وجه تنظيم داعش الارهابى عدة رسائل كثيرة ،اراد توصيلها من خلال بث فيديو منفذ تفجير الكنيسة المصرية،وهو الحادث الذي راح ضحيته 28 قتيلاً وعشرات المصابين. الفيديو الذي حمل عنوان "وقاتلوا المشركين كافة" وردت فيه مشاهد مجتزأة ونصوص مبتورة من سياقها تصور العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، على أنها علاقة صراع وصدام، متوعداً المسيحيين بالقتل وسفك الدماء/حسب "العربية". وهو ما تراه دار الإفتاء المصرية مجرد محاولة لإعادة هيبة التنظيم واستعادة قوته بعد الضربات المتلاحقة له من جانب الجيش المصري في سيناء والقوات العراقية في الموصل وقوات التحالف في سوريا والجيش الليبي في ليبيا . وأن الملمح الأبرز في الفيديو هو التخلي عن مسمى ولاية_ سيناء والذي دأب التنظيم على استخدامه في إصدارته الخاصة بمصر، واستخدام مسمى "الدولة الإسلامية - مصر" مما يوحي بأن عمليات التنظيم قد تخطت سيناء بحدودها الجغرافية لتشمل كافة مساحات الوطن ومدنه المختلفة، خاصة بعد عملية الكنيسة في قلب العاصمة، والتي مثلت تحولا كبيرا في مسارات العمل الإرهابي لداعش في مصر. الدلالة الأخرى البارزة في سياق تحليل فيديو داعش كما تراها دار الإفتاء هو تركيز التنظيم وتكثيف أعماله الإعلامية والدعائية في مصر؛ ومحاولة إيصال رسالة للجمهور مفادها أن تقدما ما يحدث على الأراضي المصرية، وأن التنظيم تخطى حدود #سيناء ووصل إلى قلب العاصمة وأضحت خريطة مصر بأكملها مجالًا لعملياته، وهو ما يشكل دفعة معنوية وتحفيزا كبيرا لعناصره في ظل تراجعه الكبير في سوريا والعراق وليبيا. وذكرت أن الفيديو يعمل على توظيف التصريحات المجتزأة والمقتطعة من سياقها للتدليل على عداء المسيحيين للمسلمين وسخريتهم من مقدسات المسلمين وشعائرهم الدينية، وفي المقابل يقوم بالزج ببعض الآيات والأحاديث النبوية الخاصة بسياقات معينة والمرتبطة بأحداث بعينها ليفسرها باعتبارها تحث على قتل غير المسلمين والتنكيل بهم واعتبارهم بمثابة الأعداء الواجب محاربتهم. ليصل في نهاية الأمر إلى إثارة الخوف لدى كل طرف من الآخر ودفع كل معسكر إلى اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لحماية معسكره من المعسكر الآخر. وقالت إن هدف التنظيم هو الوقيعة الكاملة بين طرفي الوطن في مصر، ليسهل بذلك دخوله إلى مصر وإيجاد مواقع سيطرة له في الداخل على غرار ما حدث في سوريا والعراق. قال ماهر فرغلي الباحث في تاريخ الحركات الإسلامية، أن هدف التنظيم من بث الفيديو في هذا التوقيت هو تخفيف الضغط على عناصره بسيناء خاصة بعد وصول المواجهة بينه وبين قوات الجيش لمرحلة شديدة الخطورة بالنسبة للتنظيم وفقا ل"العربية.نت". وأضاف ان الجيش دك حصوناً مواقع التنظيم وأكثرها تأمينا وتحصينا، وكذلك أماكن اختباء أفراده بجبل الحلال ومزارع الزيتون، وهي مواجهات تعني قرب انتهاء المواجهة تماما وتطهير كافة ربوع سيناء من عناصر التنظيم، لذا جاء الفيديو ليوحي بأن التنظيم متواجد، وأنه وصل لقلب القاهرة ويدفع بحالة من الترقب والخوف والفزع لدى المسيحيين، وكلها تهدف للضغط على النظام والإيحاء للخارج بضعف قدرته على مواجهة التنظيم عسكريا. الرسالة الأخرى التي يريد التنظيم توصيلها من خلال الفيديو - كما يقول فرغلي - هو أن أقباط_مصر في خطر وأن التنظيم يستهدفهم، مما يعني أن وضع الأقباط في مصر غير آمن فيفقدوا الثقة بالنظام ويحاولون الاستقواء بالخارج لحمايتهم، وكل هذه عناصر ضغط؛ وأوراق مكشوفة يلعب بها التنظيم في محاولة للبقاء؛ خاصة بعد انكماش قوته وفقده السيطرة على مناطق عديدة له بسوريا والعراق وليبيا.