الملك فاروق.. ولد فى فمه ملعقة ذهب الملك فاروق، والذى لم يعش طفولته كأى طفل عادى، فبحكم كونه وليا للعهد، اهتم الملك فؤاد بتربيته بدرجة مبالغ فيها من الحرص، فعاش الأمير الصغير محاصرا بدائرة ضيقة من حيث التعامل مع الآخرين من حوله، وكانت تلك الدائرة تضم أمه وأخواته الأميرات، وأصر الملك فؤاد على إحضار مربية من الخارج لابنه الأمير فاروق فكانت انجليزية الجنسية وتدعى « اينا تايلور»، كانت تلك المربية صارمة جدا فى التعامل مع الأمير الصغير، و متسلطة أيضا لدرجة أنها كانت تعترض على تعليمات والدته الملكة نازلى فيما يختص بتربية فاروق، وعانى فاروق فى تلك المرحلة من العزلة الشديدة حيث لم يكن له أى صديق فى مثل سنه، لا من عامة الشعب ولا من أبناء الامراء أوكبار المسئولين عن المملكة، مما دفعه للتقرب من بعض المقيمين فى القصر، والذين لم يرفضوا له طلبا باعتباره ولى العهد، الأمر الذى أفسد الكثير مما تقوم به المربية الانجليزية. وعاش فاروق منذ نعومة أظافره على أنه ملك مصر القادم، هذا ما حرص عليه الملك فؤاد الأول فى أن يغرسه فى ولده منذ طفولته، لذا كان ينتهز أى فرصة لتقديمه إلى الشعب المصرى على أنه الملك القادم، فاعتاد على اصطحابه معه فى الكثير من المناسبات الرسمية، حتى وصل الأمر إلى أنه أناب الأمير فاروق عنه عندما كان مريضا لحضور حفلة رسمية كان قد اقامها سلاح الطيران البريطانى فى 23 فبراير سنة 1934، وكان عمر فاروق وقتها 12عاما، وقد برز الأمير الصغير وقتها وأبلى بلاء حسنا، مما دفع بريطانيا لمتابعة الأمير الصغير فى مختلف مراحل نشأته باعتبار أنه الملك القادم. الملك فاروق ولد وفى فمه ملعقة ذهب وكانت نشأة فاروق فى طفولته تميل إلى الثقافة الإيطالية، نظرا لاحتكاكه بشكل مباشر بحاشية والده الإيطالية المقيمة بالقصر، والتى كان لها تأثير كبير على قراراته، الأمرالذى أقلق بريطانيا كثيرا على ولى العهد وملك المستقبل، فأرادت أن تغرز نفوذها فى ملك مصر القادم منذ طفولته لضمان ولائه مستقبلا وحتى لاتستمر السيطرة الإيطالية، فأرسلت بريطانيا تلح وتطلب أن يسافر فاروق ليتعلم لديها فى كلية «ايتون» وهى أرقى كلية فى العالم آنذاك، الا أن صغر سن الأمير فاروق فى ذلك الوقت ومعارضة الملكة نازلى ومخاوفها كانت تقف حائل أمام المحاولات البريطانية، وتم الاكتفاء فى ذلك الوقت بتعليم فاروق على يد مدرسين انجليز ومصريين، إلا أن بريطانيا لم تستسلم أو تتراجع عن إصرارها، فكررت طلبها بضرورة سفر الأمير فاروق للتعلم لديها، ومع شدة الإصرار البريطانى اضطر الملك فؤاد الأول لإرسال ولى عهده فاروق لاستكمال دراسته فى كلية «وولوتش العسكرية البريطانية» ولم يتجاوز عمره وقتها 14 عاماً، ولم يكن فاروق بالطالب المطيع إذ اعتاد على التمرد والخروج على التعليمات، ونظرا للحياة المنعزلة والمغلقة التى عاشها فاروق فى مصر وداخل القصر الملكى، كان ذهابه إلى بريطانيا بمثابة فرصة للانطلاق والحرية، فاعتاد الذهاب إلى المسارح والسينمات، وصداقة الفتيات، ولعب القمار الذى عشقه كثير فيما بعد عندما أصبح ملكا، كل هذا كان بمساعدة أحمد حسنين أحد حاشية القصر الملكى، وأحد مرافقى الأمير الصغير فى رحلته التعليمية. عبد الناصر.. ثوري منذ الطفولة أما الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فقد