سلطت صحيفة سوشياليست ووركر البريطانية، الضوء على التظاهرات التي انتشرت في عدد كبير في أنحاء مصر، بعد أن خفضت وزارة التموين كمية الخبز المدعم الممنوحة للفقراء، معتبرةً أن الحكومة بذلك "سرقت" الخبز منهم. وتابعت الصحيفة في تقرير لها، أن التظاهرات تركزت في المناطق الكادحة من محافظات مصر، في الإسكندرية ودسوق والمنيا والقاهرة، لتشهد خروج المئات من المتظاهرين الغاضبين في الشوارع، مشيرةً إلى أن القوانين الجديدة التي أقرتها الوزارة تسمح لكل مخبز بتوزيع 500 رغيف مدعم فقط، رغم أنه في السابق كان من المسموح أن يصل حجم توزيعها إلى 4000 رغيف.
واستطردت: أن كل شخص مسموح له بتلقي ثلاثة أرغفة يوميًا يمكن أن يصل إلى 5 أرغفة مستقبًلا، مضيفًا أن متلقو الدعم لابد وأن يقدموا "الكارت الذهبي" بدلًا من البطاقات الورقية كي يثبتوا أنهم متوافقين مع شروط "السيستم" لمستحقي الدعم وإلا لن يتمكنوا من الحصول على "العيش". وأشار التقرير، إلى أن شرط "الكارت الذهبي" تحديدًا يمثل معاناة إضافية للفقراء، كون كثير منهم لا يتملكونه رغم احتياجهم للدعم، مضيفًا أن عددًا من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ادعوا أن قوات الشرطة الموجهة لتفرقة المتظاهرين أطلقت طلقات تحذيرية فوق رؤوسهم في منطقة إمبابة بالقاهرة. ونقلت عن عامل بوزارة التموين "سعيد" أن المتظاهرين اقتحموا مكتبه وهم يهتفون بشعارات منددة بقرارات الحكومة، مضيفًا :" كان هناك حوالي 100 رجل وامرأة، لا استطيع أن ألومهم فنحن نواجه نفس المشكلة في منازلنا". وذكر التقرير، أن حي العطارين بالإسكندرية شهد مئات المتظاهرين المحتجين على قرار خفض حصة المخابز من "العيش"، إضافة إلى الآلاف في المنيا، وغيرهم في "العصافرة" ليقطعوا الطريق على المارة، ليعتبر التقرير أن "العيش" هو العائق الوحي بين ملايين من الفقراء و الجوع، فالعيش هو وجبة هؤلاء. من جانبهم، اعتبر عدد من الاشتراكيين الثوريين المصريين، أن المئات والآلاف الذين شاركوا في التظاهرات أمس يضربون مثالًا واضحًا لتحدي الحكومة، فالنظام سرق حصتهم اليومية من الخبز في سبيل حماية قطاع الأعمال، مشيرون إلى أن الأجهزة الأمنية تمنع أي محاولة للاعتراض على إجراءات أو سياسات الحكومة متوهمين بذلك أنهم لن يلاقوا أي مقاومة شعبية. وأوضح التقرير، أن إجراء الحكومة الأخير يأتي من ضمن سلسلة من الإجراءات القاسية التي لجأت إليها الحكومة لتأمين الحصول على قرض صندوق النقد الدولي، ليضيف أنه على الرغم من عدم وجود معارضة منظمة ضد الحكومة خاصةً مع لجوئها إلى أساليب قمع، إلا أن مثل تلك المقاومات ما زالت بشرة خير. ملخص نشبت مظاهرات عدة من أنحاء متفرقة من جمهورية مصر أبرزها في الإسكندرية والقاهرة بعد قيام وزارة التموين بتخفيض حصة المخابز من العيش، لتعلق صحيفة سوشياليست على الحدث بوصفه عملية سرقة من الحكومة لحق الفقراء.