خبراء: مصر تخشى الإفصاح عن تقاربها لإيران بسبب خلافات الأخيرة مع دول الخليج دأبت السلطات المصرية على نفي أي تقارب في العلاقات مع إيران، كان آخرها تصريح وزير الخارجية سامح شكري، التي قال فيها، إن مصر لا توثق علاقتها بإيران التي لا تربطها بها علاقات دبلوماسية منذ أواخر السبعينيات، لكنه قال إنها تتعامل مع إيران في مؤتمرات متعددة الأطراف. لكن ثمة مؤشرات قوية على تقارب في العلاقات القوية بين البلدين، ففي اليومين السابقين، التقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، عددًا من السفراء الجدد المعتمدين لدى إيران من بينهم السفير المصري ياسر عثمان. وجاء ذلك بالتزامن مع زيارة نائب محافظ البنك المركزى الإيراني أكبر كوميجاني، للقاهرة أمس، للمشاركة في منتدى الاستقرار المالي والإسلامي. وبدا أن هناك تقاربًا ملحوظًا في المواقف بين مصر وإيران، وبرز ذلك واضحًا في ظل التوتر الذي يشوب العلاقات بين مصر والسعودية منذ تصويت الأولى لصالح قرار روسي حول حلب في أواخر أكتوبر الماضي. الأمر الذي اعتبره خبراء يعكس تناقضات، وتخوفات من جانب الحكومة المصرية من إظهار حقيقة علاقتها بإيران، خاصة بعد مساندة الأخيرة لنظام بشار الأسد، في قمع المعارضة التي تطالب بإسقاط نظام حكمه. وقال الدكتور محمد السعيد عبد المؤمن، أستاذ الدراسات الإيرانية فى جامعة عين شمس ل "المصريون"، إن "هناك تخوفات مستمرة من الجانب المصرى فى إظهار طيب العلاقات بينها وبين إيران، لأن الأخيرة تتبنى فكرًا دينيًا غير مرحب به من لدول العربية". وأضاف السعيد: "إيران حاليًا تعادى دول الخليج وتتعاون مع بشار الأسد رئيس سوريا وبوتين رئيس روسيا فى حربهم على أهالى سوريا المقاومين، لذلك من الصعب أن تكون العلاقات المصرية الإيرانية معلنة بشكل رسمي". وتابع: "بسبب تلك الأسباب التى ذكرتها سيكون موقف مصر محرجًا أمام العرب إذا تبين طيب العلاقات بينها وبين إيران"، مستدركًا: "دائمًا الجانب المصرى ينفى أى تقارب بينه وبين إيران لكن الصحف الإيرانية تفضح هذا التقارب". وتوقع الخبير فى الشأن الإيراني: "أن يكون عام 2017عام العلاقات المصرية الإيرانية". بدوره، قال الدكتور محمد عباس ناجي، الباحث في الشئون الإيرانية بالمركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية، إن "العلاقات المصرية الإيرانية مرت بعديد من الخلافات على مرة 30 عامًا، فمن الصعب عودة العلاقات بينهما بشكل علنى وبأسرع وقت". وأضاف: "إيران حاليًا لديها خلافات كثيرة بين الدول العربية بسبب سوريا، واليمن، لذلك الطرف المصرى يحرص دائمًا على إخفاء العلاقات بينها حتى تستقر الأوضاع فى المنطقة". وكانت العلاقات المصرية الإيرانية اقتصرت خلال الثلاثين عامًا السابقة، ما بين التوتر والأزمات المتتالية، وذلك على خلفية توقيع مصر معاهدة السلام مع إسرائيل، واستقبال السادات لشاه إيران عقب الثورة الإسلامية، التى أطاحت به، ثم دعم مصر للعراق فى حربها ضد إيران، واتهام مصر لإيران أنها تدعم الجماعات الإسلامية المسلحة فى المنطقة كان ذلك فى التسعينيات. ثم بدأت العلاقات تأخذ وضعها الطبيعى مرة أخري، بعد أن وقعت مصر وإيران أول برتوكول بينهما، منذ قطع العلاقات الدبلوماسية، يقضى باستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين القاهرةوطهران بمعدل 28 رحلة جوية أسبوعيًا، فى الثالث من أكتوبر 2012. وعقب تلك الاتفاقية، تزايد الحديث عن احتمال انتهاء القطيعة بين البلدين، وهذا الاحتمال تلقى دفعة قوية بعد نجاح ثورة 25 يناير فى مصر، وإعلان نبيل العربى وزير الخارجية المصرى حينها، أن مصر بصدد فتح صفحة جديدة مع جميع الدول، بما فيها إيران، ثم سافر وفد دبلوماسى شعبى مصرى لإيران بغرض التمهيد لعودة العلاقات، وأظهر الجانب الإيرانى مرونة فى هذا الموقف. وتوج التقارب في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين فى عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي، حيث توجه الأخير إلى طهران، فى أغسطس 2012، فى أول زيارة لرئيس مصرى إلى إيران منذ "الثورة الإسلامية" الإيرانية، وذلك لحضور قمة دول عدم الانحياز.