رأى عدد من الخبراء السياسيين، أن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، أصبح المرشح الرئاسى الأوفر حظًا، بعد استبعاد اللجنة العليا للانتخابات 10 مرشحين أبرزهم خيرت الشاطر، وحازم صلاح أبو إسماعيل، والدكتور أيمن نور، متوقعين أن يحصد أغلبية أصوات الإسلاميين، بسبب ضعف شعبية الدكتور محمد مرسى، رئيس حزب الحرية والعدالة، وعدم قناعة القوى الإسلامية به. وقال الدكتور مصطفى كامل، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن أبو الفتوح وعمرو موسى، هما الأوفر حظًا، لكن الأول يحظى بالشعبية بين الإسلاميين، وفى المقابل هناك رفض من بعض القوى الليبرالية لموسى كونه محسوبًا على النظام السابق، مشيرًا إلى أن كل الاستفتاءات ترجح ذلك. وأعرب عن اعتقاده بأن أبو الفتوح، سوف يستفيد من بعض الأصوات التى كانت ستذهب إلى الشاطر، ومعظم الأصوات التى كانت ستذهب إلى أبوإسماعيل، بينما سيستفيد عمرو موسى من الأصوات التى كانت ستذهب لعمر سليمان، منوها بأن الاثنين أدارا حملتهما الانتخابية جيدًا وكانتا ناجحتين بشكل كبير، بالإضافة إلى أنهما يملكان من الموارد المالية والقدرة على الإقناع ما يفوق غيرهما. فيما رأى أن فرصة الدكتور محمد مرسى، المرشح "الاحتياطي" ل "الإخوان المسلمين" ضعيفة بالمقارنة بالمرشحين السابقين، فضلا على عدم القبول العام له داخل القطاعات الإسلامية بخلاف القوى السياسية الأخرى وتراجع شعبية الإخوان. ورجح أن يحدث انقسام بين الإسلاميين حول أبو الفتوح ومرسى، لكن الأول يتفوق على الثانى فى فترة حملته الانتخابية وقدرته على الإقناع، وانقسام الإخوان حول أن يكون لهم مرشح للرئاسة، وهو ما يقوى موقف أبو الفتوح، لكن من يحرصون على الانتظام الدعوى داخل الجماعة هم من سيعطون الدكتور مرسى صوتهم. ووافقه الرأى الدكتور عماد جاد، عضو مجلس الشعب، الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام"، قائلا: إن فرصة أبو الفتوح، هى الأقوى لكن كل الاحتمالات تقول إن الفائز فى الانتخابات لن يخرج عن الإسلاميين، إذا لم يحدث تزوير فى العملية الانتخابية، مفسرًا وجهة نظره بأن عمر موسى، ربما يكون أحد طرفى معادلة الإعادة، وأن أبو الفتوح ومرسى الأقوى فى المرشحين الباقين بسبب الدعم الإسلامى لهما وهو ما يجعل أحدهما الطرف الآخر فى الإعادة، وعندما تتم الإعادة بين موسى وأحد الإسلاميين فقطعا النتيجة محسومة للإسلامى، أما إذا أعاد مرسى وأبوالفتوح وهو طرح مستبعد لحد ما فإن نجاح أحدهما يعتبر نجاح المشروع الإسلامى. فيما أكد أن كلا من عبدالله الأشعل، وسليم العوا لن يرتقيا إلى حد المنافسة، لأنهما لو كانا يمتلكان شعبية لكانا دخلا سباق الرئاسة بالتوكيلات الشعبية وليس بالترشيح الحزبى، كما للأشعل أو التوكيل البرلمانى كما للعوا، وحمدين صباحى، ولم تبعد فرصة أحمد شفيق عنهم كثيرًا بسبب كونه من أركان النظام السابق ورئيس حكومة موقعة الجمل، وكل الدعاية سوف تسلط ضده، أما بقية المرشحين فلن يحصلوا إلا على أصوات الفصيل الذى ترشحوا عنه ولن يتأثروا بأصوات شعبية، حسب المقدمات السابقة. بينما قال المستشار زكريا عبدالعزيز، رئيس نادى القضاة سابقا، إن القوى الغالبة هى من ستقولها صناديق الاقتراع ولا نستطيع المصادرة على الرأى العام، فنترك للناس حرية الاختيار، مطالبا بأن يتحلى المرشحون بروح التنافس الشريف البعيد عن تشويه صورة الآخر والنيل منه، لتفويت الفرصة على المتربصين، خاصة اللجنة العليا للانتخابات التى تنتظر أى أخطاء لتصنع مخرجًا لتعكير الجو الانتخابى. وقال عمار على حسن، المحلل السياسي، إن أبو الفتوح هو الخيار الأقوى لدى القوى المدنية نظرًا لغياب المنافس له، ولأنه أعلن من قبل عن أنه يعبر عما سماه تيار "الإسلام الليبرالى" وهو ما جعل دعمه فى تزايد مستمر، مشيرًا إلى قوة برنامجه الانتخابى، وطول فترة عرضه، حيث طاف جميع محافظات الجمهورية تقريبًا. وتوقع أن تشهد الفترة القليلة المقبلة اتفاقا بين القوى المدنية على مرشح لهم فى مواجهة الإسلاميين وهو ما يضعف فرص فوز الدكتور محمد مرسى فى المنافسة، هذا فضلا على أن بعض الإسلاميين لا يرون الدكتور أبو الفتوح محسوبا عليهم من الأساس، مشيرًا فى السياق نفسه إلى أن فرص عمرو موسى أقوى من أحمد شفيق بالنسبة للاستئثار بأصوات مؤيدى النظام السابق، مستبعدًا أن تكون أصواتهم مؤثرة لحد المنافسة، مع التيارين الإسلامى والمدنى.