اتسمت طفولته بالمعاناة، فقد ولد يوم 15 يناير عام 1918 بحى باكوس بمحافظة الأسكندرية، وكان والده موظفا بمصلحة البريد يدعى عبد الناصر حسين، وكان رجلا صعيديا فلاحا من قرية بنى مر، تزوج من إحدى بنات بحرى وتدعى فهيمة حماد والتى توفيت عام 1926 تاركة ورائها أربع أبناء هم عز العرب والليثى وشوقى الذى كان عمره وقتها يوما واحدا فقط، بالإضافة للرئيس عبد الناصر الذى كان أكبرهم سنا، وفى عام 1931م تزوج عبد الناصر حسين من عنايات صقر وأنجب منها ستة أبناء هم مصطفى وحسين ورفيق وعادل وطارق وعايدة، فنشأ عبد الناصر وسط أسرة مكونه من 10 أبناء وزوجة والده، وكان مرتب والده يكفى بصعوبة لسداد ضرورات الحياة. التحق جمال بالمدرسة الابتدائية بالخطاطبة ما بين عامى 1923 و1924، وفى عام 1925 انتقل إلى القاهرة وأقام لدى عمه خليل الذى كان يسكن أحد الأحياء الشعبية، وظل عنده لمدة 3 سنوات التحق خلالها بمدرسة النحاسين الابتدائية بالجمالية، وكان جمال يسافر لزيارة أسرته بالخطاطبة في العطلات المدرسية، وفي الإجازة الصيفية الأولى لعبد الناصر عام 1926 ذهب إلى زيارة عائلته، فعلم أن والدته قد توفيت قبل ذلك بأسابيع ولم يجد أحد الشجاعة لإبلاغه بموتها، ولكنه اكتشف ذلك بنفسه بطريقة هزت كيانه بشكل قاس كما ذكر هو ذلك فى أحد الحوارات الصحفية له مع صحيفة الصن البريطانية قائلاً: «لقد كان فقد أمى في حد ذاته أمرا محزنا للغاية، أما فقدها بهذه الطريقة فقد كان صدمة تركت في شعورا لا يمحوه الزمن»، وعاد عبد الناصر مرة أخرى إلى الإسكندرية عام 1928 ولكنه لم يعيش مع والده وزوجته، بل ذهب لجده من والدته وظل عنده حتى أنهى المرحلة الأبتدائية بمدرسة العطارين، وظل عبد الناصر يتنقل بين القاهرة والاسكندرية خلال مختلف المراحل التعليمية حيث التحق في عام 1929 بمدرسة حلوان الثانوية الداخلية وقضى بها عاما واحدا، ثم عاد في العام التالي إلى مدرسة رأس التين الثانوية بالإسكندرية وفى تلك المدرسة تكون وجدان جمال عبد الناصر القومى السياسى، ففى عام 1930 استصدرت وزارة إسماعيل صدقي مرسوماً ملكيا بإلغاء دستور 1923 فثارت مظاهرات الطلبة تهتف بسقوط الاستعمار وبعودة الدستور، وكانت هذه أول مشاركة لعبد الناصر فى إحدى المظاهرات والتى انطلقت من ميدان المنشية، وعلى الرغم من عدم إدراكه الكامل لسبب المظاهرة إلا أنه قرر الانضمام إلى مختلف طوائف الشعب المشاركة، وخلال هذه المظاهرة تم القبض على عبد الناصر بعد أن سقط على الأرض بعد ضربة قوية على رأسه بعصا من عصى الشرطة. وفي عام 1933 واصل عبد الناصر تنقله بين المداس القاهرة و الأسكندرية فالتحق بمدرسة النهضة الثانوية بحي الظاهر بالقاهرة، واستمر في نشاطه السياسي فأصبح رئيسا لاتحاد مدارس النهضة الثانوية، وامتاز عبد الناصر بهواية القراءة في التاريخ والموضوعات الوطنية، فقرأ عن الثورة الفرنسية وعن روسو وفولتير وكتب مقالة بعنوان «فولتير رجل الحرية» نشرها بمجلة المدرسة، كما قرأ عن نابليون والإسكندر ويوليوس قيصر وغاندى، كما أحب الشعر فقرأ لأحمد شوقي وحافظ إبراهيم، وقرأ عن سيرة النبي محمد وعن أبطال الإسلام وكذلك عن مصطفى كامل، وكذلك قرأ مسرحيات وروايات توفيق الحكيم خصوصاً رواية عودة الروح التي تتحدث عن ضرورة ظهور زعيم للمصريين يستطيع توحيد صفوفهم