رفضت سب عبد الناصر.. وظهورى فى تليفزيون العدو لتأكيد سعادتنا بالاحتلال تحتفل مدينة بورسعيد، بعيدها القومى االيوم 23 ديسمبر من كل عام وهى الذكرى ال60 لأعياد النصر وجلاء قوات الاحتلال الغاشم عن أرض المدينة الباسلة بعد كفاح مرير خلفت استشهاد الآلاف من أبنائها البواسل. الذكرى دائمًا ما تحمل طقوس خاصة تبدأ كل عام بقيام محافظ المدينة والقيادات الشرطية ورجال القوات المسلحة بوضع إكليل من الزهور وقراءة الفاتحة على رمز الجندى المجهول بميدان المسلة المواجه لديوان عام المحافظة بشارع 23 يوليو ثم العرض العسكرى والشعبى. كما يرتبط مع أعياد النصر بالمدينة الباسلة أبطال المقاومة الشعبية"الفدائيين"، منهم الحاج محمد فوزى أبو الطاهر أحد الأبطال الفدائيين الذين خاضوا معارك حرب 1956 والبطل عبد المنعم الشاعر شارك فى المقاومة وعمره 17 عامًا العديد من الأبطال الذين لا ينساهم التاريخ منهم السيد عسران والسيدة فتحية الأخرس الملقبة ب" أم على" ومحمد نصر شحبر وعلى زنجير وأحمد هلال ومحمد حمد الله ومحمد سليمان وطاهر سعد وهؤلاء كانوا مجموعة شاركوا فى خطف الضابط البريطانى "مور هاوس" ابن عمة ملكة بريطانيا. "المصريون" حاورت الفدائى محمد مهران، أحد الأبطال الذين شاركوا ولهم بصمات فى تاريخ النضال والكفاح وقت العدوان على بورسعيد، حيث اقتلعت القوات الإنجليزية كلتا عينيه بعد أن رفض الإفصاح بأى معلومات عن الجيش المصرى للعدو. البطل مهران، أكد ل"المصريون" أن اسمه بالكامل هو محمد مهران عثمان من مواليد 6 سبتمبر عام 1938 بحى العرب بمحافظة بورسعيد، حيث انضم للمقاومة الشعبية وكان عمرى وقتها 18 عامًا التحقت ضمن كتيبة الحرس الوطنى وكان موقعها بمنطقة"الجميل"غرب المحافظة. وأضاف أنه فى 5 نوفمبر 1956 قامت طائرات العدوان بإنزال فرقة مظلات وتعاملت معهم أنا وزملائى بالبنادق والرشاشات ونجحنا فى إسقاط أول فرقة مظلات وقتها تم تكليفنا بالدفاع عن منطقة الجميل ومطار بورسعيد من هجمات العدوان والذى قام بإلقاء بودرة "النابالم الحارقة" حيث قام بضرب الكبارى والطرق تمامًا. وتابع: لاحظت أنا ورفقائي هبوط 5 طائرات ونزل منها 5 جنود من البريطانيين المسلحين وكانوا مزودين بأجهزة لاسلكي متطورة وقتها وكانت تؤمنهم من أعلى 3 طائرات حربية. وأوضح، أنه عند عودة الجنود للطائرات خرج زميلى البطل محمد أحمد من الحفرة وفتح وابلاً من النيران على العدو من رشاشه لكنهم تمكنوا من قتله واستشهد بالرصاص الجبان، فبادرت بإلقاء ما كان معى من قنابل على العدو للانتقام ممن قتلوا زميلى. وأشار إلى أن عددًا من الجنود الإنجليز التفوا حول الحفرة، فسحبت رشاشى وأطلقت النار على الضابط البريطانى "برن" وأصيب فى عينيه. وأضاف أن الجنود أخرجونى من الحفرة واقتادونى إلى محاكم عسكرية "صورية" حاولوا فيها الحصول على أى معلومات عن الجيش المصرى وساومونى إما أن أتحدث أو اقتلاع كلتا عينيى ومنحها للضابط الذى قمت بإصابته ببندقيتى فى عينه وبدأوا يستفزونى بسباب مصر والرئيس جمال عبد الناصر أمامى لكنى لم أخشاهم وكنت أبادرهم برد السباب لهم. يقول البطل: "قلت لهم اقتلعوا عيونى.. لن أتحدث أبدًا" ثم طلبت من أحد جنود العدو أن أشرب ماء فرد أحدهم: عبد الناصر لم يحضر لك ماء هنا لكى تشرب منه. وأوضح أنه أجابهم: الماء اللى معاكم هو ماء مصر ملك لعبد الناصر ولكل مصرى أريد بعض الماء الذى هو ملك لى ليقوم جندى بريطانى بركلى بإحدى قدميه. وأكد أنه عندما وجد قائدهم إصرارى فى عدم الإفصاح بأى معلومات قالى لى سوف تدفع الثمن "اقتلاع عيونك"وسريعًا وجدتهم قاموا بنقلى إلى مطار "لارناكا" بقبرص ومنه إلى مستشفى القوات البريطانية وكان فى استقبالى 4 أفراد مهمتم تعذيبى كل فرد منهم يقدم لى برنامج تعذيب ويتركونى ويأتينى طبيب ويقولى لى " تحدث كى ترتاح من العذاب ونتركك وإلا سوف أقتلع كلتا عيناك ومنحهم للضابط البريطانى الذى فقد عينيه ببورسعيد. وسألت الطبيب ماذا تريدون منى، قال نريد أن تتحدث فى التليفزيون البريطانى وتقول "إن شعب بورسعيد سعيد بوجود القوات البريطانية فوق أرض مصر وأن مصر تكره جمال عبد الناصر، ثم غادر الطبيب". وبعد جلسة تعذيب طلبت إحضاره وجاء لى بوجه مبتسم قائلاً: برافو "مهران " أنت هتقول كل حاجة مش كده؟ لم أستطع وقتها التحدث من ألم التعذيب وحركت رأسى بأننى موافق وقاموا سريعًا بوضعى فوق سرير وأحضروا الكاميرات التليفزيونية وقيل لى تحدث!!. يقول مهران: تحدثت فعلاً، تعيش مصر حرة كريمة ويحيا عبد الناصر وسوف نهزمكم ونقتلكم وبادروا بتلقينى الضرب المبرح وقيدونى وزادت وتيرة التعذيب حتى بدأ جسدى ينتفض وأنا أردد "لن أخون مصر أنا أحب مصر ارتكوا لى عينا واحدة حتى أرى بها مصر ثم أدخلونى غرفة العمليات واقتلعوا كلتا عينى. وأضاف بعد أن أجريت العملية جاءنى الطبيب الإنجليزى الذى أجرى لى العملية وقالى لى: لقد فعلنا ذلك لكى تكون عبرة لمن يقف ضدنا، فأجبته: أنتم اقتلعتم عينى ولكن لم تقتلعوا قلبى وحبى للوطن فلن تستطيعوا اقتلاع وطنيتى. واختتم البطل حديثه ل"المصريون": أعادونى إلى بورسعيد وعقب معرفة كمال رفعت أحد الضباط الأحرار بوصولى برفقة أحد جنود العدو بمقر القيادة البريطانية بكازينو بالاس اختطفونى من مقر العدو ونقلونى إلى المستشفى العسكرى بكوبرى القبة بالقاهرة وزارنى وقتها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وقام بتكريمي.