ماذا يريد "رئيس البرلمان" من الصحافة القومية؟!

بعد هجوم علي عبد العال على "الأهرام"..

هل تحاول السلطة التشريعية ممثلة في «مجلس النواب»، إسكات المعارضين في الصحف؟! ربما الإجابة نعم! بعد ما حدث من رئيس مجلس النواب علي عبد العال، في الجلسة العامة بمجلس الشعب، والذي هاجم فيها مؤسسة "الأهرام" القومية، برئاسة مجلس إدارتها، بعد الهجوم الذي شنته الأهرام علي مجلس النواب وسياساته في التعامل مع الأزمات خلال الفترة الأخيرة.
وقال "عبد العال"، نصًا في الجلسة: "الإعلام بيهاجم، وأحد النواب أتكلم هنا فى الجلسة، وطلعت علينا صحيفة إحنا اللي بنصرف عليها وهى الأهرام وندفعلها من أموال الدولة ولا تحقق عائدًا رغم ما لديها من شركات ومطابع ولكنها للأسف ابتليت بإدارة لا تدير طبقا للمعايير الاقتصادية وشوهت الحقيقة".
وبعد ذلك الهجوم اللاذع على مؤسسة الأهرام، التي تعتبر من ضمن المؤسسات الصحفية القومية، التابعة للدولة، يبقي السؤال هل يكون المطلوب من الصحف هو مجاملة السلطة التشريعية والنظام، لمجرد أن تمويل تلك الصحف من الدولة؟!
فيجيب عن ذلك التساؤل عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، الذي أكد أن دور الصحافة القومية أو الخاصة يأتي في المقام الأول لتنوير المجتمع، وتوجيه الأنظار نحو السلبيات ليتم التعامل معها بشكل قوي من مؤسسات الدولة سواء التشريعية أو التنفيذية".
وأضاف "هاشم"، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، ردًا على حديث علي عبد العال رئيس مجلس النواب، أنه ليس من الغريب أن يصدر من هذا الشخص مثل ذلك الهجوم، لأنه يعمل علي قيادة المؤسسة التشريعية الموكل لها حرية الرأي والتعبير والشفافية بطريقة الحجر والردع وإسكات المعارضة.
وتابع نائب رئيس الأهرام الإستراتيجي: أنه ليس من الطبيعي أن يتم مجاملة السلطة علي حساب والرقابة والنقد الذي يعد دورًا رئيسًا للمؤسسات الصحفية بكافة أنواعها، بسبب أنها تتلاقي تمويلًا من الدولة، لما تعانيه من أزمات في التمويل أدت إلي إعانتها بخزينة الدولة للبقاء.
وأشار هشام ربيع، إلي أن رئيس مجلس النواب يحاول أن يكون للصحافة دور منافق علي حد قوله، لتكون في مأزق اللاموضوعية وغير الحيادية، لتملق السلطة.
وأوضح أن العلاقة الطبيعية بين السلطة التشريعية والصحافة، يجب أن تكون قائمة علي الحياد، وعدم التدليس، وتقويم أداء العمل وتقييمه، وأن تكون الصحافة بمثابة عين القارئ والشعب، لتكون الصحيفة وسيلة بين الشعب ومجلس النواب لتوصيل الرسائل منها وإليها بهدف تنويري.
وفي سياق متصل قال مختار الغباشي، الخبير السياسي بمركز الأهرام السياسي والإستراتيجي، أن هجوم علي عبد العال، رئيس مجلس النواب علي صحيفة الأهرام، يعتبر جدلًا دائرًا بين جهتين مواليين للحكومة، قائلًا "ما تم بين البرلمان والأهرام عتاب الأحبة بين أهم قطبين من أقطاب الحكومة.
وأكد "الغباشي"، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن البرلمان يريد أن تكون الصحف القومية تابعة وموالية لهم وللحكومة، فمن العيب أن تكون الدولة هي الجهة الداعمة لتلك الصحف وتصدر تصريحات وأخبارًا ضد سياسة البرلمان لابد أن يكون تناغم بينهم لا يمكن تخطي المحظور مع الحكومة.
ليعلق أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، علي حديث عبد العال ليقول «ليس أمامي سوى الرد وبشكل رسمي، فما عاد في قوس الصبر منزع، لا أنزلق عادة إلى الرد على مهاترات الصغار».
وأضاف "النجار"، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، عندما يتعلق الأمر بمسئول لا يطيق أن تقوم الصحافة بدورها الرقابي والنقدي والكاشف للحقائق وهو جوهر دورها، وعندما يتعلق الأمر أيضًا بمسئول لا يزن الكلمات قبل إطلاقها بغير علم بشأن مؤسسة عظيمة لم يحلم البعض أن يدخلها أو حتى يسير أمامها فليس أمامي سوى الرد وبشكل رسمي فما عاد في قوس الصبر منزع، للصبر حدود وقد تم تجاوزها بالفعل.