في بيان حاد اللهجة أرسل إلى صحيفة " المصريون " شن عدد من زعماء الأقباط في الولاياتالمتحدة هجوما عنيفا على مايكل منير وزيارته الحالية إلى القاهرة ، مشددين على أن " منير لا يمثل أقباط المهجر ولا أقباط أمريكا ولا الجاليات العربية في أمريكا، ولا يمثل إلا نفسه ومنظمته المحدودة حسب تعبير البيان والتي تسمى منظمة أقباط الولاياتالمتحدة " . وقالت هذه الشخصيات في بيانها " إن السيد مايكل منير لم يرأس " المؤتمر الدولي القبطي بواشنطن" ، وإنما كان فقط المتحدث باسم المؤتمر ، وانتهت مهمته بانتهاء المؤتمر ". وأشار البيان إلى " أن زيارة السيد مايكل منير السرية إلى لبنان ومصر والتي أعلنتها هذه الصحف لم يستشر أحد فيها ولم يخول له أحد السلطة بتمثيلهم في الذهاب وأجراء أي لقاءات أو مقابلات باسم المؤتمر أو باسم الأقباط ". وأكد الموقعون على البيان أن " الأقباط شعب عريق وليسوا جماعة متطرفة أو سرية أو إرهابية حتى يجروا حوارا سريا مع رئيس المخابرات أو خلافه، فالقضية القبطية قضية سياسية واضحة وجلية كما ذكر ذلك تقرير مجلس الشعب برئاسة العطيفي عام 1972 والتقارير الصادرة عن منظمات حقوق الإنسان المصرية والدولية بعد هذا التاريخ وإلى يومنا هذا " . وحذر البيان من " خطورة الالتفاف على العمل القبطي واختراقه لتحطيمه من الداخل والذي دأبت الحكومات المتعاقبة وأجهزتها القيام به منذ عام 1952 وحتى الآن. وننبه الشعب القبطي لعزل كل من يحاول تفتيت مسيرة الأقباط في الكفاح السلمي العادل من آجل حقوقهم المهدرة والمسلوبة ، كما أعاد البيان التشكيك في ذمة منير وتحركاته الأخيرة سواء في أمريكا أو مصر . ومن بين الموقعين على البيان كل من عدلي أبادير يوسف رئيس المؤتمر القبطي رئيس منظمة الأقباط متحدون ، ومجدي خليل عضو لجنة إدارة مؤتمر واشنطن ، وسليم نجيب رئيس الهيئة القبطية الكندية، ومنير بشاى رئيس جمعية أقباط كاليفورنيا ، وميلاد اسكندر رئيس الهيئة القبطية الأمريكية ، ورائف مرقص رئيس الاتحاد القبطي الدولي وآخرون . من جانبه ، شن المفكر القبطي جمال أسعد هجوما عنيفا على الاحتفاء الرسمي بمايكل منير ، لافتا إلى أن منير ، وعبر موقع منظمته على الانترنت ، كان أول من طالب بتدويل المشكلة القبطية ، وهو الذي طالب بتدخل الأممالمتحدة لحماية الأقباط في مصر . وشدد أسعد على أن منير هو أمريكي أولا ، ومصري ثانيا ، وهو مرشح لعضوية الكونجرس ، وعلى هذا الأساس فهو يتحرك باعتباره أمريكيا في المقاوم الأول ، بينما المشكلة القبطية هي مشكلة داخلية ، والنظرة إليها تتم من خلال الواقع السياسي المصري ، مشيرا إلى أن النظرة الخارجية تختلف في هذا الشأن ، كما أنها يمكن أن تستغل هذه القضية في لحظة من اللحظات لتحقيق أهدافها الخاصة . وحذر جمال أسعد من أن اللقاءات التي أجرها منير مع مسئولين بارزين تعني تسليم الحكومة المصرية بمشروعية الحركات التي شكلها أقباط المهجر ، كما أنها تشير إلى أن الحكومة قد رضخت للضغوط الأمريكية في هذا الشأن . وأوضح أسعد أن زيارة مايكل منير تمثل خطأ وخطرا في نفس الوقت ، خطأ لان أي حوار حول المشكلة القبطية يجب أن يجري على أساس الطرح الوطني وبمشاركة مختلف الأطياف الوطنية ، وباعتبارها مشكلة وطنية وليست مشكلة طائفية ، أما خطورة ذلك ، فتنبع من كون مايكل منير يعد شخصية أجنبية ، ورمزا للتدخل الأمريكي في الشأن الداخلي المصري . ولفت المفكر القبطي جمال أسعد إلى خطورة التزامن بين زيارة منير وبين القرار الجمهوري الذي أصدره الرئيس مبارك ، والخاص بتفويض المحافظين بسلطة القرار في عمليات ترميم وإصلاح الكنائس ، مشيرا إلى أن البعض قد يرى في هذا التزامن مؤشرا على نجاح الضغط الخارجي في تحقيق مكاسب للأقباط . لكن أسعد حذر في الوقت من أن أي مكاسب قد يحققها الأقباط بفعل الضغط الخارجي ، سوف تثير الرأي العام للأغلبية ، كما أنه لن تكون لها أي أهمية على المدى الطويل ، خاصة وأن تحويل ملف الأقباط خلال الفترة الماضية إلى ملف أمني ، قد أعطى إحساسا لدى البعض بأن أي مكاسب قد يحصل عليها الأقباط سوف تثير غضب المسلمين .