ظهر في عدة محافل مؤخرًا بجوار الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يمثل رأس السلطة في البلاد، خاصة بعد ضرباته الاستباقية لأكبر قضايا فساد شغلت الرأي العام، وجعلته على رأس اهتمامات الشارع المصري، وموضع تساؤل الجميع.. إنه محمد عرفان رئيس هيئة الرقابة الإدارية. كان تفجير قضية الرشوة بمجلس الدولة المتهم فيها جمال اللبان، مدير المشتريات، القضية التي لفتت الانتباه إلى اللواء محمد عرفان، رئيس هيئة الرقابة الإدارية. تولى اللواء محمد عرفان، رئاسة هيئة الرقابة الإدارية في إبريل 2015، وحصل عرفان على بكالوريوس العلوم العسكرية ، وتخرج فى الكلية الحربية ضمن ضباط الدفعة" 69 أ "وتدرج بعدد من الوظائف فى القوات المسلحة، كما أنه حصل على بكالوريوس تجارة شعبة محاسبة عام 1982، ثم التحق للعمل بهيئة الرقابة الإدارية منذ عام 1986 في مجالات مكافحة الفساد، حيث أمضى ما يزيد على حوالي 30 عاماً. وكانت أبرز الوظائف التى شغلها، رئيسًا لمكتب الرقابة الإدارية بالأقصر، ونائبًا لرئيس مكتب الرقابة الإدارية بالإسكندرية ثم رئيسًا للإدارة المختصة بالرقابة على وزارة المالية والتأمينات الاجتماعية والضرائب، ثم رئيسا لقطاع التخطيط والمتابعة، ثم عين أمينًا عامًا لهيئة الرقابة الإدارية، وآخر منصب شغله كان رئيسًا لقطاع العمليات الخاصة، حتى صدر قرار رئيس الجمهورية بتعينه رئيسًا للرقابة الإدارية. وشارك اللواء عرفان في العديد من ضبط القضايا في مختلف قطاعات الدولة المتعلقة بجرائم الرشوة واستغلال النفوذ والعدوان على المال العام، كما قام بوضع خطة عمل هيئة الرقابة الإدارية وتطوير آليات ونظم الرقابة لتحقيق الرقابة الوقائية ومنع الفساد، وصاحب دور فعال وإنجازات في هيئة الرقابة، أهمها تفعيل أعمال اللجنة الوطنية لمكافحة الفساد وتطوير أداء قطاع العمليات الخاصة، وضبط العديد من قضايا الفساد الكبرى وإعداد خطة عمل لتفعيل دور هيئة الرقابة الإدارية . وكانت أبرز القضايا التي أدت إلى بروز نجم عرفان، قضية فساد مدير المشتريات بمجلس الدولة والتي عرفت إعلاميًا ب"مغارة علي بابا"، حيث استطاعت الهيئة برئاسته، من ضبط جمال الدين محمد إبراهيم اللبان مدير عام التوريدات والمشتريات بمجلس الدولة، داخل منزله بالقاهرة، وبتفتيش مسكنه تم العثور على 24 مليون جنيه مصري، بالإضافة إلى 4 ملايين دولار أمريكى، و2 مليون يورو، ومليون ريال سعودى، وكمية كبيرة من المشغولات الذهبية بخلاف العقارات والسيارات التى يملكها. كما قامت هيئة بتفنيد وفحص المستندات التى تخص العقارات والسيارات التى يملكها، بالإضافة إلى المبالغ متحصلات عدة جرائم رشوة سابقة لرصدها وإثباتها فى محضر القضية. وفي عهده أيضًا استطاعت الهيئة ضبط أكبر شبكة دولية للاتجار بالأعضاء البشرية، وتضم هذه الشبكة مصريين وعرب يستغلون الظروف الاقتصادية لبعض المصريين للاتجار في الأعضاء البشرية مقابل مبالغ مالية زهيدة في حين يحصلون هم على مبالغ مالية باهظة. وتمكنت الهيئة من ضبط ملايين الدولارات والجنيهات لدى المتهمين من متحصلات الاتجار في الأعضاء البشرية، ومن بين أعضاء الشبكة أساتذة وأطباء وأعضاء هيئة تمريض وأصحاب مراكز طبية ووسطاء وسماسرة.