ذكرت صحيفة " كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن وقف مصر تصديرالغاز لإسرائيل كان شيئا متوقع الحدوث منذ فترة طويلة ، لاسيما عقب الإطاحة بنظام الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك. واستبعدت الصحيفة - فى تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم الثلاثاء - أن يكون للحكومة المصرية أو المجلس العسكرى أى دور فى وقف عمليات تصدير الغاز لإسرائيل التى تقوم بها شركة (شرق المتوسط للغاز). وعددت الصحيفة بعضا من الأخطاء التى وقع بها العديد من المسئولين لاسيما الإسرائيليين فى معرض تعليقاتهم على قضية وقف مصر تصدير الغاز لإسرائيل ، حيث لفتت إلى أن شاؤول موفاز عضو الكنيست الإسرائيلى ورئيس حزب كاديما المعارض وصف القرار المصرى بأنه "انتهاك واضح" لمعاهدة السلام ، لكن الصحيفة أثبتت خطأ موفاز بإشارتها إلى أن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل (اتفاقية كامب ديفيد) لم تنص على اتفاق واضح بتصدير الغاز لإسرائيل بل طالبت فقط ب"تطبيع العلاقات الإقتصادية بين البلدين " . وأضافت الصحيفة الأمريكية أن صحيفة هاآرتس الإسرائيلية علقت على قرار مصر بوقف تصدير الغاز بالقول " ربما يشكل هذا الأمر انتحارا اقتصاديا " ، وفى الوقت ذاته اعتقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الأمر بعيد عن المسائل السياسة ، قائلا " هذا خلاف فعلى بين شركة الغاز الإسرائيلية وشركة الغاز المصرية". غير أن الصحيفة أثبتت خطأ رئيس الوزراء الإسرائيلى معللة ذلك بالقول إن الفوضى السياسية التى سادت عقب الإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك تطلبت اتخاذ هذه الخطوة التى كانت تلقى دعما منذ أمد بعيد من جانب جميع الجهات السياسية والشعبية فى مصر ، حيث يعتبر المصريون تصدير الغاز لإسرائيل كسرقة للمصادر الطبيعية لصالح الدولة اليهودية ، فضلا عن مهاجمة السياسيين المصريين لهذه الاتفاقية خلال حملاتهم الانتخابية. وقالت صحيفة " كريستيان ساينس مونيتور"الأمريكية إنه فى حين يصر مسئولون مصريون على غرار رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على أن هذه المسألة ببساطة شأن تجارى ، إلا أنها لا تعكس الواقع ، حيث أن الصبغة السياسية تطغى على جميع التعاملات بين البلدين وعلى هذا الإتفاق بالذات . ولفتت الصحيفة إلى ضلوع مقربين من نظام الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك فى اتفاق بيع الغاز لاسرائيل ، موضحة أن دخول إسرائيل فى هذا الإتفاق جعلها دائما هدفا للتمحيص والتدقيق من جانب المسئولين ، فضلا عن تعرض خط توصيل الغاز لإسرائيل لهجمات من جانب المحليين الغاضبين فى شبه جزيرة سيناء عشر مرات على أقل تقدير منذ سقوط نظام مبارك . ونوهت الصحيفة إلى أن المخططين السياسيين لاتفاق الغاز الذى ظلت الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل تدفعان لمد خط أنابيبه عبر شبه جزيرة سيناء فى بدايات التسعينات اعتقدوا أنه سيقرب مصر أكثر من إسرائيل ، إلا أن السلام البارد الذى تم صياغته فى معاهدة كامب ديفيد لم يتغير مطلقا ، حيث تم تحقيق بعض الأعمال التجارية . وأكدت الصحيفة أن احتمال نشوب حرب أخرى بين مصر وإسرائيل غير وارد لأن اتفاقية الغاز هى مسئولية سياسية فى مصر المتغيرة التى أصبح بها الرأى العام أكثر قوة عن سابقه فى ظل حكم رئيس مصر الأسبق محمد أنور السادات والرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك.