جاءت تصريحات الناصرى الكبير مرشح الرئاسة حمدين صباحى، فى مؤتمره الانتخابى الأخير فى جامعة الإسكندرية موتورة تفتقد للرشادة السياسية وتتصادم مع الحسّ الوطنى الأصيل، لقد حرّض المصريين على كراهية تيار مصرى وطنى أصيل حصل على أكثر من سبعين فى المائة من أصوات المصريين فى الانتخابات البرلمانية، حرّض الناصرى الكبير المصريين على عدم التسامح مع أكبر تيار وطنى مصرى بشهادة صناديق الانتخابات، كما حرّض المصريين على مصادرة حق أكبر تيار وطنى مصرى فى أن يرشح رئيسا لمصر! استدعى الناصرى الكبير: حمدين صباحى بتصريحات المصادرة والإقصاء والعنصرية ضد التيار الإسلامى بصفة عامة والإخوان المسلمين بصفة خاصة.. استدعى إلى الوعى الجمعى للمصريين الوجه القبيح لناصر والناصرية، والتى لم تكن ديمقراطية ولم تكن ترحم مخالفا لها فى الرأى أو تغفر له أو تتسامح معه خاصة إذا كان ينتمى إلى التيار الإسلامى، حتى قال أحد المحيطين بعبد الناصر عنه إنه لم يكن يطيق أن يشم رائحة (لا) فى وجه أحد.. وكانت لغة الاعتقال والتصفية المعنوية والجسدية والتغييب خلف القضبان هى لغته المفضلة فى التعامل مع الخصوم السياسيين. حتى قصة العدالة الاجتماعية التى روج بها البعض لناصر والناصرية لم تكن فى جوهرها إلا رشوة اجتماعية مُقنّعة تخفى وراءها رغبة محمومة وشهوة مكنونة تريد السيطرة على عقول وقلوب الجماهير من قبل طاغية، بالإضافة إلى ركام من الفساد والنهب والاستقطاع المقنن لمقدرات و لثروات البلاد وأشرف مروان وأشقاء عبد الناصر وعائلاتهم خير دليل على ذلك حتى الآن. فى مدينة الإسكندرية المسافة بين كل من سموحة وشارع فؤاد وهى الأحياء، التى تقع بها المدارس الخاصة التى يملكها أشقاء عبد الناصر حتى وقتنا هذا (الليثى وشوقى) وبين حى باكوس التى يقع فيه منزل عائلة عبد الناصر القديم، المسافة الزمنية بينهما لا تتجاوز عدة دقائق، فى حين أن المسافة الاجتماعية بينهما تعادل المسافة بين أرقى أحياء المهندسين والزمالك من ناحية وعشوائيات بولا ق وإمبابة من ناحية أخرى. من أراد أن يتعرف على العدالة الاجتماعية الناصرية عليه فقط أن يزور عزبة الليثى عبد الناصر فى حوش عيسى ومدارس الليثى عبد الناصر فى شارع فؤاد ومدارس شوقى عبد الناصر فى أرقى أحياء سموحة، ثم يزور منزل والدهم فى باكوس، ثم يحاول الإجابة عن السؤال المهم من أين تأت هذه الثروة لمجموعة من الأشقاء يعلم المحيطون بهم محدودية مواهبهم وقدراتهم وتحصيلهم العلمى، كما نعلم جميعا أن والدهم رحمه الله كان موظفًا بالبريد محدود الدخل، من أين لهم هذه الثرة لتى تقدر بمئات الملايين الآن، علما بأن آلاف الأمتار من أرقى الأحياء قد استقطعت لهم فى عهد عبد الناصر رمز العدالة الاجتماعية الكبير!! ذكرتنا تصريحات حمدين صباحى بقباحة المصادرة الناصرية لكل رأى مخالف، وبالعنترية الناصرية الجوفاء التى أورثتنا هزيمة منكرة فى 67 وألبستنا العار فى اليمن 65، ولا أبالغ فى القول بأن الناصرية هى التى جلبت لنا النظام البائد الفاسد التى ثار عليه المصريون، فلولا الكوارث السياسية والعسكرية التى سببتها لنا الناصرية بشعاراتها الجوفاء ومشاريعها العرجاء لما وصلنا إلى مانحن عليه من تبعية ومهانة فى ظل كنز إسرائيل الإستراتيجى. إن كان على المصريين ألا يغفروا لأحد فعليهم ألا يغفروا لعبد الناصر والناصريين هزائم الخزى والعار، التى ألحقوها بالمصريين فى 56 و 65 و67، ولولا فضل الله ثم صمود الشعب المصرى فى 56 ثم رفض أمريكا والاتحاد السوفيتى للعدوان الثلاثى لحسابات سياسية تخصهم لما نجت مصر من خطر الاحتلال مرة أخرى آنذاك، ولما نجا عبد الناصر ورفاقه من الموت كفرا بالانتحار، وكذلك لولا فضل الله وصمود الشعب المصرى لما استدرك الهزيمة المريرة 73، فالفضل لله أولا ثم للشعب المصرى الأصيل.