قال جبريل الرجوب، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ورئيس جهاز الأمن الوقائي سابقًا، إنه تعرض لخديعة كبرى من القيادي المفصول من الحركة، محمد حلان كادت أن تقضي على مستقبله السياسي. وأوضح الرجوب في حوار مع موقع «والا walla» العبري، أنه في أبريل من عام 2002، دخلت قوات الجيش الإسرائيلي إلى رام الله ضمن عملية "الدرع الواقي"، مضيفًا أنه في إحدى الليالي، حينما كان قائدا للجهاز الوحيد الذي هاجم بشكل علني استخدام السلاح ضد إسرائيل، استقبل مكالمة هاتفية من ضابط العمليات خاصته. وتابع أن المتحدث أوضح له أن مروان البرغوثي، صديقه المقرب، والمطلوب رقم 1 للقوات الإسرائيلية، موجود في مقر القيادة في «بيتونيا» غربي رام الله. أدرك الرجوب للوهلة الأولى أن وجود البرغوثي من شأنه أن يمثل ذريعة لقوات الجيش الإسرائيلي للهجوم على مقر القيادة، ولدهشته اكتشف أن اثنين من كبار رجال السلطة الفلسطينية، وهم محمد رشيد وصديقه المقرب محمد دحلان، هما من أحضرا البرغوثي إلى «بيتونيا». انطلق الرجوب إلى «بيتونيا» والتقى بالبرغوثي (الذي كان آنذاك حليفه السياسي، بحسب الرجوب، ونجح الرجوب في إقناع البرغوثي بمغادرة «بيتونيا» حفاظا على أمن وسلامة المتواجدين بمقر القيادة. يقول الرجوب إنه أقَلَّ البرغوثي بنفسه إلى وسط رام الله، حيث افترق الاثنان هناك، وعندما عاد الرجوب إلى مقر القيادة اكتشف أن قوات الجيش الإسرائيلي قد هاجمتها بالفعل. يضيف: القيادة بأكملها، جنودها وسجناءها– من رجال حماس والجهاد الإسلامي- خضعوا للقوات الإسرائيلية. في اليوم التالي أدركت حجم المؤامرة التي حيكت ضدي. صديقه ونظيره في غزة محمد دحلان هاجمه في وسائل الإعلام، وتشارك مع حركة حماس في اتهامه بالتعاون مع إسرائيل، بتسليم رجال حماس إلى المحتل.. لكن الحقيقة هي أن دحلان حاول قتل الرجوب سياسيا. ويبدو أن هذا الأمر نجح بالفعل، لكن بعد بعض الوقت، حيث اعتبر أبو رامي "حصانا ميتا" من الناحية السياسية. الكثيرون فقدوا الأمل في عودته للسياسة، بل وأبّنوه سياسيًا منذ 14 عاما.. لكنه أصبح اليوم الشخصية الأقوى في حركة فتح بعد أبو مازن مباشرة، حيث نجح في الفوز في انتخابات اللجنة المركزية لفتح، وبالتحديد في المركز الثاني بعد مروان البرغوثي– السجين– وهو ما يجعل الرجوب رقم 1، بل ويجري الحديث عن أنه هو الوريث المحتمل لأبي مازن. يحظى الرجوب بتأييد شباب حركة فتح، وشيوخها أيضا.. ويجدر هنا القول إن حلفاء الرجوب نجحوا أيضا في الفوز بمقاعد في اللجنة المركزية في الانتخابات الأخيرة. على النقيض لما حدث لحلفاء البرغوثي، الذين فشلوا في انتخابات اللجنة التي ستختار يوما ما رئيس حركة فتح القادم. حتى يحدث ذلك، قد تقفع الكثير من التطورات.. لكن في إسرائيل، والعالم العربي وبالطبع في حركة فتح والأراضي المحتلة، يفهم الناس تقريبا انعكاسات هذا الإنجاز.