اعتاد المصريون حسم قضاياهم الفقهية من خلال اجتهادات المشايخ للحصول على الرخص الدينية فى صورة فتاوى "شاذة", وفى الآونة الأخيرة انتشرت فتاوى الشيوخ على شاشات "التليفزيون" وصفحات الجرائد، واتسم بعضها بالغرابة، فيما أثار البعض الآخر زوبعة من الجدل بين العلماء والفقهاء, خاصة أن بعض العلماء قاموا بما يمكن تسميته ب"تفصيل" فتاوى على مقاس السلاطين, والتى كان آخرها فتوى الشيخ مصطفى راشد، الذى طالب بالحج لسيناء بدلاً من الكعبة. مصطفى راشد يطالب بالحج فى سيناء بدلاً من مكة طالب مصطفى راشد، المعروف بفتاواه المثيرة للجدل، بوقف الحج والعمرة لمدة عام، واستبدال سيناءبمكةالمكرمة، فى الحج إلى جبل الطور، الذى زعم أنه أقدس مكان على وجه الأرض، وأنه يمكن بذلك توفير مائة مليار جنيه سنويا، هى تكلفة الحج والعمرة فى مصر، من أجل إنقاذ الفقراء. وناشد راشد، الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأن يوقف الحج والعمرة هذا العام, زاعمًا بأن هذا فى مصلحة الشعب والأمة، فى ظل الظروف الصعبة، مضيفا أن ".. الحاكم من حقه أن يقوم بوقف فرض أو سنة لمصلحة الأمة، لمدة محددة". وتابع أن “فرض الزكاة مقدم على فرض الحج فى أركان الإسلام، وهذا أمر شرعي، فالعمرة سُنَّة”، وفق قوله. وفجّر راشد، مفاجأة كبرى، بالقول: سيتم تنظيم أول رحلة حج إلى الوادى المقدس طوى بطور سيناء، اقتداء بالأنبياء، ويمكن أن يحج إليه المصريون، لأن لدينا أقدس مكان على وجه الأرض". وفى محاولة لإثبات صحة رأيه، تساءل: “لماذا حج جميع الأنبياء إلى هذا المكان قبل أن يحج النبى محمد (ص) إلى مكة، ولماذا ذُكر جبل الطور 12 مرة فى القرآن؟ ولماذا تجلَّى الله وتكلم فى هذا المكان، دون غيره؟ ولماذا تسلم موسى الألواح فى هذا المكان تحديدا؟”، مشددا على أنه “يجب أن نعلم قدسية وقيمة هذا المكان "الطور" . وادعى راشد أن فتواه “سليمة جدا”، وأنه لا يقل فى علمه عن شيخ الأزهر، ومفتى مصر، وطالبهما بأن يستمعا إلى القرآن، مؤكدا أنه مسؤول عن هذه الفتوى. "سعد الدين الهلالي": الراقصة "شهيدة" لأنها خرجت تطلب الرزق من أكثر الفتاوى التى هزت المجتمع المصرى، ما قاله سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، بشأن اعتبار الراقصة شهيدة واعتبار الخمر أو البيرة حلالاً ما لم تسكر، وهو قلب للمفاهيم والموازين الدينية. وقال صاحب الفتوى، فى لقاء له مع الشيخ خالد الجندى على قناة "أزهري": "الشهيد هو كل من مات من دينك وهو على وجه الحق"، وشبه الراقصة بمن يقتل وهو خارج للكرة أو للسياحة. وأضاف: "لو قتلت وهى فى طريقها إلى الحصول على المأكل فهى شهيدة لأنها خرجت تطلب الرزق". كما شبّه الهلالى الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الداخلية السابق محمد إبراهيم بالرسولين اللذين بعثهما الله لحماية الدين ومصر، وقال: "ما كان لأحد من المصريين أن يتخيل أن هؤلاء من رسل الله عز وجل، وما يعلم جنود ربك إلا هو، خرج السيسى ومحمد إبراهيم، لتحقيق قول الله وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله"، واستدرك الهلالى موقفه لاحقًا ليوضح أن ما كان يقصده هو التشبيه فى المواقف وليس فى العصمة من الخطأ. الشيخ "ميزو" يفتى بتدريس الرقص الشرقى طالب الشيخ محمد عبدالله نصر، الشهير ب"ميزو" بإدخال فن الرقص الشرقى، وأفتى بتدريس الرقص الشرعي. وجاء نص الفتوى فى ظهور إعلامى له: "من يحرم الرقص الشرقى عليه أن يأتى بدليل للتحريم، فالرقص أفضل من الطالبات اللواتى يرتدين خيما سوداء، ويقطعن الطرقات ويدمرن منشآت