ودفعهم نحو النضال في سبيل الحرية والبعث الوطنى.. وكما كان ناصر قارئا جيدا للروايات كان أيضا ممثلا بارعا، ففى عام 1935 وفي حفل مدرسة النهضة الثانوية لعب دور «يوليوس قيصر» بطل تحرير الجماهير في مسرحية «شكسبير» في حضور وزير المعارف فى ذلك الوقت «وزير التعليم حاليا». السادات.. طفولة فقيرة لبداية من مصر، حيث نستعرض طفولة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والتى كانت لها أكبر الأثر فى تكوين شخصيته، حيث ولد السادات لأم سودانية تدعى ست البرين ووالد مصرى هو أنور السادات والذين تزوجا حينما كان يعمل أنور السادات «الأب» مع الفريق الطبى البريطاني بالسودان ضمن الجيش المصرى المتواجد هناك، عاش السادات في قرية ميت أبو الكوم فى بيت جدته والدة والده، وكان دائما يفخر بأن يكون بصحبتها، وكان يقول عنها إن الرجال يقفون لتحيتها حينما تكون مارة، ورغم أميتها إلا إنها كانت تمتلك حكمة غير عادية، حتى أن الأسر التي كانت لديها مشاكل كانت تذهب إليها لتأخذ بنصيحتها، علاوة على مهارتها في تقديم الوصفات الدوائية للمرضى، وكانت جدته ووالدته تحكيان له قصصا كثيرة قبل النوم، و لم تكن قصصا تقليدية، إنما كانت عن الحروب القديمة والمغامرات وعن الأبطال المعاصرين ونضالهم من أجل الاستقلال الوطني مثل قصة مصطفى كامل وصراعه ضد احتلال الإنجليزى لمصر. اعتاد السادات فى طفولته على مشاركة أهل قريته من الفلاحين فى عملية الزراعة وخاصة موسم الحصاد وتلقى أولى خطوات تعليمه فى كتاب القرية، حيث حفظ القرآن الكريم وهو فى سن صغيرة قبل أن ينتقل للعيش فى القاهرة بعد عودة والده من السودان، حيث فقد وظيفته هناك على إثر اغتيال السير الإنجليزى لى ستاك، وذهبت الأسرة المكونة من الأب وزوجته وثلاثة أطفال إلى منزل صغير بكوبري القبة، وهناك شاهد الطفل الريفى الصغير صورة كبيرة على الحائط لرجل عرف بعدها أنه الزعيم التركى مصطفى كمال أتاتورك الذى أصبح مثلا أعلى له، وعلى الرغم من اختلاف الحياة فى الريف عن المدينة التى تعد أكثر رخاء، إلا أن حياته في هذا المنزل الصغير لم تكن مريحة، حيث أن دخل الأب كان صغيرا للغاية، وظل السادات يعانى من الفقر والحياة الصعبة إلى أن استطاع إنهاء دراسته الثانوية والتحق بالكلية الحربية وتخرج منها وعمل بالجيش. أوباما.. طفولة متنقلة وإذا انتقلنا للولايات المتحدة، سنجد أن طفولة الرئيس الأمريكى باراك أوباما شكلت جزءا كبيرا من شخصيته فيما بعد، حيث ولد باراك أوباما لأم أمريكية تدعى ستانلى آن دونهام، وأب كينى هو حسين أوباما، واللذان التقيا عام 1960 خلال دورة تدريبية فى اللغة الروسية بجامعة هاواى، حيث كان حسين أوباما طالبا أجنبيا يدرس من خلال منحة دراسية، وكانا قد تزوجا عام 1961، ولكن لم يستمر زواجهما طويلا، حيث انفصلا عندما كان باراك عمره عامان فقط، ليعود والد أوباما إلى كينيا، ولم يشاهده أوباما بعدها سوى مرة واحدة، قبل أن يموت فى حادث سيارة عام 1982. عندما وصل أوباما لسن 6 سنوات، تزوجت والدته من الطالب الإندونيسى لولو ستورو الذى كان يدرس فى هاواى، فى تلك الأثناء تولى سوهارتو حكم إندونيسيا عام 1967، فقام باستدعاء جميع الطلاب الذين يدرسون فى الخارج، ليعود ستورو وزوجته ومعهما أوباما لإندونيسيا. قضى أوباما مع والدته وزوجها فى هذا البلد