ها قد أعلنت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية أسماء المستبعدين سياسيا وقضائيا ونهائيا من الترشح للرئاسة، وعلى رأسهم عمر سليمان, حازم أبو إسماعيل, خيرت الشاطر, وظهر من هذا الاستبعاد أنه استبعاد سياسى بامتياز وأن ممارسة اللعبة السياسية والتوازنات تتم بمنتهى الذكاء والإحكام, ولنتناول الأمر بالتحليل المنطقى فقد مثل ترشح عمر سليمان فى اللحظات الأخيرة, بعد فاصل من المناورات المخابراتية من تصريحات بعدم ترشحه، صدمة وهياجا وانزعاجا وإحساسا محبطا بتسلل وعودة نظام مبارك برءوسه وأركانه, فبدلا من محاكمته مع رئيسه ومكوثه فى السجن هو وأحمد شفيق ومحمود وجدى بتهم واضحة أقلها التستر على قتل المتظاهرين فى موقعة الجمل وتصدير الغاز لإسرائيل بخطاب شخصى منه, وبحكم المسئولية السياسية كرئيس للمخابرات, ووضعه فى هذه الجزئية كوضع حسن عبد الرحمن، مدير مباحث أمن الدولة السابق، فلماذا يحاكم هذا (عبد الرحمن) ويترك ذاك (سليمان) إلا لحماية المجلس العسكرى له هو وشفيق باعتبارهم ضباطًا سابقين, المهم أن استبعاده أحدث نوعًا من الارتياح, ويبقى على القوى السياسية والقانونية أن تحرك ضده كل قضايا الفساد والتعذيب والعمالة لإسرائيل حتى يأخذ مكانه الطبيعى، وهو السجن بجوار أقرانه, ويأتى السيد حازم أبو إسماعيل فى الدرجة الثانية من حيث إثارة اللغط حول ترشيحه, حيث تبنى من بداية حملته قضية تطبيق أحكام الشريعة, كما تبنى خطابا تصادميا مع المجلس العسكري, وهو الممسك بزمام الأمور، مما أثار مخاوفهم من طرحه, خاصة قضية محاسبتهم على إدارة الفترة الانتقالية, بما حدث فيها من أحداث جسام, فكانت قضية جنسية والدته وهل هى أمريكية أم لا الذريعة لاستبعاده, لكن يبقى له الآن الجانب الأخلاقى بإثبات كذبهم بإظهار الجرين كارد أو الوثيقة الأمريكية لوالدته بعد تاريخهم بأخذ الجنسية أو الجواز المصرى وعليه تأشيرات الدول التى دخلتها بعد هذا التاريخ، وهنا تنتهى المجادلة حول الصادق من الكاذب, أما قضية الترشح للرئاسة بالنسبة له فقد انتهت قانونيا, ولم يعد لديه فرصة, ويبقى أن يهدئ أتباعه لأنها قد تكون ذريعة لجرهم لأعمال عنف, واتهامهم بتعطيل المسار الانتخابى, وقد تتدخل فى ذلك الأجهزة السرية الداخلية والخارجية, أما المهندس خيرت الشاطر فقد كان ترشحه مفاجأة أربكت المشهد السياسى لتصريح الإخوان أنهم لن يرشحوا أحدًا للرئاسة, ثم ساقوا مبررات للتراجع قد تتفق أو تختلف معها, لكن المهم أنهم الآن مصرون على أن يكون لهم مرشح حتى بعد استبعاد الشاطر وهو الدكتور محمد مرسي, وما يهمنا الآن هو كيف سيكون المشهد الفترة القادمة المرشحون الآن أصحاب التوجه الإسلامى الدكاترة مرسى, أبو الفتوح, العوا, خفاجى والناصرى حمدين صباحى, وعمرو موسى, وشفيق, وعلى الإسلاميين التوافق على مرشح لكى يستطيع منافسة موسى, وإن كان أبو الفتوح الأوفر حظا لاجتذابه كثيرا من الإسلاميين والليبراليين فى حال تنازل د.مرسى، وهو أمر صعب لموقف الإخوان من أبو الفتوح, وخشيتهم من عدم التناغم معه, وخوفهم من أفكاره التى تنادى بخروج الجماعة بتشكيلاتها وتمويلها إلى العلن, وقد كان من الممكن تدارج هذه الأمور بالتوافق الإسلامى العام وباتفاقات لتجاوز هذه الخلافات, خاصة أن الدكتور مرسى لايمثل نفس وضعية المهندس الشاطر، والذى كان من الممكن أن تتوافق عليه القوى الإسلامية! [email protected]