الأزهر، وأنا عندما كنت صغيرا والله كنت أشاهد رقص نعيمة عاكف ولم تثر شهواتى". وواصل "ميزو" فتواه المثيرة للجدل، بقوله: "نكاح الرجل غير المتزوج بامرأة غير متزوجة لا يعد زنا، بل هو أحد أنواع البغاء، فالزنا أن يقوم رجل مرتبط بزوجته، أو زوجة مرتبطة بزوجها، بممارسة الفاحشة"، على حد قوله. ونشر "ميزو" - عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" - ما أسماه بيانًا مهمًّا - أعلن خلاله أنه "المهدى المنتظر". وجاء نص ما نشره الشيخ ميزو عبر صفحته: "بيان هام.. أعلن أننى أنا الإمام المهدى المنتظر (محمد بن عبد الله)، الذى جاءت به النبوءات، وجئت لأملأ الأرض عدلا، وأدعو السنة والشيعة وشعوب الأرض قاطبة لمبايعتى"، ولاقت هذه التصريحات سخرية واسعة على "السوشيال ميديا". كما أثارت تصريحات "ميزو" جدلاً واسعًا عندما وصف صحيح البخارى ب"بالمسخرة"- على حد زعمه- مشيرا إلى أن بعض الروايات فى التراث الإسلامى وهيمنة التيار الوهابى، هما منبع التطرف والإرهاب، على حسب تعبيره. ولم تتوقف تصريحات "ميزو" المثيرة عند هذا الحد، لكنه أنكر فى وقت سابق وجود "عذاب القبر"، الأمر الذى أثار استياء الكثيرين، حيث قال إن عذاب القبر ليس من ثوابت الدين الإسلامى، وأن النقاب حرام شرعا". الشيخ خالد الجندى: "الطلاق الشفوى لا يقع" "الطلاق الشفوى لا يقع".. فتوى أخرى أطلقها الداعية الإسلامى خالد الجندى تقضى بعدم وقوع الطلاق إلا بالإشهاد الموثق أمام مأذون. ورفض العديد أقواله بدعوى عدم اختصاص الجندى ولضرورة عرض المسألة على المجامع الفقهية واللجان المتخصصة، لأن الطلاق من الأمور العامة. وبرر الجندى دعوته بأن "الطلاق الشفوى قضية تمس كل أسرة وكل فتاة والمرأة ظلمت كثيراً بسبب ذلك الأمر وتم التقليل من مكانتها". واصل الجندي، إثارة الرأى العام عبر تصريحاته المثيرة للجدل، بعد حديثه عن "زبيبة الصلاة" رغم الهجوم الشديد الذى تعرض له بعد فتوى الخمر. وقال "الجندي"، فى برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "dmc": زبيبة الصلاة ليست لها علاقة بقوة إيمان المسلم، لكنها مرض فطري، ومشكلة جلدية، ناتجة عن دورات المياه، وانعدام النظافة داخل المسجد". وتابع: "لا يوجد شخص بالجاليات الإسلامية بأوروبا والغرب من المواظبين على أداء الصلاة والملتزمين دينيًا بجبهته زبيبة الصلاة"، مرجعًا ذلك لزيادة الاهتمام بالنظافة داخل حرم المساجد هناك، وفصل دورات المياه عن المساجد. وقال الجندي، إن الخمر ليس نجسا، موضحًا: "بعض الصحابة كانوا يشربون الخمر قبل الصلاة حتى نزلت آيات التحريم"، معقبًا: "الخمر ليست نجسة، وده مش رأيى ده رأى أبو حنيفة، واللى يقول إن أبو حنيفة مقالش كده، ياريت يروح يقرأ". وذكر "الجندي" أن الإمام أبا حنيفة رأى أن أى شيء مسكر فهو حرام، سواء من الخمر أو غيرها، والسكر يتحقق بزوال العقل تمامًا. ولفت "الجندي"، فى لقاء سابق له على فضائية "dmc"، إلى أن السُكْر هو المقياس فى التحريم عند الأحناف؛ فالخمر مثلًا لو شُربت ولم تُسْكِر فلا تكون حرامًا، منوها بأن الشراب إذا أسْكَرَ شخصًا صار حرامًا عليه، وإذا لم يُسكر آخر فلا حرمة فيه عليه، مشيرًا إلى أن الخمر هو ما كان من العنب والنخل وما أسكر من أى شيء آخر. "مبروك عطية": "السجاير مش حرام" وأفتى مبروك عطية، أستاذ ورئيس قسم اللغويات فى كلية الدراسات الإسلامية والعربية فى جامعة الأزهر، بجواز العمل فى شركات تصنيع السجائر. وكان نص الفتوى: "محدش يقدر يقول عن السجائر إنها حرام، ممكن نقول وحشة لكن منقدرش نقول حرام". وتابع: "الشخص