرك حول السد. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلنت إثيوبيا أن قواتها أفشلت هجومًا مسلحًا كان يستهدف سد النهضة، وتحدثت مصادر عن وقوف جماعة معارضة تتهم إريتريا بإيوائها وراء هذه العملية. ولجأت أديس أبابا أيضًا إلى الاستعانة بقوات إسرائيلية لتدريب القوات الخاصة المكلفة بحماية سد النهضة، على التصدي السريع في التعامل مع أي هجوم مستقبلي، وهو ما يعني أن هناك دعمًا علنيًا من إسرائيل لبناء السد، وفقًا لصحف إثيوبية. وقال محللون إن إثيوبيا لجأت إلى إسرائيل على وجه التحديد في "رسالة متعمدة"، هدفها توصيلها لمصر، خصوصًا وأن هذا الأمر يعني أن إسرائيل دعمت بالفعل إقامة السد، وهي رسالة خطيرة "جدا" وعامل قلق بالنسبة لمصر. وتخوض مصر وإثيوبيا صراعًا "نفسيًا"، سرعان ما انتقل إلى الساحة الدولية في الوقت الذي بدأت أديس أبابا فيه التلميح بأن القاهرة تأوي معارضين إثيوبيين، كذلك تدعم حركات معارضة داخل إثيوبيا. وقال أيمن شبانة، الخبير والمتخصص في ملف سد النهضة، إن "إثيوبيا تستفز مصر من بداية الأزمة"، معتبرًا أن وجود إسرائيل بجانبها، قد يجعل عملية "التفاوض" صعبة، رغم أن العلاقات المصرية الإسرائيلية "هادئة" حاليًا. وأوضح شبانة ل "المصريون"، أن "مصر لا يعنيها كثيرًا "اتحاد إسرائيل وإثيوبيا"، لأن هذا الأمر تعلمه القيادة السياسية جيدًا، وتعلم أن هناك من يمول سد النهضة، لان إثيوبيا وحدها لا يمكنها فعل ذلك، إضافة إلى أن بعض الشركات التي تستعين بها إثيوبيا لها علاقة بإسرائيل". من جانبه، قال الدكتور أحمد الشناوي، خبير السدود الدولي، إن "الشركة التي تنفذ سد النهضة، هي شركة العديد من موظفيها ومستشاريها ومهندسيها "إسرائيليين"، كما أن الدعم الإسرائيلي لسد النهضة لم يتوقف، والدليل على ذلك الزيارات المتكررة بين البلدين". وأوضح الشناوي ل "المصريون"، أن "ضعف المفاوض المصري وعدم تمكنه من التحكم في سير المفاوضات جعل إسرائيل تأخذ المبادرة، وهي الآن من يتحكم في مياه المصريين، وبإمكانها قطع المياه عنهم في أي وقت". وأشار إلى "خطورة المرحلة الحالية، بعدما ملأت إثيوبيا جزءًا من الخزان، وبات الوضع حرجا لأن مصر لايمكنها توجيه ضربة عسكرية، إضافة إلى انخفاض منسوب المياه في النيل باستمرار".