"البنت أحن على أبوها" جملة شهيرة، ترددت على ألسنة الناس.. نشاهدها في حالات ومواقف كثيرة.. ولكن هذه المرة كانت من نصيب الطفلة "جني"، التي لم تتعدَ ال6 سنوات من عمرها، مقيمة في مدخل قرية نفيشة بمحافظة الإسماعيلية، بأحد المنازل المجاورة لورشة "كاوتش" على الطريق. "جنى" أبهرت زبائن الطريق، بالعمل في ورشة الكاوتش الخاصة بوالدها، المصاب في قدميه، نتيجة حادثة، جعلته يسير على عكاز، ولكن مع تكلفة العلاج الغالية، لم يستطع استكماله، وضاق به الحال ليجد نفسه محاطًا بالفقر، مجبرًا على العمل، لا يستطيع الإنفاق على 4 أطفال، ثلاثة معه، والرابعة أخذتها الأم وتركته، لضيق حاله. خرجت "جنى" الطفلة الكبرى على ثلاث بنات وولد، والملتحقة بالصف الأول الابتدائي، بإحدى المعاهد الأزهرية، لمساعدة والدها، بورشة الكاوتش، والملحقة ببيت جدها البسيط، تحمل له عكازه وتساعده أثناء عمله، وتقوم أحيانًا بالعمل مكانه، لتبهر كل زبائن الورشة عند رؤيتها، وتجعلهم يذهبون إليها خصيصًا بعد ذلك، لما يلاقونه من إصرار الطفل على كسب لقمة العيش. "المصريون" التقت "جنى" التي تسرع لحمل ميزان الهواء، وشد خرطوم النفخ الضخم، ومساعدة والدها، وحمل عكازه أو تقوم بالشغل بنفسها. وعند سؤال الطفلة، عن سبب قيامها بتلك بالعمل، تجد الإجابة السريعة فى نظرة حسرة تجعلك تبكى أمامها: "عشان أساعد أبويا ونجيب أكل". وأضافت "نفسي أكون دكتورة علشان أبويا يخف وأجبله الدواء". "جنى" تكفل أسرتها وأخواتها بعد عودتها من يومها الدراسي، محرومة من طفولتها ولهوها كباقي الأطفال، لكي تساعد والدها من أجل لقمة العيش التى أصبحت صعبة فى تلك الحياة.