إنه ستيف بانون مدير الحملة الانتخابية للرئيس الامريكى الجديد دونالد ترامب ,سيكون علينا ان نتعرف على بانون جيدا ذلك انه يمثل الآن القوة الرمزية كما يقولون داخل البيت الأبيض فهو كبير الاستراتيجيين و خزانة الأفكار الرئيسية لترامب. 64 عاما كاثوليكى من أصول ايرلندية درس التخطيط العمرانى فى جامعة فرجينيا وحصل على ماجستير فى دراسات الأمن القومى من جامعة جورج تاون ودراسات إدارية من هارفارد خدم كضابط بالبحرية الأمريكية7سنوات فى عهد ريجان بعد انتهاء خدمته عمل فى الاستثمار المصرفى ومن خلال عمله تخصص فى الاستثمارات الفنية والإعلامية وكان وثيق الصلة بتيد ترنر صاحب قناة السى إن إن واستديوهات يونيفرسال لإنتاج الأفلام ثم تخصص هو نفسه فى الإنتاج السينيمائى خلال التسعينيات (انتج 18 فيلما )ثم اخذ يقترب رويدا رويدا من السياسة بمشاركته لاندرو بريتبارت صاحب الموقع الشهير والمعروف باسمة وذو التوجهات اليمينة المتطرفة بعد وفاة بريتبارت أصبح بانون المدير التنفيذي لبريبتارت نيوز الشركة الأم وتحت إدارته اتخذت الشركة مسارا أكثر تطرفا باتجاه تعزيز التيار القومي وقد عرف بانون الموقع بأنه منصة اليمين البديل وقال إننا نعتبر أنفسنا منظمة قاسية باتجاه التيارات السياسية المعتدلة أو المثالية. فى عام 2015 اعتبر من أهم الشخصيات تأثيرا داخل الإعلام الامريكى ,في 2016 اصبح رئيس الحملة الانتخابية لترامب واستقال من بريتبارت و بعد فوز ترمب رٌشح بانون لتولي منصب كبير مستشاري واستراتيجيي البيت الأبيض . يقولون أن له علاقات وثيقة مع حركات اليمين المتطرف فى اوروبا ويؤمن ايمانا عميقا بتفوق العرق الأبيض رونالد رادوش (مؤلف كتاب تاريخ الحزب الديمقراطي)ذكر أن بانون قال له فى مقابلة معه ( انا لينينى ..لينين كان يريد تدمير الدولة وهذا هدفي أيضا أريد أن أدمر كل شيء أريد لكل المؤسسات الحالية أن تنهار تباعا) كان بانون وقتها يوظف استراتيجية لينين في خدمة أهداف حركة الشاي الشعبوية (حركة سياسية معترف بها و لها تمثيل في مجلس النواب ومجلس الشيوخ في الولاياتالمتحدة لا يوجد لديها قيادة مركزية و تتكون من انتماء واسع من الجماعات الوطنية والمحلية ,استوحت الحركة اسمها من احتجاج شعبي نفذه أميركيون عام 1773 على ضرائب فرضها البرلمان البريطاني على تصدير الشاي إلى المستعمرات الأميركية فثار الامريكيون وقاموا بالاستيلاء على ثلاث سفن بريطانية في ميناء بوسطن وألقوا بصناديق الشاي في المحيط ليشعلوا بذلك شرارة الثورة الأمريكية ضد الاستعمار البريطاني وتعتبر الحركة ان مناهضة الإسلام احد أهم واجباتها !!؟؟) يؤمن بانون بأن أمريكا الأن تعيش صراع وجودى وكل مايحدث هو جزء من ذلك الصراع حيث يجب أن تمزق المعاهدات ويعاد تسمية الأعداء ويعاد ايضا تركيب الثقافة من جديد يقول: كانت لدينا مرحلة ثورة وبعد ذلك مررنا بالحرب الأهلية وكنا نعاني من الكساد العظيم والحرب العالمية الثانية وبعد ذلك انتقلنا إلى التحول الرابع العظيم في التاريخ الأميركي ونحن في طريقنا لنكون شيء واحد في مواجهة الجانب الآخر( الإسلام الراديكالى). المصرفى