من أوجب الأمور ما يتعلق بالتيار الإسلامي العريض والحقيقي في هذه الفترة هو عدم الانعزال عن التيارات الوطنية والقومية واليسارية الأصيلة والحقيقية لأن المعركة القادمة هي ببساطة مع أعداء الوطن كل الوطن وأعداء الفكر كل الفكر وأعداء الشعب كل الشعب وأعداء الحرية كل الحرية وأعداء الاستقلال الوطني وأنصار التبعية لأمريكا وإسرائيل. من يخوض هذه المعركة منعزلا عن التيارات الوطنية والقومية واليسارية غير المنبطحة للخارج وغير الداخلة في الأحلاف غير المقدسة ضد الإسلام سوف يجد نفسه بلا فعالية بل وسوف يبقي المجال مفتوحا أمام التحرك المطلوب القادم والذي سوف يعمل علي تحييد هذه التيارات وإسقاط مواقفها الفكرية الأصيلة لصالح فكر علماني متغرب ليس له مضمون سوي البراجماتية الأمريكية والعداء للإسلام . الناصريون والقوميون والماركسيون الثوار والمناضلون مكانهم الطبيعي والوحيد لو أردوا أن يحتفظوا بشرف الوجود بعيدا عن أحضان قبلة الأفعى القاتلة من جانب النظام أو الأمريكان ( تحت مسمي التحالف العلماني ضد الشيطان الإسلامي ) هو الصف الوطني الذي يجب أن يكون هو موقع التيار الإسلامي الأصيل والحر وليس الأشياء الممسوخة التي سوف يروج لها الحكم وأجهزته وربما بدأوا في ذلك فعلاً تحت مسميات الجماعات الإسلامية وما أشبه التي تطرح أفكارا شيطانية تبث الفرقة في الوطن من قبيل الهجوم علي الناصرين واليسار الكفار والنصارى أعداء الله ... الخ وهدفهم في ذلك هو تشويه صورة التيار الإسلامي وفض الشعب من حوله والإيقاع بينه وبين حلفائه الطبيعيين ومنهم الأقباط الأحرار في جموعهم العريضة غير الواقعة في أسر الرعوية الكنسية علي المستوي السياسي وغير الملوثين بالتعصب الطائفي البغيض والمرفوض من الكل في مصر. إن المعركة القادمة سوف تشهد تحالفا حقيقيا بين التيار الإسلامي الحقيقي وبين الفصائل الوطنية بكل تياراتها ومعهم الأقباط الوطنيون والمناضلات التشريفات الوطنيات في مواجهة حلف غير مقدس ستكون أبرز عناصره تيارات التبعية للغرب والانبطاح للسلطة والعلمانية ومسوخ الفكر التكفيري بعد إحيائهم