ذكرت وكالة "رويترز"، أن استبعاد اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات السابق والمرشحين الإسلاميين خيرت الشاطر وحازم أبو إسماعيل أدى إلى رسم خريطة السباق الرئاسي في مصر، في تطور قال إن من شأنه أن يزيد من اضطراب مرحلة التحول إلى نظام ديمقراطي التي صاحبتها موجات عنف وصراعات سياسية بين جماعات إسلامية كانت يوما محظورة وإصلاحيين ذوي اتجاهات علمانية وفلول نظام مبارك. غير أنها قالت إن من شأن استبعاد المرشحين الثلاثة أن يصب في صالح عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية وعبد المنعم أبو الفتوح، الذي وصفته ب "الإسلامي المعتدل"، واللذين قالت إنهما أمضيا وقتا في السباق أطول من أغلب المرشحين لكنهما تراجعا في مواجهة وافدين جدد للسباق تم استبعادهم يوم الثلاثاء. في المقابل، قالت الوكالة إن من بين الخاسرين جماعة "الإخوان المسلمين" أكبر تكتل داخل البرلمان والتي قررت في اللحظة الأخيرة دخول حلبة المنافسة لكن فرص مرشحها محمد مرسي "المرشح الاحتياطي" في النجاح تضاءلت نتيجة استبعاد خيرت الشاطر المرشح الأول للجماعة. ومع الآلة الانتخابية المنظمة جيدا لجماعة الإخوان، أصبح مرسي على الفور منافسا في الانتخابات التي تجرى في مايو ومن المتوقع أن تجرى بها جولة إعادة في يونيو. لكنها نقلت عن محللين سياسيين قولهم إن مرسي البالغ من العمر 60 عاما مرشح أضعف بكثير من الشاطر. ونسبت إلى شادي حميد الخبير في شئون الإخوان، قوله: "مرسي كان مرشحا احتياطيا لسبب.. كان الشاطر هو الوحيد بينهم الذي يبدو أنه الأقرب للرئاسة. إنها ضربة كبيرة للإخوان". و أضاف: "الذي جعل الشاطر مرشحا واعدا هو أنه من الممكن أن يوحد الفصائل الإسلامية.. أنه يمكن إشراك السلفيين. مع وجود مرسي سيكون صعبا وإن كان ممكنا". لكن الوكالة توقعت أن تتجه أصوات من داخل الإخوان لصالح أبو الفتوح، قائلة إنه مع ترشيح مرسي تتزايد فرص حدوث انهيار في الالتزام الداخلي في جماعة الإخوان فيما يتعلق بالتصويت حيث يمكن أن تتجه بعض أصواتها إلى أبو الفتوح، الذي طرد من الجماعة في العام الماضي عندما قرر خوض انتخابات الرئاسة. ونقلت في هذا الإطار عن المحلل السياسي نبيل عبد الفتاح قوله، إن أبو الفتوح سيحصل على الكثير من الأصوات التي كانت ستذهب للشاطر وأبو إسماعيل حيث إن الكثير من الناخبين غير مقتنعين بمرسي الذي كان بعيدا عن الساحة الإعلامية في مصر في الفترة الماضية. ووصف التقرير أبو الفتوح (60 عاما) بأنه "جزء من جناح إصلاحي معتدل داخل الجماعة حتى إقالته العام الماضي"، مشيرة إلى حصوله على تأييد الدكتور يوسف القرضاوي رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، المقيم في قطر، والذي يمتد تأثيره داخل جماعة الإخوان وخارجها"، كما تقول الوكالة. وأشارت إلى أن أبو الفتوح وهو طبيب بدأ ينال تأييدا خارج الحركة الإسلامية بين المصريين غير الإسلاميين الذين يتطلعون لشخص ملتزم بالإصلاح الديمقراطي. في المقابل، رجحت أن يحصل موسى الذي يصف نفسه بأنه ليبرالي قومي على أصوات من المصريين غير الإسلاميين القلقين من المكاسب الهائلة التي حققها الإسلاميون خلال العام الذي أعقب سقوط مبارك. وقال الدكتور مصطفى السيد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة "لا شك... أن استبعاد هؤلاء في صالح عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح اللذين اعتبرا من المرشحين الأوفر حظا قبل الدخول المفاجئ في اللحظة الأخيرة لكل من سليمان والشاطر إلى السباق".