«محاولة للاستفزاز أم جس نبض الشارع المصري» سببان لا ثالث لهما، يبرران الظهور المتكرر لأبناء الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، جمال وعلاء، في المحافل والمناسبات العامة، آخرها مباراة مصر وتونس، وهو ما استفز عددًا كبيرًا من النشطاء السياسيين، خاصة مع اقتراب الذكرى السادسة لثورة 25 من يناير. ظهور جمال وعلاء مبارك في الكثير من المناسبات، والتي كان قبلها عزاء الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، في نوفمبر الماضي، أثار حالة من الجدل داخل الوسط السياسي؛ بسبب تكرار الظهور بين الحين والآخر، إلا أن الظهور في حدث رياضي يحظى بالتسليط الإعلامي يثير تساؤلاً حول نية جمال للترشح للرئاسة 2018؟. وترصد "المصريون" عدد مرات ظهور جمال مبارك والأسباب الحقيقية وراء ذلك.. «عزاء والدة مصطفى بكري» في مايو 2015 ظهر جمال مبارك لأول مرة منذ ثورة 25 يناير 2011، بمسجد عمر مكرم في عزاء والدة البرلماني والكاتب الصحفي مصطفى بكرى. «الأهرامات» وفي نفس الشهر، قام جمال مبارك وزوجته السيدة خديجة الجمال وابنته فريدة بزيارة أهرامات الجيزة، ولم يكن معهم من الحراسة سوى الحارس الشخصي فقط وسائق السيارة، ولكن أثناء التنزه في المنطقة لم يصطحب جمال حارسه الشخصي معه وكان يتنزّه مع أسرته بحرية ودون خوف. «مدرسة ابنة جمال مبارك» وفي ديسمبر 2015، قام نجل الرئيس بزيارة لمدرسة ابنته «فريدة» وبصحبته زوجته خديجة الجمال، في حفلة نهاية الأسبوع التي أقامتها المدرسة. «نادي المقاولون العرب» كما ظهر جمال مبارك، نجل الرئيس المخلوع، في عدد من بطولات الجمباز الإيقاعي التي أقيمت بنادي المقاولون العرب، وحضر كولي أمر حيث شاركت فيها ابنته، التي لم تبلغ السادسة من عمرها حتى الآن. «الأوبرا» وفي يونيو العام الماضي، ظهر جمال بصحبة أسرته كاملة ووالدته، في حفل فني رسمي بدار الأوبرا المصرية للعازفين الأطفال، وجلست قرينة الرئيس الأسبق، في الصف السابع بمقاعد القاعة الكبرى بدار الأوبرا على الجهة اليسرى، فيما تفاعلت هي ونجلها جمال مع حفيدتها فور ظهورها على مسرح دار الأوبرا المصرية؛ حيث كانت تشارك في الحفل الخاص بعازفة البيانو العالمية مشيرة عيسى. «الساحل الشمالي» ومؤخرًا ظهر جمال وعلاء مبارك وعائلتهما في إحدى الحفلات ب«6degrees» أحد أشهر الأماكن المخصصة للسهر في الساحل الشمالي في قرية «هاسيندا باى»؛ حيث إن هايدي راسخ زوجة علاء مبارك، قامت باستئجار فيلا بالقرية بدءًا من أول أيام عيد الفطر المبارك الشهر الماضي، ولمدة 45 يومًا بتكلفة بلغت 450 ألف جنيه، بواقع 10 آلاف جنيه لليوم الواحد. ثوريون: محاولة للاستفزاز من جانبه، قال حمدي قشطة، القيادي بحركة شباب 6 إبريل "الجبهة الديمقراطية"، إن ظهور جمال مبارك وعلاء مبارك في المقصورة بمباراة مصر وتونس، هو مجرد محاولة استفزاز لشباب ثورة 25 من يناير، خاصة قبل أيام قليلة من ذكراها السادسة. وأضاف قشطة ل"المصريون"، أن أبناء مبارك لا يستطيعون أن يظهروا أو يتعاملوا مع الشعب المصري في الشارع، مكانهم الأساسي في المقصورة وبجوار الإعلاميين، لكنهم غير قادرين على أن يكونوا بمدرجات الدرجة الثالثة أو الثانية، وسط الجمهور المصري العادي؛ لأنهم يعلمون جيدًا ما كانت ستصل إليه مصر بعد محاولة خطة التوريث التي كان ينتوى الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك أن ينفذها. وقال راجي شعت، القيادي بحركة ثوار، إن مسألة ظهور نجلي مبارك في المباراة، واختيارهم لهذه المباراة بالتحديد للظهور فيها، تعتبر ربطًا بين الثوريتين المتتاليتين في مصر وتونس، وهو ما استفز العديد من أنصار ثورة يناير، والشباب الثوري الذي خرج ضد الظلم والديكتاتورية والاستبداد. وأضاف شعت، أن النظام الحالي يلعب دورًا مهمًا في مسألة عودتهم إلى الحياة السياسية، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، ليثار حالة من الجدل واللغط في مسألة ترشح جمال مبارك في السباق الانتخابي، على الرغم من تأكيد عدد كبير من الفقهاء القانونيين الذين أكدوا أن ترشحه للرئاسة يكاد يكون مستحيلًا؛ بسبب الحكم الخاص بقضية القصور الرئاسية. في سياق متصل، قال أحمد دراج، الخبير السياسي، إن ظهور جمال وعلاء مبارك في الكثير من المحافل والأماكن العامة بين الحين والآخر هو لعبة قوية تتم لمحاولة تلميعه وتأهيله ليكون في مقدمة المرشحين للانتخابات الرئاسية في 2018، لينافس الرئيس عبدالفتاح السيسي عليها، خاصة في ظل عدم وجود بديل قوي عن السيسي لخوض هذه الانتخابات. وأضاف دراج ل"المصريون" أن مبارك وأنصاره يسعون منذ نجاح ثورة 25 من يناير في الانتقام والعودة إلى لوسط السياسي، وهو ما يحدث تدريجيًا بظهور نجلاه بين الحين والآخر، وهو ما يستفز بدوره ثوار يناير.