الإخفاقات التي تشهدها البلاد على كافة الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية جعلت البعض يقارن بين ما حدث إبان حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي وبين ما يحدث حاليًا في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي. وعلى الرغم من الأزمات التي شهدتها مصر إبان حكم "الإخوان المسلمين" إلا أنها - بحسب سياسيين - لم تصل إلى ما وصلت إليه البلاد في عهد النظام الحالي، فيما كان التعامل أقل حدة من السابق. وقال الكاتب السياسي أمين إسكندر، القيادي بحزب "الكرامة"، إن "نظام مرسي الشعب اختلف معه وكان يستحق أن يُعزل، وهذا الرجل - في إشارة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي - يجب أن يرحل وما يجب فعله اليوم هو تحميل كل ما يحدث من أزمات وإخفاقات على كافة الأصعدة له وليس للحكومة ولا أي أحد غيرها". وأضاف إسكندر ل"المصريون": "النظام السيسي القائم الآن هو الوحيد الذي يتحمل مسئولية التدهور الذي تشهده البلاد ويجب التعامل معه كما تعاملنا مع من سبقه من أنظمة"، موضحًا أن "التغيير في مصر لم يحن، وذلك لأسباب أهمها عدم اكتمال النضج السياسي الذي من شأنه العمل على التغيير لدى العديد من القوى". وأشار إلى أن "تغيير رأس السلطة الحالية يحتاج إلى العديد من التكاتف والإرادة لدى القوي السياسية المختلفة من أحزاب ومؤسسات دولة بجانب ما تشهده البلاد من أخطاء"، متوقعًا في الوقت ذاته أن "تغيير النظام الحالي أوشك على البدء". وفي نفس السياق، قارن الكاتب الصحفي سليمان الحكيم بين ما حدث في عهد مرسي وما يحدث الآن في عهد السيسي، معتبرًا أنه من الأولى أن يتم عزل الأخير وذلك لما تشهده البلاد من إخفاقات وتجاوزات فاقت عهد الأول. وأضاف الحكيم في مقال له جاء بعنوان "لماذا مرسي وليس السيسي" قال فيه: "ما الذي فعله مرسى واستحق الثورة عليه ثمنا له. ولم يفعل السيسي ما هو أفظع منه، ولا يزال يتربع على كرسيه حاكما بل ويحظى بتأييد البعض له؟" متسائلاً: "هل يقاس الفقر الذي كان عليه الشعب في تلك الأيام بالفقر والغلاء الذي يقاسى منه الشعب على يد السيسي ونظامه؟". وقال:"لقد رأى السيسي أن مرسى يستحق العزل من منصبه في 30 يونيو لأنه أشهر سيف العداء والخصومة مع كل فئات المجتمع ومختلف أطيافه السياسية.. ألم يفجر السيسي في عدائه وخصومته مع جميع من تلطف مرسى في الخصام معهم؟". وعدد الكاتب الصحفي ما فعله السيسي مع مختلف طوائف الشعب من محامين وصحفيين والاستهانة بأحكام القضاء قائلا:" بالنسبة للقضاة.. هناك قانون يُعد الآن في مجلس النواب ليقضى على استقلال القضاء، بالسماح لمجلس النواب بتعيين رؤساء المحاكم وهو ما يمثل افتئات من السلطة التشريعية على السلطة القضائية". وتابع:"أما الصحفيين فلأول مرة تقتحم قوات الأمن نقابة الصحفيين لإلقاء القبض على اثنين من أعضائها إضافة إلى إصدار قانون تنظيم الصحافة على غير رغبة الصحفيين ومصلحتهم"، معتبرا ذلك أن الرئيس وحكومته يهيمنا على حرية الرأي والتعبير بالمخالفة لنصوص الدستور . وختم مقاله قائلاً: "فإذا قلنا لهم ذلك من قبيل لفت النظر اعتبرونا خونة وعملاء. فلماذا إذن يمكن أن نصف هؤلاء حين خرجوا على مرسى أو حتى مبارك مطالبين بخلع الأول وعزل الثاني لأخطاء أقل بكثير مما ارتكبه السيسي – ولا يزال – في حق كل فئات المجتمع دون أن يستثنى منهم سوى الشرطة والجيش". بدوره رأى الدكتور أحمد دراج أستاذ العلوم السياسية أن عزل مرسي يرجع إلى أسباب عدة أهمها حالة الحرية والديمقراطية التي كانت تشهدها تلك الفترة، والمنعدمة في عهد النظام السياسي الحالي. وأضاف دراج ل"المصريون": "فزاعة الإرهاب لم تكن موجودة في عهد الإخوان والتي يستغلها النظام الحالي كما أن كافة مؤسسات الدولة من إعلام وغيره كان يعمل ضد مرسي". وأشار إلى أن "النظام الحالي لم يتصادم مرة واحدة مع الشعب بل تدرج في تعامله حتى وصل إلى هذه الدرجة التي لم يعد أحد يتحملها، كما أن الشعب عامة والنخب السياسية خاصة أصابها اليأس والإحباط نتيجة المحاولات السابقة". وتابع: "مؤسسات الدولة عامة وكذلك الإعلام يؤيد النظام السياسي القائم ويحاول أن يجمل صورته وهذا عكس ما حدث مع مرسي".