بمجرد مطالبتها بالامتناع عن تدريس مادة الدين في المدارس، على أن يدرس بدلاً منه الفلسفة، انتفض الأعضاء تحت قبة البرلمان ثائرين ضد الكاتبة نوال السعداوي الداعية لذلك، مؤكدين أنه لولا الدين لظهر جيل متطرف، وأن العقول الخربة هي المتسببة في انتشار الأفكار المتطرفة، مطالبين الجهات المعنية بتقديمها للمحاكمة. وقالت الكاتبة نوال السعداوى, إنه يجب الامتناع عن تدريس مادة الدين في المدارس على أن يدرس بدلاً منه الفلسفة، مؤكدة أن تدريس الأديان يجب أن يكون مكانه المنزل, وموضحة أن التعصب من أهم الأخطار التي تواجه أوطاننا . وأشارت السعداوي، إلى أننا نردد الأحاديث الدينية مثل الببغاوات دون فهم وفكر، مضيفة أن أكثر من ينضمون إلى داعش هم خريجو كلية الطب، لأنهم يدرسون تشريح جسد الإنسان دون دراسة الفلسفة لذلك يصبحون جهلة. وأكدت، أن التعليم متخلف جداً، لأنه رأسمالي وطبقي حتى في أمريكا، والنظام الأمريكي سينهار على يد ترامب، مضيفة أن الدين نزل لصالح البشرية، وأن والدها وهو رجل أزهري علمها ألا تؤمن بشيء لا يدخل عقلها. ورفض أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب عمرو حمروش مقترح الدكتورة نوال السعداوى بتدريس مادة الفلسفة بدلاً من التربية الدينية فى المدارس، قائلاً "الاقتراح مرفوض شكلاً وموضوعاً ولا يمكن القبول به، فتدريس التربية الدينية الإسلامية أو المسيحية في المدارس يغرس القيم والأخلاق لدى الأطفال وكذلك العادات والصفات النبيلة". بينما، أكد رائف تمراز، عضو مجلس النواب، أن تدريس الدين داخل المدارس، لن يحث الطلبة على اعتناق الفكر المتطرف كما يزعم المختلين عقليًا، بل عدم تدريسه سينجم عنه انتشار الأفكار الشاذة، واختفاء الدين الوسطي، وخلق جيل متشدد، مطالبًا بمحاكمة "نوال السعداوي" التي تدعو لهذا الأمر.
وأوضح تمراز، خلال تصريحه إلى "المصريون"، أن من يدعو لمثل هذا يجب تقديمهم للمحاكمة على الفور، مشيرًا إلى أن هذا ليس معناه كبت للحريات أو تقييد الآراء، ولكن هو حفاظ على الدين وثوابته الذي يريد أمثال هؤلاء زعزعتها وتشكيك المواطنين في دينهم. وتابع:" البرلمان سيعمل خلال تلك الفترة على إصدار قانون يجرم التطاول على الأديان"، مشيرًا إلى أن الدستور والقانون ينصان على أن دين الدولة الإسلام، والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع. واستطرد، "هذا كلام ما أنزل الله به من سلطان، وهو عين العبث، وليس إلا شو إعلامي فقط"، مضيفًا أن الجميع عليه التمسك بكتاب الله وسنة النبي الكريم. وفي نفس السياق، يرى حسن عمر، عضو مجلس النواب، أن العقول الخربة هي من تخلق التطرف، وتنشر الأفكار الشاذة، مشيرًا إلى أنه لولا تدريس الدين لانتشر التطرف في المجتمع كما تنتشر النار في الهشيم. وأوضح حمروش فى تصريحات له، أن الأديان السماوية كلها تحض على الفضيلة والسماحة وتدريسها بالمدارس أمر حيوي وضروري، لذا فإن هذا الاقتراح مرفوض تمامًا. وأكد حمروش، أن الأديان السماوية وتدريسها فى المدارس أمر لا يجب أن نتراجع عنه وفقا لهذا المقترح، كما أن الأديان السماوية كلها تدعو للأخلاق والقيم ولا يمكن أن نستبدلها بمادة أخرى مهما كانت. وأوضح عمر خلال تصريحه إلى "المصريون"، أن من يدعو لذلك يجب تقديمه للمحاكمة، ويجب تغليظ عقوبات المتطاولين على الأديان. وتابع عضو مجلس النواب: " نرفض هذا الحديث قلبًا وقالبًا، بل إن تدريس الدين للطلبة يخلق جيلاً وسطيًا وليس متطرفًا".