الآسيوى 4 سنوات درس خلالها فى مدارس كاثوليكية، ليعود مرة أخرى إلى الولاياتالمتحدة ويعيش مع جدته لأمه، ومع عودته للولايات المتحدة بدأ أوباما يواجه إساءات عنصرية، لكنه واجه ذلك بشجاعة وحولها إلى أشياء إيجابية. جورج بوش.. الطفل الأنانى وبالعودة لتاريخ رؤساء الولاياتالمتحدة قليلا نجد الرئيس الأمريكى السابق والأكثر جدلا جورج دبليو بوش أو «بوش الابن» فنجد أنه اتسم فى طفولته بالأنانية وحب النفس بشكل مبالغ فيه، فكل ما كان يهتم به مصلحته بغض النظر عن كل من حوله حتى وإن أضر الآخرين، بالإضافة لكونه مدللا إلى أبعد الحدود، واعتاد أن يأمر فيلبى كل ما حوله، وحتى فى دراسته كان بوش طالبا متوسط المستوى في مختلف مراحل تعليمه. كلينتون كان يتيما.. وهتلر عانى من قسوة والده كلينتون.. طفل مدلل أما الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون فقد بدأ حياته يتيما، حيث توفى والده- وكان يعمل مندوب مبيعات متجولا- قبل ثلاثة أشهر من ميلاده فى حادث سير عن عمر يناهز 29 عاما، وفى مذكراته التى جاءت بعنوان « حياتى» قال كلينتون عن فترة طفولته « عشت سنوات حياتى الأولى فى كنف جدى وجدتى اللذين كانا يحبانى بشدة ربما أكثر مما كانت جدتى بالتحديد تحب أمى، وهو ما لم أكن أدركه كطفل فى ذلك الحين، كل ما كنت أشعر به هو أنني محبوب بشدة، وفيما بعد أدركت كم كنت محظوظا لكل هذه الرعاية التي حظيت بها فى طفولتى، وكانت جدتى حريصة علي تعليمى المهارات الرئيسية خلال فترة طفولتى وغير ذلك، فقد كانت تقرأ لى قصصا للأطفال. عندما بلغ أربع سنوات تزوجت والدته – والتى كانت تعمل ممرضة تخدير- تاجر سيارات يدعى روجر كلينتون، وغادرت بيت أسرتها، وذهب بيل للحياة معهما، وفى مذكراته عن تلك الفترة يقول « روجر كلينتون قام في بداية زواجه من أمى بالكثير من الأشياء التي تبين مدى اهتمامه بى، إلا أن هذه الأمور لم تتكرر كثيرا، مع أنه كان بالفعل يحبنى ويحب والدتى، ولكن إفراطه في تناول الخمر كانت له آثار سلبية علي علاقته بأمى، مما أدى إلي نشوب مشاجرات متعددة بينهما من بينها مشاجرة شهدت قيام روجر بإطلاق النار باتجاه والدتى وهما في غرفة نومهما، بينما كنت أنا أقف علي مقربة حيث أصابت الرصاصة أحد الجدران في المسافة الفاصلة بينى وبينها، مما دفع أمي إلي العدو مسرعة وهى تمسكنى في يدها لتعبر الطريق، وتلجأ إلي الجيران وبعد ذلك تم استدعاء الشرطة التي لا أنسي منظر رجالها وهم يقتادون زوج أمي مكبلا إلي السجن حيث قضي ليلته، وهي تجربة ألقت بظلالها عليه حيث صار أكثر هدوءا بعدها لبعض الوقت» وعلى الرغم من ذلك إلا أن بيل كان يحبه، وفضل أن يدعى بلقبه « بيل كلينتون، ومن اللافت فى طفولة كلينتون أيضا أن رئاسة الولاياتالمتحدة كانت حلما له منذ صغره، فعندما رأى مشهداً انتخابياً فى التليفزيون وهو فى العاشرة من عمره، كان هذا المشهد سبباً داعماً له لتحقيق حلمه بأن يصبح رئيسا للدولة. ساركوزي.. طفولة بائسة وإذا انتقلنا لفرنسا، سنجد أن طفولة الرئيس نيكولا ساركوزى كانت بائسة وحزينة، فتقول الكاتبة الصحفية الفرنسية كاترين نى فى كتابها عن ساركوزى بعنوان « شهوة السلطة» أن طفولة ساركوزى كانت أكثر من حزينة بسبب والده الذى طلق والدته، وتخلى عنه وعن إخوته، حيث كان شخصا مزواجا ومغامرا لا يستقر على