، ولم تكن هذه القضايا هي السبب الوحيد في إثارة التساؤلات حوله، لكن ظهوره المتكرر بجوار السيسي، مع إلقاءه كلمة افتتاح ميناء سفاجا البحري، زاد من فضول المواطنين لمعرفة تلك الشخصية. فكان الظهور الأول لعرفان، خلال افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى، لعدد من المشروعات بمحافظتي بورسعيد والإسماعيلية، ومن أبرزها مشروع للاستزراع السمكي في الإسماعيلية وكوبري عائم بالرسوة في بورسعيد. وقدم عرفان، خلال افتتاح الرئيس السيسي مشروعات الاستزراع السمكي بالإسماعيلية، تقارير للمشروعات القومية بكل تفاصيلها، قائلاً: "اخترنا أن نكون رجالاً يقدرون المسئولية، ويبتغون القمة لنحقق لمصر الأمل والرجاء لمستقبل أفضل" ثم كان الظهور الثاني، قبل ساعات من افتتاح أعمال تطوير ميناء سفاجا، حيث تفقد عرفان الميناء البحري قبل افتتاحه بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وألقى عرفان كلمة خلال الافتتاح قال فيها إن ميناء سفاجا البحري سيلعب دورًا رئيسيًا في التنمية وخدمة أهالي جمهورية مصر العربية شمالا وجنوبا، مشيرًا إلى أن أهم نتائج الميناء مضاعفة أماكن استيعاب الشاحنات بالمائة، ومضاعفة الإيرادات السنوية بقيمة 150 مليونًا عن آخر عام. وأضاف "عرفان" خلال استعراضه لعدد من المشروعات التي افتتحها الرئيس اليوم، أن ميناء سفاجا البحري من أقدم الموانئ الذي لم ينل دوره في التنمية في الفترة الماضية، والذي يخدم محافظات الصعيد. تفجيره للعديد من قضايا الفساد وظهوره أكثر من مرة، مع إشادة الرئيس له، جعلت البعض يتوقع أن يكون اللواء عرفان رئيس مجلس الوزراء القادم. وأبدى الدكتور حازم حسني أستاذ العلوم السياسية، استغرابه من ظهور اللواء محمد عرفان، رئيس هيئة الرقابة الإدارية، في حفل افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي تطوير ميناء سفاجا، وإلقائه كلمة في هذه المناسبة. وفسر «حسني» الظهور المفاجئ والمتكرر لرئيس هيئة الرقابة الإدارية بسببين، قائًلًا:« أعتقد أنها المرة الأولى فى تاريخ الدولة المصرية - وربما فى تاريخ كل الدول - التى يقف فيها رئيس هيئة رقابية ليلقى كلمة فى افتتاح مشروعات عامة جوهرها هو السياسات العامة للدولة المسئول عنها رئيس مجلس الوزراء الذى لم ينطق بكلمة طيلة الاحتفال». وتابع :« رئيس هيئة الرقابة الإدارية لم يكتف بهذا، بل أعلن توصيات لواضعى السياسات العامة، ووعد الرئيس بمتابعة تنفيذها وإفادته بتقرير بشأنها خلال ثلاثين يوماً». وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أسباب ذلك الظهور قائلًا:« إما أن السيد اللواء رئيس هيئة الرقابة الإدارية ومن جاءوا به ليلقى كلمته لا يفهمون دور هيئة الرقابة الإدارية فتجاوزوه ليؤدى الرجل دور رئيس مجلس الوزراء (!)، أو أن الرجل يتم تقديمه للشعب المصرى تمهيداً لإعلانه رئيساً لمجلس الوزراء، وربما فسر هذا الاحتمال الأخير كثيراً من مداخلات الرئيس بشأن الهيئة ورئيسها خلال الفترة الماضية، فضلاً عن الإعلان المفاجئ والصخب الإعلامى الذى صاحب قضايا الفساد التى تقف الهيئة وراء الكشف عنها فى الفترة الأخيرة». واختتم كلامه :« فى كل الأحوال، فإن ظهور السيد اللواء رئيس هيئة الرقابة الإدارية متكلماً فى احتفالية اليوم، فضلاً عن مضمون كلمته، بدا لى ظهوراً شاذاً يتسق مع شذوذ الدولة المصرية هذه الأيام فى كل قراراتها ومبادراتها ! .. ربنا يلطف بينا »، حسب قوله.