يوم دموي لم تشهده مدينة العريش في تاريخها من انتشار مكثف لقوات الأمن في الميادين وإغلاق تام لكافة الشوارع والمحاور الرئيسية للمدينة منذ الصباح الباكر بالإضافة إلى إغلاق تام لكل الشوارع والطرق المؤدية للجان الانتخابية لمنع الناس من التصويت لمرشح الأخوان المسلمون عبد الرحمن الشوربجي وإطلاق قذائف مسيلة للدموع على مجموعة من الشباب المتظاهرين أمام محكمة شمال سيناء احتجاجاً على إغلاق اللجان وإطلاق البلطجية الذين يحتمون في الشرطة ويتسقلون سيارات بلا أرقام للزجاجات الحارقة أمام لجنة مدرسة الجيل الجديد الابتدائية وهي اللجنة الرئيسية لمرشح الأخوان وخطف لأحد أبناء مرشح الإخوان ويدعى " معاذ " من أمام لجنة مدرسة الجيل الجديد الابتدائية رغم أنه مصاب بالصمم حيث قامت سيارة أجرة ميني باص تضم مجموعة من الأفراد بخطفه هو وثلاثة آخرون من أمام اللجنة قبل أن تلوذ بالفرار ومصادمات بين أنصار المرشح المستقل حسام شاهين الذي رفض عرضاً بالانضمام للحزب الوطني والشرطة بشارع 26 يوليو بالعريش قبل أن تستخدم الشرطة القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم وأصيب من جراء ذلك خمسة من العاملين البنك العقاري المصري العربي بحالة اختناق إثر اختراق إحدى القنابل المسيلة للدموع لزجاج البنك وتم نقلهم لمستشفي العريش العام لتلقي الإسعافات اللازمة هذا هو المشهد الانتخابي لجولة الإعادة بدائرة العريش والتي يتنافس فيها مرشح الحزب الوطني حسن نشأت القصاص ضد مرشح الأخوان المسلمين عبد الرحمن الشوربجي بينما يتنافس على مقعد العمال حسام شاهين وإسماعيل رمزي عباس والذي وقع استمارة انضمامه للحزب الوطني قبل الانتخابات لضمان فوزه وقد تم الاستعانة بقوات إضافية من بورسعيد والإسماعيلية والسويس لضمان محاصرة كافة لجان العريش. وفي نفس الدائرة " العريش " ومن أمام مدرسة عايش الأسمر قامت قوات الأمن بإلقاء القبضِ على كلٍّ من المحامي موسى محمد سليم وسحب التوكيل العام الخاص به ويحمل رقم 1133ج عام العريش، ومنع دخول مندوبي الإخوان أمام اللجان الانتخابية أرقام 43، 44، 45، 46 مع وجود بلطجية في حراسةِ الشرطة لتفريق الناخبين كما تمَّ القبض على كل من حاتم مصطفى هاشم ويحمل توكيلاً خاصًّا رقم 54154 لسنة 2005م من أمام اللجنة رقم 43 وهشام رشاد حامد ويحمل توكيلاً خاصًّا برقم 54147 لسنة 2005م. كما أصيب تسعة أشخاص بينهم ضابط شرطة وثلاثة مجندين وتم نقلهم لمستشفى العريش العام إثر تعرض لجنة مدرسة أبو صقل الابتدائية لهجوم من مجموعة كبيرة من البلطجية الذين يحملون الفؤوس والأمواس والسكاكين رغم أن هذه اللجنة هي اللجنة الوحيدة التي يتم بها التصويت بشكل عادي وطبيعي للغاية ودون أي مضايقات أمنية حيث تعتبر منطقة أبو صقل من أكثر المناطق المؤيدة لمرشح الحزب الوطني مما يضع العديد من علامات الاستفهام حول سر هذا الهجوم ويبدو أن الحزب الوطني يريد إلصاق التهمة بمرشح الأخوان وأنصاره كما تعرض الناخبون الذين كانوا يحاولون دخول لجنة مدرسة العريش الثانوية العسكرية لإلقاء الطوب والحجارة عليهم من قبل عدد البلطجية قبل أن يقوم عدد من الناخبين من القبض على أحدهم وتسليمه للشرطة بعد أن تعرض عدد من الناخبين لإصابات طفيفة إثر إلقاء الحجارة وقد استمرت اللجنة مغلقة حتى الثانية ظهراً قبل أن تقوم قيادات الحزب الوطني وعلى رأسهم محمد فؤاد مصطفى أمين الحزب الوطني لقسم ثاني العريش بعقد اتفاق مع الأمن بأن يتم إدخال من سيصوت لمرشحا الحزب الوطني علانية أمام مندوبي الحزب وتوعد من يصوت لمرشح الإخوان بالاعتقال. على صعيد آخر تقدم مرشح الإخوان المسلمين عبد الرحمن الشوربجي بشكوى رسمية لرئيس اللجنة العامة المشرفة على الانتخابات بشمال سيناء يطالبه فيها بوقف تلك الانتهاكات والتجاوزات وأن يتم السماح للناخبين بالتصويت بحرية في حين تقدم المهندس الكاشف محمد الكاشف عضو مجلس الشعب السابق والذي لم يوفق في الجولة الأولى من الانتخابات بطعن أمام محكمة القضاء الإداري بالإسماعيلية يطالب فيها بإعادة انتخابات الإعادة مرة أخرى بسبب الانتهاكات وقيام الأمن بمنع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم. من جهة أخرى شهدت مدينة العريش عقب انتهاء فترة التصويت مصادمات بين قوات مكافحة الشغب وبين العشرات من الشباب الغاضبين على ما حدث خلال التصويت وقام المتظاهرون بتحطيم المقر الانتخابي لمرشح الحزب الوطني " فئات " حسن نشأت القصاص قبل أن تستخدم الشرطة القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم قبل أن تتجدد المواجهات من جديد ويقوم المتظاهرون بإلقاء الحجارة على الأمن الذي استخدم القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم مرة أخرى وقد أغلقت المحال التجارية أبوابها ولم يعد يسمع في العريش سوى أصوات الهتافات المعادية للحزب الوطني والقنابل المسيلة للدموع . من جانبه وصف محمد أبو عتلة رئيس التحرير التنفيذي لجريدة صوت سيناء ما يحدث بالعريش بأنه يوم أسود في تاريخ العريش وتوقع أبو عتلة في تصريح خاص ل " المصريون " أن يقوم رئيس اللجنة العامة أثناء الفرز بإلغاء نتيجة الانتخابات وإعادتها مرة أخرى.