حال، فتقول الكاتبة إن بال ساركوزى أدار ظهره لعائلته وأطفاله الثلاثة فرانسوا وجيلوم إلى جانب نيكولا الذى كان عمره 4 سنوات فقط عندما طلق والده زوجته أندريا، وتؤكد الصحفية فى كتابها أن نيكولا عانى كثيرا من غياب والده عن البيت، وإهماله لهم إلى أقصى حد ممكن، بالإضافة لشعوره بأن والده كان يفضل عليه أخويه الآخرين لأنهما يشبهانه كثيرا، ولأنهما طويلان مثله، أما نيكولا فكان قصير القامة، وقد شكل له ذلك عقدة فى طفولته، بالإضافة لذك كان بال دائما ما يحط من شأن ابنه، ففى إحدى المرات عندما حصل نيكولا على نتائج متوسطة فى المدرسة عنفه بشدة قائلا « مع هذا الاسم الذى تحمله، وهذه النتائج التى تنالها، فإنك لن تفلح فى فرنسا أبدا». وعلى الرغم من كونه ثريا، إلا أنه لم يكن ينفق على أبنائه، وهو ما دعا نيكولا أن يعمل كموديل للإعلانات، وعمره لم يتجاوز 12 عاما، حيث كشفت صحيفة دايلى ميل البريطانية أن نيكولا كان نجما لحملة إعلانات عن مسحوق غسيل، وكان يكسب من عمله يوميا مبلغ يعادل حاليا 30 جنيهاً استرلينياً. طفولة ساركوزى البائسة، وتخلى أبيه عنه وعن عائلته لم تضعفه، بل جعلته أكثر تصميما على النجاح والتفوق، حيث مضى فى طريقه، وتدرج فى مشواره السياسى حتى أصبح رئيسا لفرنسا. ميركل.. طفلة متفوقة أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فقد كانت طفولتها طبيعية إلى حد ما على عكس ساركوزى، فقد ولدت فى هامبورج لأب يعمل قسيسا، وأم مدرسة للغتين الإنجليزية واللاتينية، بعد ولادتها بستة أسابيع انتقلت أسرتها إلى الشرق الشيوعى، وعندما بلغت 6 سنوات بدأت فى مواجهة بعض المشكلات بسبب كون والدها قسا، لذا نصحها أحد أصدقائها بإخفاء عمل والدها تجنبا للمشكلات قائلا لها « أبلغى الناس أنك ابنة سائق»، كما منعت والدتها من العمل لنفس السبب، لذا حثت والدة ميركل ابنتها على التفوق فى المدرسة قائلة» إذا لم تستطيعى أن تكونى متفوقة فى دراستك، فلن يسمحوا لك أبدا بدخول الجامعة»، وبالفعل كانت ميركل متفوقة فى دراستها خاصة فى اللغة الروسية والرياضيات. ومما يذكر أيضا عن طفولة ميركل أنها كانت تنزع إلى التسلط على أخيها الذى يصغرها بثلاث سنوات، فتقول الكاتبة الصحفية الألمانية باتريشيا ليسنير فى كتابها عن ميركل بعنوان «ميركل، السلطة، السياسة» أن ميركل حولت أخيها إلى ساع، كانت تصدر الأوامر، وكان يأتى لها بكل ما تطلبه. بوتين.. طفل وحيد ومن ألمانيا إلى روسيا، ، حيث نجد أن طفولة الرئيس الروسى السابق ورئيس الوزراء حاليا فلاديمير بوتين كانت بائسة إلى حد ما، حيث عانى والده –وهو جندى سابق فى الأسطول السوفيتى- من انفجار لغم تحت قدميه، مما جعله مقعدا، كما فقد ولديه أثناء الحصار الألمانى فى سنوات الحرب العالمية الثانية فى مدينة بطرسبرج، وبعدها فقد الأمل فى الحصول على ذرية، ولكن حملت زوجته ماريا من جديد، وولدت فلاديمير بوتين عام 1952 وهى فى الواحدة والأربعين من العمر. ونظرا لأن بوتين كان وحيدا، فقد قرر والده عدم إرساله إلى روضة الأطفال، وحرصت أمه على البقاء بجواره طوال الوقت، وقد عاش بوتين فى ظروف مادية متواضعة، فقد سكن مع أسرته فى شقة جماعية أى شقة لأكثر من عائلة، ولم يستطع إلا فى سن الخامسة والعشرين عندما أصبح ملازما فى إدارة المخابرات السوفيتية التمتع بحجرة فى