اعتبرت صحيفة الجارديان البريطانية، أن قرار وزارة التموين بخفض حصة الخبز من العيش، هو بمثابة تجاوزًا للخط الأحمر، كون "العيش" هو وجبة الفقراء الأساسية في مصر. وتابعت الصحيفة في تقرير لها، أن عدد من محافظات مصر الكبرى شهدت مظاهرات متفرقة كرد فعل على خفض كمية الخبز المدعم، ليشير التقرير إلى أن وزارة التموين قامت بتقليل حصة الخبز المدعم للمخبز الواحد من 4000 إلى 500 رغيف يوميا. وأشار التقرير، إلى أن المئات من المواطنين الأكثر فقرًا ملئوا الشوارع في كل من الإسكندرية والجيزة وكفر الشيخ والمنيا وعطلوا المرور، كما اقتحم عدد منهم مبان حكومية كرد فعل على قرار الحكومة، مرددين هتاف "عاوزين عيش إلا رغيف العيش"، مضيفًا أن الاحتجاجات جاءت في وقت ترتفع فيه تكلفة المعيشة للمواطن العادي بشكل متزايد ومستمر. ونوه التقرير إلى أن القرار الأخير جاء ضمن سلسلة مستمرة أخذتها مصر لتحاول الخروج من الأزمة الاقتصادية الأخيرة، من ضمنها تعويم الجنيه وتقليص دعم الطاقة بهدف إصلاح الاقتصاد المصري المحتضر، وتأمين حصولها على قرض قرض 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي. وأوضح التقرير أن احتجاج المصريون على الخبز لم يكن الأول في تاريخ الدولة، مشيرةً إلى أن أحدثها أثناء ثورة 2011 التي كان هتافها "عيش، حرية، عدالة اجتماعية" ليجذ الملايين من الجماهير المعترضة. في المقابل، دافعت الحكومة عن تخفيض الخبز المدعم باعتباره خطوة ضرورية لمحاربة الفساد داخل النظام، وشددت على أن تأثير القرار يرتبط بالمخابز لا المواطنين. وقال تيموثي قلدس، الباحث بمعهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط، إن اتفاق مصر مع صندوق النقد الدولي لا يتضمن تقليصًا في دعوم الغذاء، متابعًا أن الحكومة قد تكون لجأت إلى هذا القرار لمحاربة الفساد المستشري في صناعة القمح بمصر، ملقيًا اللوم على الحكومة كانت يجب أن تفسر قراراتها قبل أن تفاجئ الشعب بها.