جمال سلطان مرة أخرى نعود لقصة حجاب الفنانات ، بعد إعلان الممثلة حنان ترك أنها قررت ارتداء الحجاب إيمانا منها بأنه واجب ديني ، وأنها مستريحة نفسيا الآن بعد ارتدائه ، وإن كانت أكدت وهذا تحول جديد في الظاهرة أنها لن تعتزل الفن ، هاجت بعض الصحف وماجت كالعادة ، واعتبرت حجاب الممثلة نوعا من الغزو الثقافي ونوعا من المؤامرة على الفن المصري ، كما لم تنس الاتهام التقليدي بأنه من تأثير أموال النفط الخليجية التي تدفع لتحجيب الفن المصري ، الحكاية أصبحت مملة جدا ، وسخيفة ، وأنا مندهش أن مجلة قومية مثل روزا اليوسف تخصص عددا كاملا للهجوم على الحجاب والحديث عن أموال النفط ، رغم أني أعرف أن روزا الآن تحديدا آخر من يجوز له أن يتحدث عن أموال النفط ، لأن لحم كتاف "أعرض صحفي فيها" هي من أموال النفط الكويتي تحديدا ، أعرف أن بين روزا اليوسف وبين الحجاب ثأرا لا ينتهي ، فمدرسة روزا اليوسف على البر الثاني تماما من التستر ، لأنها مفتتح مدرسة الجنس في الصحافة المصرية ، وكانت أهم انفرادات في غلاف بعض أعدادها عن أجمل عشرة أرداف لا مؤاخذة في السينما العالمية ، وأهم خمسة سيقان ، وأشهر أفلام الجنس ونحو ذلك من عينة شائعة ، أظن أن الكثيرين يذكرونها جيدا ، وكان هوس روزا ليوسف بالجنس يصل إلى حد أن تقوم بترجمة مقالات فضائحية من صحف أجنبية متخصصة في هذه "الطينة" إذا عز أن تجد لدى محرريها شيئا يصلح ، وبالمناسبة هذه "الخبرة" الصحفية تنتقل مع صحفيي روزا إلى أي صحيفة جديدة يقودونها من الصحف المستقلة ، باستثناءات قليلة ، لذلك من الطبيعي أن تكون هناك خصومة أبدية بين صحافة العري والجنس وأي نزوع إلى الفضيلة أو التستر أو التحجب ، ولكن مستوى النقد وصل إلى حد الإسفاف "والاستهبال" ، وخاصة حكاية النفط وأموال النفط ، فالصحفي "القومي" الذي يقبض شهريا من صحيفة نفطية أربعة وعشرين ألف جنيه مصري بالتمام والكمال ، يضع في فمه حجرا مبللا بالقطران ، قبل أن يتحدث عن "اختراق" أموال النفط ، كما أن الصحيفة التي يمثل رئيس تحريرها أبرز رموز "صحافة الجنس" في مصر ، رغم ادعاءاته عن شؤون "الأمن القومي" والكلام الكبير ، والذي حاول أن يقدم نفسه "كصوفي" فلم يصبر ، وعندما يسافر إلى بلد أوربي يكون أهم ما يكتبه عن رحلته "أحوال بيوت الدعارة" ، مثل هذا لا يليق به أو بصحيفته أن تعطي الناس دروسا في الفضيلة والأخلاق وحتى الوطنية ، لم أكن أحب أن أخوض في مثل هذا الموضوع ، لأنه ممل وسمج فعلا ، ولكن الاستفزاز فيه وصل حدا لا يتصور ، وينبغي أن يعرف "الساقطون" مكانهم ومكانتهم ، لأن الحجاب في النهاية ، قبل حنان ترك وبعدها ، شعيرة إسلامية ، حتى وإن اختلف معها آخرون ، فإن ملايين النساء التي تلتزم به وتقدسه : أبناء وزوجات وأمهات وأخوات ومناضلات ، لهن كرامة في اختيارهن الديني والخلقي ، ينبغي أن تحترم ، ولا يليق بإنسان يحترم حقوق البشر أن يمنح نفسه حق "البصق" على اختيارهن وكرامتهن الدينية والاجتماعية ويطعن في شرف اختيارهن وعقلهن وأمانتهن الدينية والاجتماعية ، خاصة إذا كان من طينة هؤلاء الذين حجبنا أسماءهم مراعاة لبعض حقوق الزمالة . [email protected]