بعض فتاوى ومواقفه السياسية أثارت حوله الأحاديث فبعد فتوته بمعاقبة الصحفيين وجدلهم 80 جلدة بعد أن نشرت بعض الصحف أخبار عن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بل قام بعزل رئيسين للجنة الإفتاء بعد مساندتهم للشعب العراقي من خلال إصدار فتاوى عقب دخول القوات الأمريكية للأراضي العراقي بل ووصل الأمر لمقابلته للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ومصافحته وتكرر الأمر أكثر من مرة. الشيخ محمد سيد طنطاوي، مفتي الجمهورية الراحل، الذي يتزامن اليوم ذكرى وفاته السابعة، هو شيخ ولد في قرية سليم الشرقية بمحافظة سوهاج عاش ما يقرب من 82عامًا مملوءة بمواقف ساخنة تشير لإدخاله السياسة في الدين، بحسب ما كان يقوله السياسيون عنه، أتم حفظ القرآن الكريم بمحافظة الإسكندرية والتحق بالأزهر الشريف ليدرس الحديث والتفسير بكلية أصول الدين، بدأ عمله كإمام وخطيب ومدرس بوزارة الأوقاف وتدرج ليشغل منصب أستاذ مساعد بقسم التفسير وانتدب ليدرس علم الحديث بليبيا لأربع سنوات، ليعود ويتدرج ليصل لمنصب عميد كلية أصول الدين ومن بعدها رئيس قسم التفسير بإحدى جامعات المدينةالمنورة. عُين طنطاوي، مفتيًا للديار المصرية ومن بعدها شيخًا للأزهر الشريف، لتثار حوله الأحاديث بسبب مواقفه وأفعاله اتجاه القضايا السياسة ، فبعيدًا عن جلوسه مع الرئيس الإسرائيلي مرتين ومصافحته والذي أعتبره الكثير تخاذلًا للقضية الفلسطينية وخاصة أن أول مرة جاءت وقت محاصرة غزة، ولكن مواقفه في القضايا الدينية أثارت غضب الكثير فبعد تأييده لقرار وزير الداخلية الفرنسي بمنع الحجاب داخل فرنسا وأيده في الأمر المخلوع وقت ذلك وكان مبرره أن هذا الأمر يخص الشأن الفرنسي الداخلي ولا علاقة لنا بذلك، ليمتد الأمر بمنعه دخول بعض الطالبات بالنقاب وعند إثارة الجدل حول هذا الموقف سانده مجمع البحوث الإسلامية بقرار حظر النقاب رسميًا من فصول المعاهد الأزهرية وقاعات الامتحانات. لم يكن التيار الإسلامي هو معارضه الوحيد بل كان للبرلمان والكاتب والصحفيين دور في مهاجمته بعد هذه المواقف حيث قال الكاتب فهمي هويدي بعد فتواه بجلد الصحفيين " كان أكرم له أن يصمت لأن هناك أموراً أكثر جسامه تستحق تعليقه وكلامه، مثل إدانة التعذيب وتزوير الانتخابات واحتكار السلطة والأغذية الفاسدة والمبيدات المسرطنة" وخرج الإعلاميين بمقالات وبرامج تدينه، بالإضافة إلى المطالبة البرلمانية بعزله من منصبه علي هذه المواقف. وكان للقضايا الاجتماعية دور لبلورت بعض فتاواه حيث أصدر فتوى بتحريم أرباح البنوك والقروض باعتبارها مال ربا على حد قوله، كما حرم ختان الإناث القضية الأكبر التي أثارت جدلًا وقتها والتي راح ضحاياها الكثير من الفتيات بسبب هذه العادة ورغم معارضة بعض علماء الدين له، ولم تتوقف فتواه عند هذه القضايا بل حرم التدخين لمحدودي الدخل وأباحه للأغنياء. وفاته توفي في الرياض عن عمر يناهز 82عامًا إثر نوبة قلبية تعرض لها في مطار عند عودته لمصر من مؤتمر دولي عقده الملك عبد الله بن عبد العزيز، وصلي عليه في صلاة العشاء بالمسجد النبوي الشريف ودفنا في منطقة البقيع.