في ظل تعثر المفاوضات مع إثيوبيا حول سد النهضة، تراهن مصر على دولة جنوب السودان المجاورة لإثيوبيا، كورقة للتأثير على أديس أبابا بشأن الأزمة. وقام رئيس جنوب السودان سلفا كير بزيارة إلى مصر الاثنين لمدة يومين، هي الثانية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي تولى الرئاسة في يونيو 2014، حيث كانت الأولى في نوفمبر ثان من العام ذاته، ووقع البلدان خلالها عددًا من الاتفاقيات. ووصف الدكتور مغاوري شحاتة، خبير المياه الدولي، ورئيس جامعة المنوفية الأسبق، العلاقة بين جنوب السودان وإثيوبيا بأنها "قوية، قد تدعم النظام في حل الأزمة بين أديس أباباوالقاهرة حول سد النهضة"، موضحًا أن "النظام إذا استغل علاقته مع سلفا كير، ستكون ورقة في المفاوضات بين الدولتين للخروج من الأزمة". وأضاف شحاتة ل"المصريون": "جنوب السودان لا يمكن أن تحل محل إثيوبيا في تأمين حصة سنوية من مياه النيل لمصر"، مشيرًا إلى أن "مصر تعزز تحركاتها حاليًا في أفريقيا ومنطقة حوض النيل، من أجل حماية مصالحها". ولفت إلى أنه "لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه قبل أن نستشعر نتائج التعاون مع جنوب السودان، في حين إن جميع الإجراءات المصرية ليست سوى حلول طويلة الأجل تهدف إلى تجنب المشاكل التي قد تنجم عن السدود الإثيوبية. من جانبه، قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن "العلاقة بين جنوب السودان ومصر قوية، لأن جوبا تعتبر القاهرة من أهم الداعمين لها بعد انفصالها عن الشمال في 2011، حيث سارعت مصر إلى إعلان دعمها للدولة والاعتراف بها كدولة مستقلة، وأقامت معها علاقات دبلوماسية تتمثل في تبادل الزيارات بين البلدين والاتفاق على مشروعات بينهما". مع ذلك، استبعد اللاوندي في تصريح إلى "المصريون"، أن تستغل القاهرة علاقتها مع جوبا من أجل الضغط على النظام الإثيوبي، مؤكدًا أن تنمية العلاقات بينهما لن تؤثر على علاقة القاهرةبأديس أبابا، رغم ما يطرأ من تطورات أو متغيرات إقليمية ودولية تستهدف إقامة حواجز تخلق أزمة بين الدولتين. وأوضح الخبير العلاقات الدولية، أن "جنوب السودان تشكل أمنًا قوميًا بالنسبة لمصر، وخاصة في الأمن المائي، فالنظام يتحرك بشكل مستقل للدفاع عن مصالحها وتأمينها".