الوحيد الذى حرم السجائر هو مفتى الديار الأسبق نصر فريد واصل"، وتساءل: "هى حرام زى ما قال مفتى الديار، ليه لم تمنع المتاجرة فيها؟!". الشيخ جمال البنا: يجوز تدخين سيجارتين فى نهار رمضان الشيخ جمال البنا، المفكر الإسلامى, فقد أصدر العديد من الفتاوى المتحررة, ومن أشهرها أنه أباح التقبيل بين الجنسين فى حال عدم المقدرة على الزواج. وخرج فى إحدى المقابلات التليفزيونية وقال: "الأهل بيصعبوا الأمور على الشباب فى الزواج لذلك من الممكن أن يقبل الجنسان بعضهما البعض حتى يتم الزواج بينهما"، وأثارت هذه الفتوى غضب الشارع المصري، وعلماء الأزهر الذين أكدوا أن هذه الفتوى تحرض على انتشار الفاحشة. وكان للبنا فتوى أخرى قالها فى تصريح إعلامى له على أحد المواقع الإخبارية العربية، وهى إجازة تدخين سيجارتين فى نهار رمضان فى أثناء الصيام. وقال البنا: "قيام الصائم بالتدخين فى نهار رمضان لا يفطره، فلا يكلف الله إنسانا ما لا طاقة له به، وإذا كان هناك نوع من العنت والحرج فى أن يدخن وهو صائم، فنقول لا عنت فى الدين ولا حرج"، وأضاف: "بقدر ما نؤمن بحرية رأينا بقدر ما نعطى الآخرين أيضا حرية الرأي". ياسر برهامي: لا يمكن للزوج أن يقتل زوجته إذا رآها عارية ومعها رجل آخر نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي، كانت له مجموعة من الفتاوى المثيرة للجدل منها الفتوى الخاصة بالزنا، حيث أفتى "برهامي" على موقع صوت السلف، التابع للدعوة السلفية، وقال: "لا يمكن للزوج أن يقتل زوجته إذا رآها عارية ومعها رجل آخر غيره، ولكن لا بد أن يكشف عليها وعليه حتى يتأكد من أمر وقوع الزنا". أسامة القوصي: إباحة رؤية جسم المرأة وهى تستحم لطالب الزواج وصادق النية ومن أغرب الفتاوى التى أثارت ردود فعل غاضبة، فتوى الداعية أسامة القوصى التى أجازت للرجل رؤية المرأة التى يرغب فى الزواج منها وهى تستحم. وكان "القوصي" قال فى نص فتواه: "لو أنت فعلًا صادق وعايز تتزوج هذه البنت، وعرفت تستخبى وتشوف حاجة هى مش ممكن توريهالك، لا حرج، إنما الأعمال بالنيات، وأحد الصحابة فعل ذلك، فاستنكر عليه البعض، وقالوا له أتفعل هذا وأنت صاحب رسول الله؟ فقال نعم قال رسول الله إن استطاع أن ينظر لما يدعوه لنكاحها فليفعل". الشيخ خالد عمران: ذبح الأضاحى فى الشارع حرام من ضمن الفتاوى المثيرة للجدل، فتوى صدرت من الدكتور خالد عمران، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الذى اعتبر أن ذبح الأضاحى فى الشارع حرام شرعاً. وأوضح فى فتواه، أنه لا يجوز ذبح الأضاحى فى الشارع، قائلاً: "إنه أذى للمواطنين وحرام شرعاً"، مشيراً إلى أن ذبح الأضاحى فى الشوارع قد يؤدى لظهور بعض الأمراض. أسامة عسكر: الأغانى نوع من الدعارة "الأغانى نوع من الدعارة ومن يسمعها لأهله ديوث"، فتوى غريبة أثارت جدلاً وغضباً قالها الشيخ أسامة عسكر الداعية الإسلامى، حيث قال إن "الأغانى والمعازف حرام شرعاً والأئمة الأربعة نهوا عنها"، مطالباً كل المقبلين على الزواج بألا يبدأوا حياتهم بالمعاصى عن طريق تشغيل الأغانى فى الأفراح. وأضاف أن "المعازف وضعت بين المحرمات من الزنا والخمر، وهى أمور لا جدال فيها وإثم كبير، خاصة أن الأغانى اليوم أصبحت تدعو إلى الفسق والفجور." هشام إسلام: قتل المتظاهرين "حلال" "المظاهرات جهاد فى سبيل الله".. هكذا قال الشيخ هشام إسلام، فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، مضيفًا أن المظاهرات تمثل جهادًا فى سبيل الله وأفتى بأنه من الجائز قتل المتظاهرين من باب الجهاد فى سبيل الله..