شقة خاصة عندما انتقل مع عائلته للإقامة فيها. وإذا كان معظم الزعماء عانوا فى طفولتهم سواء كانت معاناة مادية، أو انفصال والديهم، أو موت أحدهما، إلا أن الزعيم الكوبى فيدل كاسترو كان ابن أسرة غنية، حيث ولد لأب مهاجر إسبانى كان من المزارعين الأثرياء، ولكن رغم ذلك يقول كاسترو فى مذكراته» رغم كون والدى ثريا، لم يكن أبى أو أمى لديهما ثقافة أسر الطبقة الثرية، ولا عاداتها ولا تكبرها، ابدا لم يقل لى والداى لا تلعب مع هذا الصبى أو ذاك. إليزابيث.. طفلة متسلطة إذا انتقلنا للملوك سنجد أن إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا اتسمت فى صغرها بحب السيطرة والتسلط بشكل غريب ومبالغ فيه بالنسبة لطفلة فى مثل عمرها، حيث لم تتجاوز السنتين عندما بدت عليها هذه الصفات، وبدأت تأمر وتتحكم فى كل من حولها سواء كان صغرا أو كبيرا، إلا أنها أيضا أمتازت بحسن التصرف والتفكير المنطقى، وكانت ابرز هوايات الملكة الصغيرة فى طفولتها تربية القطط والكلاب حيث أحبتهم حبا شديدا، وكانت كثيرا ما تقضى ساعات طويلة تلعب مع قططها وكلابها فى حديقة القصر فيغلبها النوم، وتأتى المربية لتنقلها الى حجرتها. أمير موناكو.. طفل رياضي أما ألبرت أمير موناكو فقد عاش طفولة سعيدة، فقد ولد للأمير رينيه الثالث والنجمة السينمائية جريس كيلى عام 1985، وكانت الأضواء مسلطة عليه بشكل كبير منذ صغره، ورغم ذلك حرص الأمير رينيه على أن يعيش حياة عادية، وفى نفس الوقت كان يجرى تأهيله لتولى السلطة بعد والده. وكانت الرياضة هى أبرز اهتمامات ألبرت منذ الطفولة، وخاصة كرة القدم، وكان يحلم بأن يكون لاعب كرة قدم، بالإضافة للعبة الجودو التى حصل على الحزام الأسود فيها. ومن بين الزعماء الذين نستعرض طفولتهم، نتوقف أمام الزعيم النازى أدولف هتلر، حيث أن ما تعرض له فى طفولته شكل جزءا كبيرا من شخصيته فيما بعد، ولد هتلر في 20 أبريل 1889م في مدينة برونو النمساوية والتى كانت آنذاك ضمن الإمبراطورية النمساوية المجرية، والده ألويس هتلر والذى كان يعمل موظفا في الجمارك وكانت والدته تدعى كلارا هتلر وهي الزوجة الثالثة لوالده، ومن بين خمسة إخوه كان لهتلر شقيقة واحدة تدعى باولا هى ثمار زواج والديه ألويس وكلارا. هتلر.. طفولة عنيفة عاش هتلر طفولة مضطربة حيث كان والده عنيفا فى معاملته له ولوالدته، فكثيرا ما تعرض للضرب المبرح في صباه من قبل والده، وعلى الرغم من شدة الألم والتعذيب الذى رآه هتلر على يد والده، إلا أنه كان طفلا عنيدا، فعقد العزم على ألا يبكى مرةً أخرى عندما ينهال والده عليه بالسوط، وقد أثرت هذه الطفولة القاسية فى حياة هتلر، فكانت سببا فى الارتباط العاطفي العميق بين هتلر ووالدته في الوقت الذي كان يشعر فيه بالاستياء الشديد تجاه والده، وكان هتلر فى طفولته طالبا متفوقا فقد كان من الطلاب الأوائل بالمرحلة الابتدائية، ولكنه رسب في السنة الأولى له بالمدرسة الثانوية، ولم يكن ذلك تقصيرا منه فى الدراسة، إنما كان نابعا من تمرده على أبيه الذي أراد منه أن يحذو حذوه ويصبح موظفا بهيئة الجمارك فى الوقت الذى كان هتلر فيه يطمح أن يكون رساما، وعلى الرغم من وفاة الوالد ألويس فى يناير 1903م إلا أن مستوى هتلر التعليمى لم يتحسن، ولم يستطع الحصول على الشهادة الثانوية بعد أن ترك الدراسة نهائيا.