والمنتج السينمائى السابق يقدم أطروحات كبرى عن حركة التاريخ :فيقول ان الأزمات الكبرى تحدث بشكل دوري وتستغرق حوالي 80 أو 100 سنة ونحن في طريقنا لمواجهة هذه الأزمة الكبرى المنتظرة و إما أن نكون البلد التي حافظت على إرثها(اليهودى – المسيحى) أو أننا سنصبح بلدا مختلفا تماما يقول أيضا:تذكر أن لديك الآن التوسع الإسلامى الذى يعتقد أن الغرب اليهودي-المسيحي في طريقه للتراجع ,نحن في حرب مستمرة لأكثر من 100 عام ضد الإسلام الراديكالي ..نحن في حرب صريحة ضد الفاشية الإسلامية الجهادية ..هذه الحرب كما أعتقد تتفاقم بشكل أسرع بكثير مما يمكن للحكومات التعامل معها يجب على الرأسمالية اليهودية والمسيحية الغربية الرد بقوة خشية أن يسقط الغرب كما حدث عندما سقطت القسطنطينية في يد العثمانيين1453 ..امريكا الان تحتاج بقوة الى الرؤية القومية ذات القيم اليهودية والمسيحية ويجب ان نعمل على بناء حركة يمينية غربية عابرة للحدود .. هو دائما ما يتحدث عن الاسلام بأنه (أكثر أديان العالم تطرفا )ويتهم المسلمين بأنهم يشكلون طابورا خامسا في الولاياتالمتحدة يرى بانون أيضا أن العلمانية أضعفت من القيم الأخلاقية للغرب المسيحي وقدرته على الصمود أمام الجهاد الفاشي الإسلامي وضعف القيم المسيحية بين الشباب الأقل من 30 عاماً في الغرب نتج عنه أزمة أخلاقية وفقدان البوصلة التي يجب أن توجه الرأسمالية لتحقيق الرخاء لكل المجتمع وليس لشرائح محدودة منه .. لا تندهش كثيرا حين تعلم ان بانون أسس مركزا خاصاً للأبحاث عمله الوحيد نبش فضائح الخصوم وفسادهم ثم تقديم هذه المعلومات على شكل ملفات كاملة الى وسائل الاعلام الكبرى والبدء فى ابتزاز هؤلاء الخصوم. نحن امام رجل فشل فى تكوين أسرة مستقرة(زواج وطلاق 3 مرات) شديد الانتهازية بدليل تقلباته المهنية الصاخبة يؤمن بأن أهم مقومات السياسة هى الدعاية والمال وليس الأفكار وهو ما جعله يترك تخصصه المهنى الأساسى ويتجه الى الإثنين واستطاع بالفعل أن يكون ثروة هائلة وينشىء لنفسه شبكة علاقات مديدة.. يسيطر عليه شعور مرضى بأنه يصنع التاريخ كما قالت عنه مجلة التايم . الخبثاء يقولون أيضا ان له علاقات خفية بأطراف هامة فى روسيا ويقولون انه سيجعل من ترامب جورباتشوف أمريكا إشارة الى تدمير الأخير للإمبراطورية السوفيتية .. التكوين الاجتماعي والسياسى والفكرى للمجتمع الامريكى مختلف عن ما كان عليه الاتحاد السوفيتى لكن الأمر جدير بالانتباه فالباحثون فى الحالة الأمريكية يشيرون الى ان عدد كبير من يهود الاتحاد السوفيتى الذين هاجروا الى اسرائيل عام 1989( 72 ألف يهودي) توجه منهم إلى إسرائيل 17% فقط في حين هاجر 83% منهم إلى امريكا وهو ما يفتح بوابات الحكايات الخفية حول ما حدث و يحدث وسيحدث. رونالد رادوش أنهى حديثه عن بانون بجملة خطيرة للغاية فيقول :لا نستطيع أن نعرف ما هو عليه حقا.. فقط بانون هو من يعرف ما يرغب به بانون.. لكن ما نعرفه على وجه اليقين أن رجلا راهن على الرغبة في تجدد عنف الحضارة الغربية أصبح لديه السلطة الآن لتحقيق تلك الرغبة. تذكروا هذه الجملة :عنف الحضارة الغربية.