قال الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف إنه سيتم انطلاق برنامج الوزارة لتجديد الخطاب الديني الذي سيتضمن خطبة الجمعة على مدار الخمس سنوات المقبلة، ستنطلق في بداية مارس المقبل، مشيرًا إلى أن هذا البرنامج الذي يتضمن 270خطبة سيحول الإمام من خطيب إلى عامل؛ نتيجة لتعدد وتنوع الموضوعات بها وشملوها جميع الموضوعات الثقافية والعلمية المجتمعية. وأكد جمعة أن تلك الخطب عكف على كتابتها، بالإضافة إلى الأئمة والعلماء الأزهريين، بالإضافة إلى مجموعة من المتخصصين من علماء النفس والاجتماع. وأضاف أن الخطاب الديني لا يشمل خطب الجمعة فقط وإنما هو خطة شاملة تأليف الكتب والتدريب والمناهج، والحوار المجتمعي وهي خطة مكبرة تقودها الوزارة. جاء ذلك خلال زيارته اليوم لمحافظة القليوبية لافتتاح مسجد الرحمن الرحيم ببنها، بحضور محافظ القليوبية، حيث يصطحب الوزير عددًا من قيادات الوزارة، ووكيل القليوبية محمود أبو حبسة. وأكد جمعة، أن الله رسم طريق السعادة في الدارين حيث هي نعمة من أعظم نعم الله على عباده، مضيفاً أن المال ليس كافياً أن يحقق السعادة، فكثير من الناس سعداء مع وفرة المال. وأضاف الوزير، في خطبة الجمعة الموحدة التي ألقاها اليوم الجمعة، بمسجد "الرحمن الرحيم"، على طريق "القاهرة-الإسكندرية" الزراعي، بمدينة بنها، أن نعم المال تكون في المال الصالح فقط. وأشار الوزير، إلى أن النعمة الحقيقية تكون فيمن أخذ الأمانة بحقها وأداها بحقها، وأدى ما عليه، حيث يكون ضمن السبعة الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله، حيث لا تتحقق السعادة إلا برضى الله، ورضى الإنسان بما قسمه الله له وتكون السعادة بالإيمان الذي تخشع به القلوب وتخضع به الجوارح ليفجر في الإنسان ينابيع السعادة بالثقة في الله والسكينة والرضا والأمن والأمل والقناعة في ظل الأخذ بالأسباب، والتي تكون لأهل الإيمان القنوعين من محبي الخير للناس. وامتدح جمعة، جرأة الصحابي عمر بن الخطاب أحد المبشرين بالجنة، وخليفة المسلمين الثاني، "رضى الله عنه وأرضاه"، لاجتهاده الناجح في إقرار فقه الضرورة وفقه الوقت عندماً جمد عقوبة السرقة وحد قطع اليد للسارق في عام الرمادة لتعرض المسلمين للجوع من مبدأ إذا جاءني سارق قطعت يده، وإن جاءني جائع قطعت يد ولى الأمر أو رفعت الحد لتغير الظرف. وأكد الوزير: أن عمر أوقف وجمد حد السرقة فى شجاعة نادرة ورؤية فقهية ثاقبة، وكتب يومًا إلى أحد عماله، ماذا تصنع إذا جاءك سارق؟ قال: أقطع يده، فقال عمر: فإن جاءني جائع قطعت يدك. وقال الوزير: فمن أراد أن ينظر إلى الوجه المشرق لتاريخنا المجيد وعظمة حضارتنا الإسلامية فلينظر إلى تاريخ هؤلاء العظماء ليدرك أنهم ملأوا الدنيا عدلًا وفقهًا وسماحة وأخلاقًا وقيمًا. ومن جانبها، نبهت وزارة الأوقاف، على جميع الأئمة الالتزام بنص الخطبة أو بجوهرها على أقل تقدير مع الالتزام بضابط الوقت ما بين 15 – 20 دقيقة كحد أقصى، واثقة في سعة أفقهم العلمى والفكرى، وفهمهم المستنير للدين، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة من ضبط للخطاب الدعوى، مع استبعاد أى خطيب لا يلتزم بموضوع الخطبة.