قال الخبير الزراعى الدكتور عبد المنعم مرزوق، أستاذ المحاصيل بكلية الزراعة إن مصر التي تعد أكبر مستورد للقمح في العالم يمكنها تحقيق الاكتفاء الذاتى من هذا المحصول الإستراتيجي فى أربعة أعوام فقط وذلك إذا وضعت آلية للتنفيذ. وأضاف ل"المصريون" أنه عندما تم تمويل مشروع تطوير القمح عام2005 ب12مليون جنيه ترتب عليه ارتفاع معدلات الإنتاج لهذا العام من القمح بما يعادل مليونى طن، لأن الإنفاق جاء بطريقة مباشرة على التربة والتسوية بالليزر. وأشار إلى أنه إذا قامت الدولة بدعم القمح فسوف تشجع الفلاحين على زراعته، وبذلك تكون أول خطوة فى طريق الاكتفاء الذاتى بتوفير ميكنة زراعية وتقاوٍ كما يدعم الرغيف. واعتبر أن "أهم أسباب تراجع الإنتاج المحلى للقمح هو غياب الاستراتيجية الخاصة بزراعة القمح، وهو غياب يجعلنا نقلق على مستقبل الأمن الغذائى المصرى، والدليل فى ذلك يتمثل فى زراعة البرسيم فى بر مصر، حيث كانت الحكومة تشجع زراعته بشكل مثير للدهشة، وذلك على حساب القمح، ففى مصر تحتاج المساحات المزروعة من البرسيم إلى عشر ريات مياه بما يعادل 4 آلاف متر مكعب مياه للفدان، فى حين أن المساحات المزروعة من القمح فى مصر تحتاج من 3 إلى 3.2 ألف متر مكعب مياه للفدان. وأشار إلى أن إمكانية زراعة الصحراء الغربية سهلة بالرى التكميلى بالاعتماد على مياه الأمطار، حيث تصل نسبة مياه الأمطار مابين 100 إلى 150 ميللى، وهى تكفى لاستصلاح وزراعة مليون فدان قمح، فضلاً عن التوسع فى زراعة الذرة وخلطها بالقمح مرة أخرى مثل التجربة الناجحة فى التسعينيات، وقد كلفت الدولة 50 مليون جنيه لتطوير المطاحن ثم توقفت. ولفت إلى أهمية التعاون مع السودان "سلة غذاء الوطن العربى"، مذكرًا بأن هناك دول أوروبية وعربية وآسيوية، بدأت تنتبه إلى الميزة النسبية والمصادر الطبيعية الموجودة فى السودان وفى ظل وفرة الأراضى الخصبة والمياه، بحيث بدأت عجلة الاستثمار تدور هناك فى مجال زراعة الحبوب والإنتاج الحيوانى.