تتجه الأوضاع داخل حزب الوفد إلى الانفجار بعد اندلاع صراع بين عدد من نواب الحزب داخل مجلس الشعب للفوز بمنصب رئيس الهيئة البرلمانية للحزب داخل البرلمان. وعلمت المصريون أن هناك ثلاث نواب يسعون للحصول على هذا المنصب وهم أحمد ناصر عضو الهيئة العليا ومحمود أباظة نائب رئيس الحزب ومحمد عبد العليم داود نائب الحزب عن دائرة مطوبس وفوه الذي استطاع للمرة الثانية تحقيق الفوز والحفاظ على مقعده بالبرلمان. وأوضحت مصادر وفدية أن الدكتور نعمان جمعة رئيس الحزب يحاول حاليا البحث عن مخرج لهذه الأزمة عن طريق ترشيح هذه الأسماء للاقتراع عليها داخل الهيئة العليا لتفويت الفرصة على المعارضين له لاتهامه بمحاباة أي من المرشحين ، مشيرة إلى أن نعمان يمكن أن يكرر سيناريو عام 2000 عندما طرح أسماء منير فخري عبد النور وأيمن نور وفؤاد بدراوي لرئاسة الهيئة البرلمانية على الهيئة العليا ومارس ساعتها ضغوطا شديدة على الأعضاء لترجيح كفة عبد النور. ويتوقع المراقبون أن يمارس جمعة نفس الضغوط لمصلحة أحمد ناصر عضو الهيئة العليا والذي يعد أقدم سياسي وبرلماني داخل الحزب حيث دخل المجلس لأول مرة عام 76 كما انه يحظى بعلاقات وثيقة مع جمعة بعكس محمود أباظة الذي توترت علاقاته بجمعة في الفترة الأخيرة ، وقد زاد هذا التوتر بإصدار جمعة قرار بفصل منير فخري عبد النور من الحزب. ولا يبدي جمعة ، كذلك ، ارتياحا كثيرا لمحمد عبد العليم داود الذي ساءت علاقاته بجمعة بعد موقف داود المعارض لإعادة الانتخابات في دائرة دمنهور وزاوية غزال خلال البرلمان السابق ، وتصويته ضد إبطال عضوية الدكتور جمال حشمت القطب الإخواني ، رغم أن منافس حشمت كان الوفدي خيري القلج. من جانبه ، أكد المهندس مجدي سراج الدين زعيم الوفديين الأحرار أن فرصة أحمد ناصر تعد الأقوى لرئاسة الهيئة البرلمانية حيث إنه يتمتع بأقدمية داخل الحزب والبرلمان إضافة إلى علاقاته الوثيقة برئيس الحزب. ولم يستبعد سراج الدين أن تثير هذه المساءلة أزمة داخل الحزب حيث لن يوافق محمود أباظة على تهميشه داخل الحزب بعد فصل عبد النور ، كما أنه يعتبر رئاسة الهيئة البرلمانية للحزب معركة حياة أو موت بالنسبة له ، متوقعا أن يلجأ جمعة إلى سلاح الاقتراع لحسم هذه المسألة حتى لا يظهر بصورة من يتدخل لصالح أحد ، خصوصا وأن تدخله لن يحظى بارتياح من أباظة وداود.