خلال فترة قصيرة انتشر "موقع الصراحة" على موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر"، الأمر الذي أثار عدة مخاوف أمنية واجتماعية نتيجة لتساؤلات عن مدى خطورته على الأمن القومي، وخصوصًا المجتمع المصري، وهو ما أكده بعض الخبراء في الشأنين الأمني والاجتماعي، بأن "الصراحة" أسوأ برنامج على مواقع التواصل الاجتماعي. والهدف من موقع "الصراحة"، كما كتب على الحساب الرسمي ل"صراحة" على موقع التغريدات القصيرة "تويتر"، هو: "موقع يساعدك في التعرف على عيوبك ومزاياك عن طريق الحصول على نقد من موظفيك وأصدقائك بسرية تامة دون معرفة المرسل، وبهذا يكون له كامل الحرية في التعبير عن رأيه فيك". تأسيس الموقع أسس الموقع في نوفمبر 2016، من قبل السعودي "زين العابدين" خريج جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وبالرغم من أن تأسيس الموقع مر عليه أكثر من 3 أشهر إلا أنه نجح في لفت الانتباه في فترة قصيرة بداية من 2017. 2.5 مليون مصري بالموقع وفي تصريحات صحفية، قال «زين العابدين» مؤسس الموقع، إن عدد الذين استخدموا الموقع تجاوز عددهم 92 مليونًا، منهم 2.5 مليون في مصر وحدها. خبير نفسي: البطالة وراء انتشر موقع الصراحة قال الدكتور أحمد ثابت، الخبير النفسي، إن موقع الصراحة يعتبر من أسوأ العيوب المنتشرة خلال الفترة الأخيرة على موقع التواصل الاجتماعي، بسبب اقتحام الخصوصيات دون إذن، لاعتقاد البعض بأنهم يخبرون الآخرين بالحقيقة، لكنها في الحقيقة إزعاج ورسائل سلبية مبنية على عوامل نفسية. وأضاف ثابت ل"المصريون"، أن زيادة الإقبال على موقع صراحة والتي وصلت إلى 2.5مليون مصري- بحسب مسئول الموقع "زين العابدين"- نتيجة للفراغ الموجود بالمجتمع المصري، والبطالة المنتشرة التي يعاني منها المصريون خلال الفترة الأخيرة. وأوضح الخبير النفسي، أن هناك حربًا إلكترونية يتم توجيهها لتفكيك مصر، مستغلين الشباب الذي يعاني مما يحدث، مطالبًا الدولة بتوعية المواطنين من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وتحذيرهم من التطبيقات والمواقع التي تؤدي إلى تدميرهم. خبير علم اجتماع: يدمر الأسرة المصرية ومن جانبه، قال الدكتور حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع و الإنثروبولوجيا بجامعة عين شمس، إن الموقع يدمر المجتمع المصري، بسبب تلقي الأشخاص رسائل من شخص مجهول، مما يثير الشك بالمحيطين والمقربين من الشخص المستقبل لتلك الرسائل، وأدى هذا إلى تدمير بعض الأسر خلال الآونة الأخيرة، موضحا أن العلاقات الاجتماعية السوية تكون مباشرة، بدون مانع أو حائل. وأوضح الخولي ل"المصريون"، أن تلك المواقع قد يتم استخدامها في التعبير عن الانحرافات والرغبات المكبوتة، كأن يستخدم في التعبير عن رغبة جنسية، بشكل يؤدي لانتشارها وتأثيرها بالسلب على المستخدمين، خاصة في حال كن فتيات، مطالبًا الدولة بإغلاق الموقع فورًا، بسبب تدميره للأسرة المصرية. وأكد الخبير علم الاجتماع: أن أسباب انتشار الموقع داخل المجتمع، هو أن الممنوع مرغوب، حيث يكون العقل مهتمًا بالأشياء الممنوعة عنه، مؤكدًا أن البعض يعتقد أن الموقع يعطيهم الحق فى اقتحام خصوصيات الأشخاص. خبير أمني: لجنة مختصة للتصدي لهذا الموقع وقال العميد محمود قطري، الخبير الأمني، إن الموقع يمثل خطورة على الأمن القومي ويمكن استخدامه كأداة تجسس على خصوصيات الأشخاص، لافتًا إلى أن هناك لجنة مختصة للتصدي لتلك المواقع. وأضاف القطري ل"المصريون"، أن الخطر الحقيقي يكمن في الأشخاص التي تستخدم هذا التطبيق بصورة سيئة، مما يؤدي إلى تدمير العلاقات داخل المجتمع بسبب إثارة الشك في المحيطين، وقد يصاب البعض بالصدمات النفسية نتيجة ردود الأفعال والتعليقات على الموقع.