تتجه وزارة الزراعة إلى تصعيد الأزمة بينها وبين وزارة الري والخاصة بتجربة زراعة القمح مرتين في العام عن طريق التبريد، حيثُ كلف وزير الزراعة "عصام فايد"، لجنة خاصة مشكلة من كبار العلماء والمتخصصين بمركز البحوث الزراعية، لإعادة تقييم التجربة، التي قدمها مركز بحوث المياه بوزارة الموارد المائية والري. في الوقت نفسه، تُعد وزارة الري بيانًا للرد التفصيلي على مزاعم مركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، والتي أكد فيها أن التجربة "مضيعة للوقت"، حيث أكد مصدر بوزارة الري أن التقرير الصادر سيكون هجوميًا أكثر منه "علميًا"، خصوصًا أن وزارة الري تشعر بأن قيادات بالزراعة تحاول إعاقة المشروع. وكان مركز بحوث المياه بوزارة الري، قد أعلن عن تجربة زرع القمح مرتين في العام باستخدام تقنية "التبريد"، وقام بتطبيق التجربة وزراعة القمح في التربة، إلا أن مركز البحوث الزراعة أعلن أن المشروع "وهمي" ويتسبب في إرهاق التربة، داعيًا إلى توقفه فورًا نظرًا لخطورته على المزارع والأرض على حدٍ سواء. وقال الدكتور أحمد غانم، الباحث بالبحوث الزراعية، إن اللجنة التي شكلها وزير الزراعة ستثبت أن القمح لا يمكن زراعته مرتين، لافتًا إلى أن الوزير عصام فايد يحاول الخروج بشكل مشرف من الوزارة على أقل تقدير، فإن لم يبق في المنصب فلا يحرجه أحد أمام الرأي العام. وأوضح غانم ل"المصريون"، أن وزير الزراعة يعتبر خروج التجربة من وزارة الري "فشلاً" لمركز البحوث، ولذلك أصدر تعليماته للباحثين في المركز بسرعة إعداد تقرير يُفند فيه "فشل مشروع زراعة القمح مرتين في العام"، وهو ما يعني أن القضية أصبحت حربًا على البقاء وليست حرصًا على المواطن. وفي الوقت الذي كلف فيه اللجنة العملية بإعادة دراسة التجربة، أكد عصام فايد وزير الزراعة، أن هناك مخاطبات تمت بين وزارتي الزراعة والري، قبل قيام الأخيرة بهذه التجربة، ودخولها حيز التنفيذ، وذلك في إطار التنسيق والتعاون الدائم والقائم بين الوزارتين في جميع المجالات المرتبطة، بما يصب في صالح اقتراب مصر من تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحصول. ونفى الوزير أن تكون وزارته سببًا في تعطيل مشروع تنموي، مؤكدًا أن الوزارة تدعم أي مبادرة أو تجربة تساهم في تأمين غذاء المصريين، والحد من استيراد المحاصيل الزراعية من الخارج، باعتبار ذلك واجبًا قوميًا أصيلًا على جميع العلماء والخبراء المعنيين. وأضاف: سيتم عرض النتائج التي توصلت إليها لجنة خبراء مركز البحوث، لتقييم هذه التجربة، ومدى قابلية تنفيذها في مصر، والنتائج التي تترتب عليها، وسيتم تنفيذها في حال جدواها ومساهمتها في زيادة إنتاج مصر من القمح.