تعنت روسي بشأن إجراءات الأمن والسلامة في المطارات المصرية، قد يؤجل لحين إشعار آخر عودة السياحة إلى مسارها الطبيعي مرة أخرى، بعد حوادث الطائرات الأخيرة، وخاصة السياحة الروسية، التى تشكل نحو 60% من السياحة الوافدة إلى مصر. روسيا لا تزال غير راضية بالكامل عن الإجراءات الأمنية في المطارات بمصر، وفقا لما نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية عن رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو. ويعتقد خبراء مصريون أن أزمة تأمين المطارات لم تعد موجودة خاصة بعد تسيير الدول الأوربية وعلى رأسها ألمانيا لرحلاتها مرة أخرى إلى المطارات المصرية واعتراف روسيا نفسها بتحسن درجة التأمين الذي قد يفوق بعض الموجودة في المطارات الأوروبية، مما يجعل توقعات الخبراء أن القضية تحولت لمناورة سياسية تستخدمها روسيا لتحقيق مكاسب كبيرة في مصر. وأكدت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، أنها ستزور مصر مارس المقبل، لكن زيارتها ليس لها علاقة بالإجراءات الأمنية في المطارات، ويتزامن موعد الزيارة مع الموعد النهائي الذي حددته مصر للانتهاء من استكمال العقود الخاصة بمشروع الضبعة النووي مع شركة روس أتوم، والتي أشرنا إليها الأسبوع الجاري، ورجحت وكالة سبوتنيك في وقت سابق، عودة رحلات الطيران بين مصر وروسيا فبراير الجاري. وقال باسم حلقة، الخبير السياحي، إن ما تم اتخاذه من إجراءات في المطارات المصرية فاق الإجراءات الأمنية الدولية المتبعة في مطارات عالمية، وما تقوم به روسيا يعد أحد أنواع المماطلة السياسية للضغط على مصر من أجل مصالحها الشخصية في الحصول على مشروعات ينفذها الجانب الروسي في مصر وفق احتياجاته وخططه، منها محطة الضبعه النووية ومشروعات في محور قناة السويس، وبالتالي فإن ربط عودة السياحة الروسية بتحقيق هذه المصالح يندرج تحت مسمى القرار السياسي وليس السياحي وعلاقته بتأمين المطارات المصرية. وأضاف "حلقة" في تصريح خاص ل"المصريون"، أن مستوى التأمين في المطارات جعل دولة عظمى مثل ألمانيا تبدأ في تسيير رحلاتها إلى شرم الشيخ والغردقة بجانب الدول الإسكندنافية (هولندا _الدنمارك_السويد_فنلندا) التى رفعت الحظر عن السفر إلى مصر خاصة شرم الشيخ والغردقة، وأصبحت الرحلات القادمة من دول أوروبا مستمرة مما يؤكد قدرة مصر على تأمين الأجانب. وأشار إلى أن مصر بدأت في عدم التعويل على عودة السياحة المصرية، وبدأت وزارة السياحة في التركيز على دول أوروبا وشرق آسيا، وخلال الأيام القادمة بعد تفعيل قرارات المجلس الأعلى للسياحة، منها مشروع السماوات المفتوحة وتفعيل التأشيرة الإلكترونية خلال 3 أشهر وزيارة اللاعب العالمي ميسي، لتنشيط السياحة العلاجية، كل ذلك يصب في صالح عودة السياحة، بجانب وجود ضغوط من قبل شركات السياحة الروسية والمواطنين الروس للسفر إلى مصر، وقد يتحقق ذلك عبر مطارات أوروبية بعيدا عن المطارات الروسية الرسمية. من جانبه، أكد العميد محمود قطري، الخبير الأمني، أن المطارات المصرية مؤمّنة في الوقت الحالي أكبر من أي وقت مضى، وهناك العديد من الدلائل التى يستطيع الضباط كشفها عن أي شخص آخر، وتتعلق باتصالات تأكيدية عبر الاستعلام عن إنهاء بعض الإجراءات التى تتعلق بأحدهم في المطار ويفاجأ بصعوبتها، مما يجعل عملية وجود اختراق أمني من عدمه عبر الإجراءات المطبقة صعبة للغاية، وهذا ما ظهر من شكوى عضوة بالبرلمان المصري من عملية تفتيشها داخل المطار، بجانب تزمر الوفد الروسي من صعوبة إجراءات التفتيش، مما يؤكد سلامة وارتفاع مستوى الأمان في المطارات المصرية. وأوضح في تصريح خاص ل"المصريون"، أن السلطات الروسية قد أبدت فيما مضى سعادتها بالإجراءات الأمنية المطبقة حديثًا، خاصة أنها تفوق بعض الإجراءات المطبقة في مطارات غربية مثل فرنسا، وهو ما يؤكد أن روسيا تستخدم ملف عودة السياحة إلى مصر، كمناورة سياسية لتوسيع مستوى نفوذها في مصر والمنطقة العربية. وأكد أن الروس دأبوا منذ عصر الرئيس السادات على المماطلة مع مصر، وحدث ذلك في عملية الحصول على الأسلحة الروسية قبل عام 1974، مما جعل الرئيس السادات يذهب للمعسكر الأمريكي.