قال المؤرخ والصحفي الألماني, توماس شبان, إن الصراع العربي الإسرائيلي غير قابل للحل, موضحًا أن هناك صراعات دبلوماسية ولا يوجد للوسائل السلمية حل فعلي ظاهريًا. وأضاف "شبان"، في مقاله لصحيفة "تشيس إينبليك" الألمانية، أن حل الدولتين لا يمكن أن يلبي مطالب العرب، ولا الجانب الإسرائيلي, موضحًا أن العرب الذين غادروا منازلهم في عام 1948 لن يفرطوا في حق عودتهم, مؤكدًا أنهم سيستمرون في المطالبة بالعيش في "أرض آبائهم"، التي سُرقت منهم من اليهود. وأشار إلى أن "الفلسطينيين" هدفهم الأوحد هو تدمير دولة إسرائيل، وأنهم لن يستسلموا، إذا كانوا يعيشون في حياة بائسة في ظل إدارة يهودية طاغية. وتابع المؤرخ الألماني، أن إسرائيل لن تسمح بإقامة دولة فلسطينية, طالما تعتقد أن هناك تهديد غامض تجاهها, وهو أن يهيمن علي الدولة الفلسطينية الأصوليون الإسلاميون, لافتًا إلى أن نتانياهو يعتبر "ترامب" حاليًا ورقة رابحة له في الصراع العربي الإسرائيلي. وألمح "شبان" إلى أن إسرائيل لديها مشاكل كبيرة فعلًا مع الديموغرافيا الخاصة بها, موضحًا أن السكان اليهود في إسرائيل انخفضوا بنسبة 90 في المائة تقريبًا منذ بداية الخمسينيات إلى الآن, مقابل زيادة أعداد المسلمين في قطاع غزة والضفة الغربية في فلسطين, وهذا الأمر يرعب الإسرائيليين بشكل كبير, مضيفًا أنهم يخافون أن يصبحوا أقلية في دولتهم. وعقب "توماس شبان"، أن هذا الصراع سيُحسم للجانب الذي لديه إمكانيات السلطة والقوة العسكرية, مشددًا على أنه يجب أن يكون الجيش الإسرائيلي دائمًا قادرًا على مواجهة أي تهديد من الخارج، كما هو الداخل على نحو فعال, وألا سيفقد دوره في المسرحية الهزلية, التي صنعها في البداية "وعد بلفور"، وأنزل ستائرها الرئيس الأمريكي الحالي, دونالد ترامب, في إشارة منه إلي الاحتلال الإسرائيلي علي الأراضي الفلسطينية منذ 1948. يذكر أن وعد بلفور هو الاسم المطلق على الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد، يشير فيها، إلى تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين, وحين صدر الوعد كان تعداد اليهود في فلسطين لا يزيد على 5% من مجموع عدد السكان, وقد أرسلت الرسالة قبل شهر من احتلال الجيش البريطاني فلسطين.