كثيرًا ما تحتاج الأمم والبلدان إلى عنصر الشباب من أجل بنائها، لكن فى بعض الأحيان يكون ذلك الشباب لا يلقى لهموم الأمة بالاً بل يجعلها تتيه بين الأمم ولا شك بأن الشباب هم أساس بناء كل نهضة وكل وطن راقىٍّ بأخلاقه، وهم أساس كل تقدم فبدون الشباب لم تقم الثورات ولم تحرر البلدان، لذلك رأينا النبى – صلى الله عليه وسلم – كان يهتم ببناء الشباب وتربيتهم التربية السليمة حتى أنهم كانوا يقودون الجيوش الإسلامية فى الحروب. أما فى زماننا هذا صار بعض الشباب يُنشأون على ( المخدرات ) وعلى ( نور ومهند ) وغير ذلك من المواد الإعلامية التى تذاع ليلاً ونهارًا فى القنوات التليفزيونية التى تعمل من أجل تدمير شباب الأمة ويأخذه بعيدًا عن القضايا الأساسية فصار همّ الشباب اليوم هو البحث عن صديقة لتضييع وقته معها، أو البحث عن أحدث الأغانى، لكنَّك إذا سألتهم عن سعد بن معاذ أو حارثة بن سراقة ما وجدتهم يعلمون شيئًا عن هؤلاء اللذين ضحّوا بالغالى والنّفيس من أجل عزة الإسلام، ولكن ما نحن فيه ليس بغريب على نظام ظّل طيلة وجوده يحارب أفكار الشباب ليدمّرهم كليًا وجزئيًا حتى أصبح كل همّ الشباب هو كرة القدم والأفلام وغيرها حتى أن والدى كان يحكى لى بأنه ذات يوم وجد شابين مختلفين فى نقاش حول مباراة كرة قدم بين الأهلى والزمالك وأراد أحدهما أن يستشهد به فقال له أبى أسألك سؤالاً واحدًا قبل أن أجيبك فحدّثه عن قضية المسجد الأقصى، ولكنه فوجئ برد غريب من ذلك الشاب عندما رد عليه قائلاً: ( هذه مشكلة بين فلسطين وإسرائيل لا دخل لنا بها) فهل هذا هو الشباب الذى استعان به صلاح الدين الأيوبى حينما أراد أن يحرر المسجد الأقصى، وهل هذا هو الشباب الذى نعوّل عليه فى حياتنا من أجل استرداد المسجد الأقصى مرة أخرى؟ أيها الشباب خذوا من شجاعة علىّ بن أبى طالب – رضى الله عنه – قدوة لكم فى حياتكم، وخذوا من قوة عمر بن الخطاب قدوة لكم، وخذوا من أبى بكر قدوة لكم من صدقه وأمانته، فالأمثلة كثيرة وعديدة، فلا تبحثوا شرقًا ولا غربًا عن مثال من الأمثلة لتأخذوا من شجاعته وبسالته قدوة ولكن انظروا إلى صحابة النبى – صلى الله عليه وسلم – تجدوا الكثير من الأمثلة فى الشجاعة والتضحية والبذل وإذا أردتم أمثلة فى العصر الحديث فها هو فضيلة الدكتور عمر عبد الرحمن صاحب البصيرة الإيمانية الذى وقف أمام الظلم والطغيان ليقول كلمة الحق ولم يخش السجن ولا التعذيب وفى النهاية أوجه رسالة إلى مشايخنا وعلمائنا الأفاضل: (أدركوا شباب الأمّة .... أدركوا شباب الأمّة).