حذرت صحيفة ميدل إيست آي البريطانية، أن الثورة تبدأ عندما يغضب الفقراء، مشيرةً إلى الاحتجاجات الأخيرة التي اندلعت في عدد من محافظات مصر في أعقاب قرار الحكومة الأخيرة بتخفيض كمية الخبز المدعوم من الحكومة المسموح ببيعها لغير حاملي البطاقة التموينية. وتابعت الصحيفة في تقرير لها، أن يوم الثلاثاء الماضي شهد قيام عدد من المواطنين الغاضبين في الإسكندرية والجيزة ومناطق متفرقة، بالاحتجاج على قرار الحكومة الأخير، مشيرةً إلى أن قرار الحكومة جاء بالتزامن مع الأزمة الاقتصادية الحادة التي تشهدها الآن. واستشهد التقرير بعدد من التقارير والفيديوهات من مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يظهر فيها جموع محتجة في وسط الإسكندرية بعد رفض المخابز التابعة للوزارة قبول بطاقات التموين، مسببةَ غضب كثير من الفقراء الذين يستخدمون دعم الحكومة للحصول على حصتهم من الخبز، مضيفًا أن الاحتجاجات لم تتوقف عند المدن الكبرى وإنما أيضًا المنيا، دسوق، وإمبابة. وأشار التقرير، إلى أن التظاهرات جاءت بعد أيام من قيام وزير التموين علي مصيلحي بخفض ثلث الدعم على مخابز "العيش"، مفسرةً أن قرار اشتمل على منح مديريات التموين أصحاب المخابز التابعين لها بطاقات إلكترونية "الكارت الذهبي" يصرفون بها أرغفة الخبز للمواطنين الذين لا يحملون بطاقات تموين إلكترونية، بكميات تتراوح من 1000 إلى 3000 رغيف في اليوم. وتابع: أن المتظاهرين في "إمبابة" اشتبكوا مع الشرطة وقطعوا الشارع الرئيسي في الوقت الذي استمرت فيه تظاهراتهم احتجاجاً على قرارات الحكومة، لتنقل عن أحد هؤلاء المتظاهرين منتصر عوض قوله :" أن معظم العائلات في الأحياء يعتمدون على البطاقات الورقية، وحتى الآن لم ننجح في الحصول على البطاقات الإلكترونية وإنما نعتمد على رشوة الموظفين للحصول على التموين. وأضاف "سمية" ربة منزل بإمبابة، في العشرة صباحًا ذهبت للمخبز لأجد أن الحصة المحددة من 500 رغيف تم تسليمها، وهذا يعني أنني لن أتمكن من الحصول على حصة عائلتي من 20 رغيفًا، متابعةً أن: "الحكومة تحاول خفض نفقاتها على حسابنا نحن، حساب الفقراء، الناس عبرت عن غضبها تجاه من هم في السلطة، ومن ثم وجهت غضبها تجاه الشرطة عندما جاءوا". وأوضح التقرير، أن القرار الأخير يأتي ضمن سلسلة من الإجراءات تتخذها للحكومة لتحقيق شروط صندوق النقد الدولي في محاولة منها للخروج من الأزمة الاقتصادية ومن ضمن تلك الإجراءات تعويم الجنيه، إلغاء الدعم على مصادر الطاقة.